سمعنا كلام كتير أوى إن المؤامرة على مصر بدأت فى 2005 وناس تانية بتقول أنها بدأت من 2003 وناس تالتة بتقول إنها بدأت فى 2010 وناس رابعة بتقول إنها بدأت فى 1992″بعد حرب الخليج”
وناس خامسة بتقول إنها مش مؤامرة على مصر لا دى مؤامرة على الشرق الأوسط ودول بيأكدوا انها بدأت فى 2003
عاوزين الصح ؟
مش هتفرق بدأت إمتى لكن اللى يفرق بجد هى لما بدأت حصل ايه ؟
فى عام 2003
بدأ المخطط الصهيونى بالرعاية الأمريكية والإنجليزية فى التنفيذ مش فى التخطيط لأن المخطط كان موضوع من قبلها بفترة والبداية مكنتش هتبقى بالعراق لالالا الجديد بقا هنا إن البداية كانت هتبقى بمصر لكن حصلت شوية حاجات كده خلتهم يغيروا الطريق
عرفنا إن المخطط فى 2003 كان مفروض يكون إستهداف مصر وكان سبب إستهداف مصر فى الوقت ده إن الأمريكان أدركوا جيدا أن الرئيس محمد حسنى مبارك بيكمل مشوار الرئيس محمد أنور السادات على المستوى الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط عشان حسنى مبارك تدخل عسكريا فى الكويت فى 1991 .
وأنقذ الكويت من الغزو العراقى بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، ورغم كده إلا أن العلاقات المصرية العراقية ظلت وطيدة جداً بل العمالة المصرية أصبحت مرتفعة جدا فى العراق لا ومش العراق وبس لا والكويت كمان يعنى مصر ضربت هنا عصفورين بحجر واحد ،، حققت السلام فى المنطقة وكسبت علاقاتها بدولتين كبار فى الخليج وفى المنطقة .
فأدرك الأمريكان أن مبارك هو مفتاح تنفيذ المخطط ولكنهم أدركوا خطأ فى هذا الوقت أقصد عام 2003
ظهرت أول علاقة للإخوان بالأمريكان منذ عام 2003 عن طريق سعد الدين إبراهيم “ودى حاجة إحنا كلنا عارفينها” بس اللى مش عارفينه بقا هو لما الإخوان إتعرفوا على الأمريكان إيه اللى حصل بالظبط بينهم هل اتفقوا على مخطط ؟ هل اتفقوا على الخلاص من حسنى مبارك ؟
أكيد طبعا لأ لأن مش معقول الأمريكان هبل للدرجة دى يصدقوا حد لسه متعرفين عليه طازة أومال عملوا إيه ؟
اللى حصل هو إن الأمريكان عارفه من الإخوان نبض الشاعر المصرى إيه إيه هى المشاكل اللى بيعانى منها المواطن المصرى البسيط وهل المواطن المصرى عنده وعى سياسى كافى يخليه يفهم اللى ليه واللى عليه ولا لا .
فالمهم عرف الأمريكان من خلال مقابلتهم مع الإخوان إن الشعب المصرى لديه انطباع إن الحكومة فى مصر بتزور الإنتخابات فى مجلس الشعب لصالح الحزب الوطنى اللى هو الحزب الحاكم فى مصر واللى بيرأسه الرئيس محمد حسنى مبارك وفى نفس الوقت المواطن بيعانى من تدهور فى المرتبات والبطالة وإرتفاع الأسعار والسكن والعنوسة … وإلخ
ففهم الأمريكان إن الشعب المصرى فى الوقت ده ليس لديه أى وعى سياسى خالص و ميعرفش أى حاجة عن الصراع فى المنطقة إلا من رحم ربى من بعض المدركين وإن الشعب المصرى لا يحلم سوى بالعيش فى إستقرار وأمان له ولأسرته لا يهمه ديقراطية ولا اى حاجة من الكلام ده .
ومن هنا تأكد الأمريكان تماما إن مصر لسه عليها بدرى بس هما حطوا إيديهم على بداية الخيط ،، الاخوان .
