إذا اعتبرنا أنفسنا ( بعد ثورتين ) نتمتع بالحريات العامة و الخاصة ، و أمن كل فرد على إستثماراته و نتاج جهده و عمله من تعدي الحاكم وأعوانه ( كما كان في الماضي البعيد أو القريب ) ، وتأكد له أنه سيحصل على النتيجة المناسبة لكفاءته مثلنا في ذلك مثل البلاد الحرة المتقدمة، إذا اعتبرنا أنفسنا كذلك ، تكون صفة ” الرياء ” وسيلة عقيمة في الغالب الأعم ، بل يكون ذلك الرياء مسبّة لا مكرمة للحريات العامة والشخصية. لأن بني آدم لم يجنحوا إلى هذه الرذيلة إلا ليدفعوا عن أنفسهم بطش القاهر وتعديه عليهم ، فإذا أمنوا ذلك البطش والتعدي ، وهو ما يفترض أن يتحقق ، كان المرآءون الباقون منهم ، كمن يأتي الرياء حباً في الرياء ، لا وسيلة للنجاة .
وعليه نظن أن أرسطو قد أخذ هذه القاعدة سابقة الذكر من ملاحظته الشخصية لأخلاق قومه واخلاق جيرانهم . وهذه الملاحظة ، لا تكفي وحدها لتقرير قاعدة عامة ، مثل هذه القاعدة البغضاء ، لذلك نقول أن الله فطر الناس على فطرة واحدة , او متقاربة الفروق جداً ، بحيث لا يترتب على التفاضل بينهما أحكام متخالفة وأنهم جميعاً قد فطروا على الحرية الشخصية والأنانية ، فمن أين لهم إذن رذيلة الرياء ؟.الا انهم في مصر كثير لقلة الحيلة ولقلة الكفاءة .فاغلق عليهم باب الرياء ياسيادة الرئيس.
