ظهرت الطوائف كالمعتزلة والتي تقدس العقل ولا تعرف كونهه وحقيقته وتحكمه في النص وهو مطلوب لكن لعدم فهمهم لقضية العقل السليم التي يجب أن يحكم في النص تاهووووو وحكموا الهوي ومازال فكرهم موجود الي يومنا هذا ، وظهرت طائفة الجهمية والتي تنفي القدر وتخلط الأمور في فهمه وطوائف أخري كالجبرية والتي تقول بأن الإنسان مجبر علي أفعاله وبين كل تلك الفرق عدم فهم قضية العقل ولا القضاء والقدر الفهم الصحيح وبالمناسبة ما تزال أفكار تلك الطوائف موجودة لتشلبه قلوب البشر (.كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) ) البقرة
وظهرت طائفة الخوارج في عهد الخليفة الرابع علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عندما خرجوا عليه لقبوله التحكيم بدعوي إن الحكم إلا لله ولم يفهموا معني الآية وامور اخري ، وعندما ذكر الخوارج عند بن عباس قال ليسوا بشيئ بالرغم من صلاتهم وصيامهم وكثرة تلاوتهم للقرآن وقال يؤمنون بمحكمه ويهلكون بمتشابهه ( إذن قضية فهم المحكم والمتشابه مهمه جداً ) ، جادلهم وحاورهم ورد كثير منهم بن عباس رضي الله عنه بالحجة والبرهان وظلت طائفة منهم علي غيهم ولم يقتنعوا بما قاله بن عباس ، المهم هو أن فكر الخوارج ظهر علي عهد النبوة بوادرة وفيما يلي يظهر هذا الأمر
المهم هو هل سمو بالخوارج لخروجهم فقط علي الخليفة الرابع رضي الله عنه أم لخروجهم عن فهم صحيح الدين ؟ الحقيقة للأمرين معا فقد خرجوا عن فهم صحيح الدين والحقيقة أن هذا الفكر موجود الي يومنا هذا وسيستمر الي ما شاء الله وإلا لكانوا اقتنعوا جميعاً بحجج بن عباس وقتها ، الحقيقة أن هذا الفكر لا ينتج إلا من الماديين أصحاب الإدراك الذهني والذين لا يصل نور القرآن الي قلوبهم ، يقرأونه ولا يفهمونه وفيما يلي نعرف السر من أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم
الخلاصة هذه الطوائف ليست لها حدود جغرافية ولا معالم مادية القضية كانت أفكار شاذة ومنحرفة ظهرت واستمرت الي يومنا هذا فقد تجد في هذا فكر يتطابق مع فكر الخوارج وفي ذاك فكر يتطابق مع فكر المعتزلة وفي آخر فكر يتطابق مع فكر الجهمية وهكذا القضية قضية أفكار يعتنقها الذين تتشابه قلوبهم قديماً وحديثاً بنفس الصورة وكانت قضايا العقل والقضاء والقدر والمحكم والمتشابه وعدم فهمهم الفهم الواعي والصحيح سببا في تفرق الآراء وظهور الطوائف والفرق ، لذلك كانت الأهمية الكبري للقضايا التي نتناولها كالعقل والقضاء والقدر والمحكم والمتشابه وغيرها من القضايا ولنفهم أن قضايا الإختلاف منشأها فكري ، ومع استمرار عدم الفهم لتلك القضايا ظهرت كذلك قضايا اللألحاد والعلمانية والليبرالية والتي تحتاج الي دراسة متأنية
* روى البخاري في صحيحة عن حذيفة بن اليمان قال : كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : نعم . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم وفيه دخن . . قلت : ما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم . . دعاة علي أبواب جهنم . . من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت : يا رسول الله صفهم لنا . قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟
قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعضى بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت علي ذلك . البخاري ﴿صدق رسول الله ﴾
تلخيص المراحل التي سيمر بها المسلمين كما جاء في الحديث :-
ما قبل الإسلام : جاهلية وشر .
الخير : في بداية ظهور الإسلام .
شـــر : الفتنة الكبرى ومقتل عثمان وعلي .
خير : وفيه دخن قوم يهدون بغير هدي الرسول .
شــر : تفرق المسلمين إلي فرق وجماعات ودعاة تقف علي أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها .
كما قال الرسول والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي علي ثلاث وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة) .
قال بن عباس رضي الله عنه كانت غنائم هوازن يوم حنين إذ جاءه رجل من تميم مقلص الثياب ( قصير الثياب ) ذو شيماء بين عينيه أثر السجود فقال اعدل يا رسول الله فقال له الرسول ويلك ومن يعدل إذا لم اعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن الخلق والخليقة ثم قال ( يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يحسنون القيل ويسيئون الفعل هم أشرار الخلق والخليقة يدعون الي كتاب الله وليسوا منه في شيئ يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ( اي لا يصل الي قلوبهم ) يحسبونه لهم وهو عليهم ، ليست قراءتكم الي قراءتهم بشيئ ( اي يجيدون قراءة القرآن ) ولا صلاتكم الي صلاتهم بشيئ ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، محلقين رؤوسهم وشواربهم وازرهم الي أنصاف سوقهم ، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، فمن لقيهم فليقتلهم فمن قتلهم فله أفضل الأجر ومن قتلوه فله الشهادة . رواه البخاري
وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال : يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ( اي صغار السن ) سفهاء الأحلام ( اي ضعاف العقول ) يقولون من خير قول البرية ( اي كلامهم معسول ) يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان كث اللحية مقصرين الثياب محلقين الرؤوس يحسنون القيل ويسيئون الفعل يدعون الي كتاب الله وليسوا منه في شيئ . صحيح البخاري – صحيح مسلم – مسند احمد – السنن الكبري للنسائي – السنن الكبري للبيهقي – كتاب الأحكام الشرعية الكبري – سنن أبي داوود
* روى في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ﴿ إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء قيل ومن الغرباء ؟ قال : النُزَاع من القبائل ﴾ طوبى : من الطيب وتفسر بالجنة.
النزاع : جمع نازع وهو الغريب الذي نزع وانفصل عن أهله وعشيرته نصرة للإسلام وقياماً بأمره .
وفي رواية أخري أنه قال : عندما سؤل عن الغرباء قال : ﴿ الذين يصلحون ما أفسدهُ الناس من سنتي والذين يحيون ما أماتوه من سنتي ﴾ . والحديث خرجه مسلم من حديث أبي هريرة مختصراًُ وهو بتمامه عند الترمذي من حديث عمرو بن عوف وحسنه .
وفي حديث آخر قال : ﴿الغرباء ناس قليلون صالحون بين ناس كثير , من يبغضهم في الخلق أكثر ممن يحبهم ﴾ . رواه أحمد في المسند .
ونحن الآن في أواخر المرحلة الرابعة وعلي أعتاب الخامسة فقد تفرقت الأمة إلي فرق وجماعات كل منهم يعتقد أنهم هم الفرقة الناجية وانهم هم اهل السنة والجماعة وخلافهم هم اهل البدعة والضلالة والحل الأمثل كما قال الرسول هو اعتزال كل تلك الفرق والجماعات .
هذا إلي جانب وجود دعاة يهدون بغير هدي المصطفي يعرف المؤمن منهم وينكر وهذا هو الدخن .
وبدأ ظهور الدعاة الذين يقفون علي أبواب جهنم وهم في الواقع عباد الدنيا والشيطان والنفس والمادة والهوى . فعلينا الحذر فلا تأخذ الفتوى إلا ممن اطمأن له قلبك فعن رسول الله ﴿ استفت قلبك وإن أفتوك وإن أفتوك وإن أفتوك ﴾
وأصبح الدعاة الذين يدعون إلي الله علي بصيرة قليل وكالغرباء في خضم الغث الذي لا يروي ظمأ القلب والروح .
وعنه أيضاً الخير فيَ وفي أمتي إلي يوم القيامة فالخير موجود بفضل الله في كل زمان ومكان ولكن الحديث للتغليب ففي هذه المرحلة والمرحلة القادمة والتي تسبق يوم القيامة هي لبروز الشر علي السطح ومدي انتشاره فلا تأخذوا من كل من يهرتل ويدعي الدعوة الفتوي والمؤمنين حقاً أصبحوا كالغرباء في أوطانهم