قلنا إن الأمريكان أدركوا خطأ إن مفتاح تنفيذ المخطط فى الوقت ده كان مصر فى عام 2003 وده كان لعدة أسباب أهمها هو إن مصر فى الوقت ده كانت بتنهض إقتصادياً بشكل غير مسبوق، ووضعها الإقتصادى مستقر ومشاكل العشوائيات كانت إلى حد ما مش كبيرة أوى زى بعدين لكن الجنية المصرى مكنش قيمته متظبطه أوى قصاد الدولار الامريكى عشان كده الادارة الأمريكية فكرت فى النقطة دى انها تكون بداية الخيط للوصول لمصر لكنهم تراجعوا بعد تصدى جهاز المخابرات العامة المصرية لهذا الامر بعد ان رفع للقيادة السياسية وقتها تقريرا مفصلا عن خطورة تراجع الجنية المصرى امام الدولار الأمريكى .
و ما كان على القيادة السياسية وكان على رأسها الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية الا باعطاء اوامر حاسمة لضبط قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار يعنى يستقر فقط لا يطلع ولا ينزل وفعلا حصل بخبرة و ذكاء رجال الاقتصاد والبورصة فى مصر فى ذلك الوقت اللى هو بعد كده ارتفع قصاد الدولار فى 2006
ومن هنا أدرك الامريكان انه مينفعش خالص البداية تكون بمصر ده حتى المخلب الوحيد اللى كانوا هيخربشوه بينا احنا قصناه بفض الله ثم المخابرات ثم القيادة السياسية اللى على رأسها حسنى مبارك
حسنى مبارك أصبح خطر ولكن لسه بدرى على مصر
الاخوان !! هما الحل
فى عام 2005
وبعد تعديل الدستور من الاستفتاء على الرئيس الى الانتخاب وبعد انتفاء شائعة وفاة الرئيس محمد حسنى مبارك فى عام 2004 اللى روج لها فى الوقت ده الاعلامى ابراهيم عيسى بدأ الأمريكان فى التواصل مع الاخوان بشكل كبير عشان ييهجوا الشعب المصرى على القيادة السياسية وعلى الحكومة خاصة بعد انتشار ظاهرة العشوائيات فى مصر لان الامريكان فى الوقت ده كانوا مولعين ازاى مصر قدرت ترفع قيمة الجنيه المصرى قصاد الدولار.
الاخوان فكروا كويس اوى فى الاستعطاف الشعبى اللى هما واخدينه من الناس وعرفوا الأمركيان بكده كويس اوى وقالوا ان مينفعش يظهروا بكيانهم كده وبس لازم يكون ليهم فكر ليبرالى تانى يتماشى مع نفس الهدف الاخوانى اللى بيخدم المصلحة الامريكية وبينفذ المخطط
ياترى مين هو الفكر الليبرالى ده ؟
الرئيس محمد حسنى مبارك كان بيعامل الأمريكان بطريقتهم ألا وهى طريقة الند بالند يعنى يا نحلة لا عايز عسلك ولا عايزك تقرصينى والطريقة دى كانت مخلية الامريكان مهبولين منه على الاّخر خالص لانهم كانوا عاوزين اما حليف أو عدو رسمى لهم
تم تشكيل اكتر من حركة ليبرالية خرجت من رحم الاخوان زى 6 ابريل فى 2008 و حركة كفاية منذ 2005 و الجمعية الوطنية للتغيير ،، الخ
كل هذه الحركات كان حظها احلى من حظ الاخوان لانهم كانوا متدربين احسن منهم فى امريكا لأن رؤساء هذه الحركات و مؤسسيها علاقتهم بامريكا كويسة أوى زى البرادعى و أيمن نور دول كانوا اهم اتنين عند امريكا فى مصر خصوصا أيمن نور كان واخد صيت كبير عند الشباب المغيب فى مصر انه خرج من السباق الانتخابى فى 2005 بالتزوير لصالح الرئيس مبارك زى ما كان هو بيقول
فى عام 2008
نشرت الجرائد الحكومية وجرائد المعرضة مانشيت بعنوان
” اعتصام 6 ابريل ف المحلة نجح رغم أنف الحكومة والاخوان”
ولم يعلم الجميع أن هذا كان ساعة الذورة فى تنفيذ المخطط الصهيونى بالرعاية الأمريكية والانجليزية لضرب مصر وإسقاطها عن طريق إسقاط نظام الرئيس محمد حسنى مبارك الذى رفض إنشاء أية قواعد أمريكية أو حتى اجنبية على أرضه بل أصبح عاملا مؤسسا و مساعدا للسلام السائد فى الشرق الأوسط اى امتداد للرئيس محمد انور السادات فكان لابد و حتما من سرعة التخلص منه
والمانشيت اللى كان مكتوب فى الجرايد عن اعتصام 6 ابريل كان خدعة صهيوينة للحكومة المصرية عشان يبينوا ان الاخوان بعيد تماما عن الاعتصام وان ده مجرد اعتصام شبابى لا يشكل خطورة على مصر لأن الحكومة كانت تعلم جيدا أن الخطورة كلها من الاخوان فحبت أمريكا تخدع مصر وتبين ان حركة 6 ابريل ومن على شاكلتها حركات شبابية عادية جدا مالهاشى اى علاقة بامريكا ولا الاخوان خصوصا ان الحكومة كانت عرفت بان الاخوان وصلوا لأمريكا.
