برلين تستضيف مباراة “الحلم” في كأس ألمانيا

يسدل كل من بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند الستار على موسم كرة القدم الألمانية عندما يلتقيان اليوم في العاصمة برلين، في المباراة النهائية لبطولة كأس ألمانيا، التي من المتوقع أن تشهد صراعاً محتدماً بين الخصمين اللدودين.

“إنها أكثر من مباراة نهائية، إنها مسألة تسيّد الكرة الألمانية”. هكذا وصف لاعب خط وسط بايرن ميونخ، توماس مولر، مباراة “الحلم” التي ستجمع فريقه بطل الدوري الألماني وحامل اللقب مع بوروسيا دورتموند، في نهائي كأس ألمانيا لكرة القدم على الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين اليوم السبت (17 مايو/ أيار 2014). وذهب كارل هاينز رومينيجه، نائب رئيس نادي بايرن، إلى أبعد من ذلك حينما وصف هذا النهائي بين أبرز فريقين ألمانيين حالياً بمثابة “إعلان ترويجي لكرة القدم الألمانية” عموماً.

وفي حقيقة الأمر، فإن هذه المباراة تمثل حلقة جديدة في سلسلة الصراع الدائر بين الفريقين في السنوات الأخيرة، كما تمثل عرضاً مثيراً يجذب اهتمام عشاق الكرة الألمانية في كل مكان، إذ يجمع بين النادي البافاري، الفائز بلقب الدوري الألماني (بوندسليغا) هذا الموسم، ووصيفه دورتموند، الذي يطمح إلى الخروج من الموسم بأي لقب.

وستكون مباراة النهائي المهم الثانية بين الفريقين في غضون عام واحد فقط، إذ التقى الفريقان قبلها على استاد “ويمبلي” بالعاصمة البريطانية لندن في مايو/ أيار 2013 على لقب دوري أبطال أوروبا، الذي انتهى من نصيب بايرن.

وسيسدل نهائي الكأس الستار على هذا الموسم الحافل بالأرقام القياسية بالنسبة لفريق بايرن، بقيادة مديره الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. ويأمل الفريق البافاري في إحراز الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي، وهو يرى نفسه المرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب للمرة الثالثة في الأعوام الخمسة الأخيرة والسابعة عشرة في تاريخه (رقم قياسي)، رغم الأفضلية المعنوية التي يتمتع بها دورتموند نتيجة فوزه بالمباراة الأخيرة بينهما على أرض ميونخ بثلاثة أهداف مقابل لا شيء أثناء الدوري

لكن، وبعد عام على المواجهة التي خاضها الغريمان في نهائي دوري أبطال أوروبا، يدخل بايرن إلى موقعة نهائي كأس ألمانيا في ظروف متناقضة. فحتى تتويجه بلقب الدوري في أواخر مارس/ آذار الماضي، قبل سبعة مراحل على نهاية الموسم، كان النادي البافاري يحلق في السماء فيما يتواجد غريمه في الحضيض. لكن الوضع تغير منذ حينها، إذ تنازل بايرن عن لقب دوري أبطال أوروبا بعد هزيمته المذلة على أرضه أمام ريال مدريد الاسباني بأربعة أهداف مقابل لا شيء، في إياب الدور نصف النهائي، إضافة إلى الهزيمة القاسية التي تلقاها على أرضه أمام فريق المدرب يورغن كلوب في الدوري.

وتعتمد رؤية بايرن النهائية لموسم الفريق على النتيجة التي سيحققها في نهائي الكأس، لأن الهزيمة في هذه المباراة بعد الخروج من المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا لن تكون أمراً يسيراً على الفريق، رغم فوزه بلقب البوندسليغا بعد تحقيق العديد من الأرقام القياسية. ويرى البعض أن الفوز على دورتموند في نهائي الكأس وإحراز الثنائية هو العزاء الوحيد لبايرن بعد خروجه من دوري الأبطال. لذلك يرى المدير الرياضي في بايرن، ماتياس زامر، الذي سيطر عليه الغضب والحزن بعد الهزيمة أمام الريال، أن على لاعبي الفريق التحلي بالروح القتالية وأن يكونوا “على استعداد للموت” من أجل بعضهم البعض على أرض الملعب.

وفي المقابل، يتعطش دورتموند بالطبع لتحقيق النجاح في مسابقة الكأس، بقيادة مديره الفني المتألق يورغن كلوب، ليتوّج الفريق جهوده هذا الموسم ونجاحه في اجتياز العقبات التي واجهته وفي مقدمها سلسلة الإصابات المؤثرة التي ضربت عدد من نجوم الفريق.

وتتسم العلاقات بين الفريقين بالاحترام المتبادل، ولكنها أصبحت أيضاً مشحونة بشكل متزايد، إذ دخل كلوب مؤخراً في مشادات مع ماتياس زامر، بينما يسود البرود والتحفظ العلاقات بين رومينيجه، نائب رئيس نادي بايرن، وهانز يواخيم فاتزكه، الذي يشغل نفس المنصب في دورتموند.

وساهم في وجود أجواء من العداء بين الناديين انتقال لاعب الوسط الألماني الدولي ماريو غوتزه من دورتموند إلى بايرن في نهاية الموسم الماضي، ثم الانتقال المرتقب للمهاجم البولندي الدولي روبرت ليفاندوفسكي من دورتموند إلى بايرن أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *