الإحساس العام بأن الانتخابات محسومة هو التحدي الأكبر للمشاركة
– الوضع المتميز للأقباط والتعصب السياسي يدفعان للمشاركة
– غياب قوى الأمس وتكرار الانتخابات في وقت قصير يدفعان للمقاطعة
– التصويت إما وسيلة حقيقية للمفاضلة أو شكلية لإضفاء الشرعية لأصحاب النفوذ
أكد الدكتور صابر حارص أستاذ الرأي العام بجامعة سوهاج في محاضرته التي ألقاها صباح اليوم بمجلس مدينة صدفا بجنوب أسيوط عن (المشاركة في الانتخابات الرئاسية) أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الانتخابات القادمة هو إحساس المواطن بأن الانتخابات محسومة لصالح مرشح معين، وأن الإعلام يزيد من تعقيد وصعوبة هذا التحدي بدلاً من العمل على معالجته، حيث ينشر تصريحات الحكومة التي تؤكد على الحياد ولكنه من جانب آخر يضفي هالة على النشاط الدعائي لمرشح بعينه.
وقال حارص في حضور كامل فراج رئيس مركز صدفا و55 من المواطنين والقيادات الوسطى بالمحليات وذلك في لقاء مركز إعلام جنوب أسيوط التابع للهيئة العامة للاستعلامات أن الجهد الأكبر خلال الأيام القليلة القادمة يجب أن يتركز حول إقناع المواطنين بخطأ الإحساس العام بحسم نتيجة الانتخابات لأي مرشح والبحث عن عوامل وآليات سريعة لتحريك المواطنين ودفعهم للمشاركة، وأشاد حارص بالدور الذي يلعبه المرشح حمدين صباحي في هذا الصدد ومخاطبته للجماهير دوماً بأن نتائج الانتخابات تحسمها كثافة المشاركة وإرادة المواطنين، وأضاف حارص أن اهتمام الإعلام بهذا التوجه اهتماما حقيقيا من شأنه أن يحقق نتائج ايجابية لصالح المرشح الفائز وشرعيته.
ودعا حارص إلى تجنب اليأس من نتيجة انتخابات المصريين بالخارج التي وصلت إلى 95% لصالح المشير السيسي مؤكداً أنها ليست مؤشراً علمياً لأنها أُجريت على أقل من نصف مليون بكثير بينما تتجاوز أصوات المصريين بالداخل 54% مليون.
وأوضح حارص أن النظم الديمقراطية والمستبدة يعتمدان على آلية الانتخاب والتصويت، غير أن الفارق بينهما هو في جوهر عملية المشاركة ما إذا كانت شكلية أم حقيقية، وما إذا كانت وسيلة للمفاضلة أم أنها مجرد وسيلة لإضفاء الشرعية والتأييد لأصحاب النفوذ في سلطة ما أو نظام ما.
ورصد حارص عوامل عديدة مؤثرة إيجاباً وسلباً على حجم المشاركة في انتخابات الرئاسة القادمة كحالة التعصب السياسي التي تسود كثير من المصريين وتجعلهم حريصين على المشاركة في حين تدفع أطراف أخرى إلى المقاطعة والامتناع عن التصويت كنوع من الاحتجاج الصامت.
وأشار حارص أيضاً إلى وضع الأقباط المتميز في المرحلة الراهنة كعامل إيجابي للإقبال على المشاركة في مقابل غياب معظم تيار الإسلام السياسي كعامل سلبي يقلل من المشاركة نتيجة دعوته المتكررة لأنصاره بمقاطعة الانتخابات.
وأضاف حارص أن الأزمات الأمنية وأحداث التخريب والعنف المتبادل التي تمر بها مصر يمكن أن تدفع البعض إلى المشاركة للخروج من الأزمة أو التخفيف من حدتها نتيجة الاعتقاد بأهمية وجود رئيس منتخب لمواحهة الأزمات، في حين أشار حارص أيضاً إلى عزوف البعض نتيجة تدني مستوة المعيشة وارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء وحالة الإحباط واليأس التي سيطرت على بعض المواطنين بعد يناير2011.
وأكد حارص أن تكرار العملية الانتخابية أكثر من مرة وفي وقت قصير، وكذلك غياب التنافس الحزبي بين المرشحين الذي ينتمي أحدهما فقط لحزب سياسي يؤثر سلباً باتجاه اللامبالاه وعدم الاهتمام بالتصويت خاصة في غياب القوى التي كانت فاعلة بالأمس القريب.