تعد قضية الفتوحات العثمانية للعالم العربى وتحديدا لمصر مسار جدل وخلاف واسع بين المؤرخين لتلك الفترة الهامة من التاريخ العربى والاسلامى عامة والتاريخ المصرى بصفة خاصة ، ويبدأ الخلاف بين المؤرخين ما بين مؤيد معارض للدولة العثمانية فهذا يرى فى الدولة العثمانية فاتحة للعالم الاسلامى الهمته القوة ووحدته بعد تشتته وحافظت على مقدسات الدولة الاسلامية ، ذلك يرى الجانب الاخر فيراه احتلال غاشم للعالم العربى وغزو عسكرى من الدرجة الاولى بل والاكثر من ذالك هو اتجاه البعض الى ان الدولة العثمانية هى المسئول الاول عن حالة الركود والتخلف التى اصابت المجتمعات العربية وتحديد امصر قبل القرن ال19م.
ولكن ما لفت انتباهى هو اسلوب تعاملنا نحن المصرين مع هذه القضية ، فنحن وبلا فخر الان تعامل مع التاريخ بكل عنصرية وتحيذ كبير جدا ، حيث يذكر الغالبية الاعظمى من المؤرخين حربا على الدولة العثمانية ويرى فيها الدمار الشامل الذى الحق بمصر التخلف والانهيار منذ دخول العثمانين مصر فى عام (1517م -922ه ) ونزع مقر السلطنة من القاهرة بعدما كانت عاصمة عليه م عاصمة للسلطنة المملوكية الى ولاية تابعة للدولة العثمانية .
بل مايزيد عن ذالك انهم لم يروا للدولة العثمانية من قريب او بعيد اى اثر على وجود بدايات للنهوض بتلك البلاد وخصوصا مصر ، بل كانت النظرة سوداء بل وقامتة السواد على التاريخ العثمانى فى حكم مصر والعالم العربى الذى استمر لفترة تعدت ال200 عام فى مصر .
هكذا تعامل عدد كبير من المؤرخين المصريين مع هذه الفترة التارخية الهامة جدا ، ومما ساعد على ذالك التطرف التاريخى الاحوال السياسة بين تركيا ومصر الان ومحاولة لتسيس التاريخ لمجرد اننا فى اختلاف سياسى مع تركيا ،فوجدنا حتى غير المختصين فى مجال التاريخ م يتحدث عن عنف الاتراك العثمانين و المجازر التى ارتكبوها والدمار الذى فعلوه بعض هذا حدث بالفعل والغالبية من هذا الكلام كان ضربا من الخيال ممزوجا بالحبشة القصصية البعيدة عن التأريخ وموضعيته .
والامر الاكثر غرابة فى تناولنا نحن المصريين لقضاينا التارخية ، اننا كمصريين نبرر لانفسنا مايحلوا انا وتعامل مع المواقف والاحداث التارخية بشخصنة غريبة مبالغ فيها الامر الذى سيؤدى الى التشكيك فى نزاهة المدرسة التارخية المصرية .
فمثلا نجد انفسنا نتباهى ونبرر لانفسنا ما قام به الملك تحتمس الثالث من غزوات استعمارية شرقا وجنوبا وتاسية لامبراطورية المصرية كبرى ، على اعتبار ان ماحدث لم يكن غزوا او احتلال عسكريا مصريا ، ايضا نتفاخر بتوسعات محمد على على حساب الدول المجاورة لنا ومن بعده الخديوى اسماعيل فى افريقا ، هكذا بدا لنا اننا اذا كنا نحن الاقوى فترة من الفترات واذا كانت العاصمة فى مصر بررنا كل شىء وغيرنا النظريات التاريخية ، اما اذا اصبحت مصر ولاية تابعة لدولة وامبراطورية كبرى وكانت مصرهى اهم الولايات والقاهرة هى العاصمة الثانية ،فهذا احتلال وتدهور وغزو عسكرى .
بكل اسف تقف الدولة سنجعل بانفسنا الدولة العثمانية دولة مفترى عليها من خلال الهجوم الشرس البعيد عن منهج التكامل العلمى لتاريخ اى عصر او حقبة زمنية ، لست فى موقف الدفاع او الهجوم عن الدولة العثمانية التى لها شرف ان تكون اخر خلافة اسلامية _ الى الان _ حكمت العالم الاسلامى لمدة تزيد عن الستة قرون ، تصدت مرارا وتكرار لحملات اوربية على الشرق الاسلامى كونت قوة عسكرية لايستهان بها واحتلت فى الوقت نفسه مكانة علمية ومعمارية وادبية وثقافية تشهد عليها الاثار العثمانية فى البقاعة المختلفة ومن بينها الاثار العثمانية فى اوربا فالدولة العثمانية لها ما لها وعليها ما عليها كحال باقى الدول من اقدم العصور الى الان علينا ان نبنى مدرسة تارخية مصرية محادية فى تحليلها الى حد كبير الموضوعية هى اسلوبها فى تناول الاحداث التاريخة حتى نستفيد من التاريخ خير استفادة ولا نعطى الفرصة المستشرقين المسيسين من المساس بتاريخنا وتحريفه لاغراض نعلمها نحن جميعا .