ارأيت فريقين ان اختصما فى مصر أو أصابتهما مصيبة بأيديهما أو اشتعلت فتنة بينهما بدأوا حرب الكل ضد الكل وهم بذلك يسترجعون مآسي الفتنة الكبري وماكان بين ملوك الطوائف في الأندلس من الفرقة والعداوة والبغضاء.
تلك سنتهم في أرضهم ولا يريدون لها تبديلا, وفي حرب الكل ضد الكل يسقطون العقل ويفكرون بالآذان ويمتشقون اللسان, ويرفعون قميص عثمان وينطلقون.. يهادنون العدو, ويتفرغون لحرب أنفسهم يقتتلون ولا يقاتلون وينشرون كل الصحف, وكل شيء يقال مايجوز وما لا يجوز وكل قيمة تستباح وكل حرمة تنتهك وكل دم يستحل…ربى احفظ مصر.