إليك هذه الميزة التي أكرمك الله بها أيها الإنسان :
أيها الأخوة الأكارم, لو أن توأمين تخلَّقا من بويضةٍ واحدة، هناك توأمان يتخلقان من بويضتين، فإن بصمة الأول تختلف عن بصمة الثاني، لأن الله سبحانه وتعال
ى يشير في كتابه العزيز إلى هذه الحقيقة, قال تعالى:
﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ [سورة القيامة الآية: 3-4 ]
استطاع العلماء أن يكتشفوا في هذه البصمة مئة علامة، فلو أن اثنتا عشرة علامة توافقت في بصمتين لكانتا لشخصٍ واحد، واحتمال أن تتشابه البصمتان بواقع الصدفة، واحد من أربعة وستين مليار، أي إذا كان في الأرض أربعة وستين مليار إنسان، هناك احتمال واحد ، أن تأتي البصمتان متشابهتين، عدد سكان العالم ستة آلاف مليون، أي ستة مليارات فقط .
البصمة لها شكلٌ خاص، أقواس، منحنيات، منحدرات، زوايا، تفرُّعات، خطوط، جزر، أخاديد، في بعض معاهد الطب عرضت بصمةٌ، وعرض تحتها خمسة عشر ألف بصمة ، فلم تتشابه ولا اثنتان ولو في سبع نقاط .
متى تتكون البصمة, وهل تستطيع العمليات الجراحية أن تزيلها ؟
أيها الأخوة الأكارم, تتكون البصمة، والطفل في رحم أمه، في الشهر السادس من الحمل، وتبقى حتى الموت، وإذا أزيلت هذه القطعة من اللحم إزالةً كلية، نبت لحمٌ جديد عليه البصمة التي أزيلت، لو أن عمليةً جراحيةً أجريت لرجلٍ, وأزيلت بصمته كلياً، أزيل هذا الجلد ، وأخذ جلدٌ له من مكانٍ آخر، ترجع له ملامح البصمة مرةً ثانية, على هذا اللحم الجديد، الذي أخذ من مكانٍ آخر.
أيها الأخوة الأكارم, البصمة، سجلٌ، وهويةٌ، وتوقيع، توقيعٌ من صنع الله عزَّ وجل، لا تستطيع قوى البشر أن تمحوه, ولا بالموت، ربنا عزَّ وجل قال:
﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ [سورة القيامة الآية: 3-4]
أي حينما يبعثنا الله سبحانه وتعالى، يعود هذا التوقيع، هذه الخطوط، هذه الأخاديد، هذه الجزر، هذه التفرعات، هذه التشجيرات، تعود كما كانت, قال تعالى:
﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ [سورة القيامة الآية: 3-4]
أيها الأخوة المؤمنون, هذه آيةٌ من آيات الله سبحانه وتعالى، كيف تخلق هذه البصمة ، وأنت في رحم أمك؟ وكيف يعيد الله سبحانه وتعالى ملامحها حينما يبعثنا بعد الموت؟ .
والحمد لله رب العالمين