حظى جسد الانسان فى الأديان والثقافات المختلفة بأهمية كبيرة، كما تم دراسته علميا من قبل العلوم المختلفة ومن زوايا متباينة، تهدف جميعها إلى التأكيد على ضرورة الحفاظ على هذا الجسد وحرمة انتهاكه .
وبالنظر إلى قضية التحرش الجنسى كإحدى أهم المشكلات التى تمثل انتهاكا لجسد المرأة وحرياتها، نجد أن تلك القضية تثير علامات استفهام كثيرة. فهل يعد التحرش ناجم عن احتياج أم اشباع لرغبة؟ أم امتهان أم تعدى واستباحة للآخر؟
وفي هذا الإطار ظاهرة سيئة تشهدها شوارع مدينة بلبيس هذه الايام جراء حالة الانفلات الأخلاقي التي تغزو المدينة بصفة عامة والشارع القديم من الهويس الى ميدان باتا وكذلك منطقة القيسارية بصفة خاصة , حيث دأب فريق من العاطلين والباعة الجائلين وسائقي التوك توك والسرفيس والموتوسيكلات على التحرش بالنساء والبنات، واستغلال حالة الزحام الشديد الذى يعانى منها الشارع فى التحرش بالألفاظ وباللمس بالنساء على مرأى ومسمع من الجميع دون رادع .
وروت عدد من الفتيات والنساء حكايتهن مع تلك الظاهرة المسكوت عنها .
ابرزها ما قالته م. ا. 19 سنة طالبة بكلية الآداب جامعه الزقازيق : شوارع بلبيس بقت جحيم فى كل مرة اخرج فيها من منزلي بمفردي اسمع لكلمات جارحة .. احاول فى كل مرة تجنب السير فى شارع بورسعيد المزدحم لاسيما فى الفترة المسائية وكذلك امير الجيش وعند منطقة السيما القديمة .. وتشير الى ان غالبية سائقي الموتسكيلات والسرفيس لا يترددون لحظة فى التحرش بالألفاظ وباللمس اذا ما واتتهم الفرصة لدرجة اننى صرت اكره السير فى تلك المناطق .
و المتأمل لشوارع بلبيس هذه الايام يلاحظ ان هناك فريق من المراهقين الشباب من طلاب المدارس الثانوية والجامعات بات يظن ان التحرش والمعاكسات هى وسيلته لان يعبر عن نفسه نتيجة لسوء تربية اسرته له وغياب الوجود الامنى الرادع .
وهو ما يدفع بأهالي بلبيس لمطالبة الجهات الامنية فى مركز شرطة المدينة بتشديد قبضتها الامنية على مثل هؤلاء المنحرفين وتطبيق القانون عليهم بحزم .
