كان حكم أهل الفطن أن حمدين قام بعمل بطولي لقبوله منازلة السيسي ؛ و ما أدراك ما شعبية السيسي ؛ على كرسي الرئاسة ، و أنها ليست له و كلنا كان بذلك عليم و ظننا أنه هو نفسه كذلك عليم ، و لا تقل أن أحدا يحمل العلم لأننا بالرجوع الى العلم نعلم ، فبعلم الإجتماع و علم الإحصاء بكل التباديل و التوافيق و الجمع و الطرح و الضرب و القسمة في كل جداول اللوغاريتمات و بإستخدام التحليلية والتفاضل و التكامل و الفراغية و التخيلية كلها دللنا أن خصمه صاحب الحظ الأوفر و ذلك بعد الرجوع لعلم الفيزياء و الكيمياء و أقسم بالله اني لا أمازح في أنها عملية علمية بحتة بل و عملية حسابية بحتة واحد + واحد = اثنان ، و هي معادلة موزونة كل الوزن كالماء و الهواء H2+ O = H2O ، لا شئ في الحياة لا يرجع للعلم و لا يمكن حسابه إذا ما فكرنا بالمنطق مع إفتراض نسبة طفيفة للزيادة أو للنقصان ، فبفيزيقا المصري و هواه و أسلوب حياته و ما يتقبله و ما يرفضه أمكننا أن نحسب ما يفضل من مستقبل ثم اتت الكيمياء التي وافقت كيمياء القائد و التي غلب على الناس تسميتها بالهوى او الميل العاطفي و هي في الحقيقة تفاعلات كيميائية في دمانا التي تجري في العروق و حنايا القلوب و لم يكن ذلك سرا و لم يكتمه الشعب و أنطلقت مشاعره واضحة صريحة فكانت ثوابت و إن نكرها و سخر منها البعض كل هذه حقائق أمكننا جميعا حسابها و حسبانها إلا حمدين ، فقد ظن خطأ أن المسافة بينه و بين القائد كتلك التي كانت بين شفيق و مرسي و انتظر إما أن يربح السباق أو خسارة مشرفة تؤهله للمرة التي تليها ، فكانت الصاعقة التي لم يتوقعها حمدين وحده و التي قضت على أي أمل له في غد فطار عقله فقال ما قال و لو سكت لكان أفضل و لبقي في عيوننا أجمل فليته سكت.