لا شك فى أن التمتع بالحقوق الطبيعية رهن القدرة على كسبها ، وما القدرة على كسبها (لا أقصد هنا فقط الحرية الشخصية والفكرية) إلا نية صادقة ووسيلة منتجة. فأما نية الاستقلال الذاتى بمعناها الخالص، فهى فهمه والتشبث بمزاياه ، وتمثل هذا الفهم فى شعور الأمة تمثلاً صحيحا شائعاً، أى اعتقاد الأمة بضرورته، وأنه هو العيش، وهو الكساء، وهو البيت، وهو الوجود. وبغيره لا وجود، ولا ب د لذلك من أن يربى فى الأمة معنى القومية المصرية أولاً والتضامن المجتمعى ثانياً والتعايش معاً ثالثاً.ثم اخيرا الوصول لاختيار رئيس للدولة على قدر المسئولية والقومية المصرية و التضامن الوطنى المنشود.ولذلك كانت تلك المقدمة عن فلسفة الحرية والاستقلال الذاتى ضرورية لتبصير القارىء. فى الاختيار الاهم وهو من سيحكم مصر الجديدة بعد كل الصعوبات التى عشناها طوال السنوات الماضبة