السؤال بقا .. هلى فعلا مصر انضحك عليها فى الوقت ده من أمركيا والاخوان وشربوا الطعم ؟
طبعا فى الفترة دى كان رئيس جهاز المخابرات العامة هو اللواء عمر سليمان وكان اللواء حسن عبد الرحمن هو رئيس مباحث امن الدولة وفى الفترة من 2008 حتى 2009 تم رفع تقرير مفصل شامل وكامل عن هذه الحركات الليبرالية واليسارية الى القيادة السياسية ابتداءا من رئيس الحكومة انتهاءا برئيس الجمهورية وقد ابرز التقرير ان هناك موجة غضب من بعض الشباب الثائر المغرر به من قبل جماعة الاخوان المسلمين المحظورة فى هذا الوقت للزج به فى مواجهات غير سليمة أمام الحكومة و أمام قوات الأمن المركزى من خلال مظاهرات فى الميادين العامة والجامعات.
وشدد الرئيس مبارك فى هذا الوقت على عدم المساس بمثل هؤلاء الشباب أو اعتقالهم ووصفهم بالشباب الثائر المغيب سياسيا و أنه وجب على الجميع احتواءهم طالما يطالبون بمطالب مشروعة دون أدنى مواجهات عنيفة
وشدد الرئيس مبارك على ضرورة توخى الحذر من الاخوان المسلمين الذين يدفعوا بالشباب الى طرق غير واضحة تدفع بهم وبمصر الى سوء القصد والسبيل
بعد كده بدأ المخطط يستهدف مباريات كرة القدم خصوصا ان بدأ فى الوقت ده انتشار سرطان اسمه الألتراس وخاصة ألتراس اهلاوى اللى أسسه خيرت الشاطر وابنه سعد وكان شعارهم “الداخلية بلطجية” ودايما عرف عن الألتراس معاداته للداخلية وللامن المركزىو كثرة مشاكله معاهم وفى الفترة دى اتقبض على عدد كبير جدا من بلطجيتهم.
فى يناير 2010 حصلت الحادثة المشهورة فى التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم فى السودان اللى لاعبى المنتخب الجزائرى ضربوا فيها لاعبى المنتخب المصرى رغم فوز الجزائرى وصعوده للمونديال وفى حضور علاء مبارك وجمال مبارك نجلى الرئيس مبارك
فى منتصف عام 2010 رفع اللواء عمر سليمان التقرير النهائى للرئيس محمد حسنى مبارك بأن هناك مخطط لاسقاطه ومحاكمته محاكمة ثورية
وكان رد الرئيس مبارك
” كلنا زائلون المهم البلد متقعش”
هنا أدرك الرئيس مبارك جيدا أن رحيله عن حكم مصر فى هذا الوقت بعد تلاعب الامريكان بالشباب والمعارضة سيزيد من تدهور الوضع السياسى والامنى لمصر وعشان كده لم يتم الاعلان وقتها على وجود نية للرئيس مبارك للترشح فى الانتخابات المقبلة2011 أم لا
أدركا الرجلان المؤامرة فقررا أن يتعامل الكبار على أنها مؤامرة و يتركوا الصغار ليتعاملوا معها على أنها ثورة
وكانت هذه هى نهاية دور الرئيس محمد حسنى مبارك بعد أن رحل عن حكم مصر بخالص ارادته دون أدنى فرض للقوة لاجباره على الرحيل وقد سلم الحكم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة تاركا لهم هذه الراسالة” خدوا بالكم من بعض ومن البلد”
لينطلق من بعده دور جديد لرجال جدد يضعون خطة مضادة لهذه المؤامرة التى أطلق عليه الخونة والعملاء اسم “الثورة المضادة”
انها لم تكن الثورة المضادة ياسادة انها كانت الخطة المضادة للمؤامرة على مصر والوطن العربى
“تمكين ثم توريط ثم ازاحة ثم اطاحة”
هكذا كانت هى الخطة المضادة للمؤامرة على مصر