نظرة تأمل :
ذات يوم في التسعينات انقطعت الكهرباء عن مدينة دبي بسبب عطل مفاجئ فأعلنت سلطات الإمارة حالة الطوارئ حتى عادت الكهرباء ولم يستغرق انقطاعها أكثر من ساعة وهي المرة الوحيدة التي تنقطع فيها الكهرباء في حوالي خمس سنوات تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع المسلسل اليومي لانقطاع الكهرباء بمصر ام الدنيا ولا استطيع القول ان المسؤولين هنا لا يحركون ساكنا لكن طالت وأصبحت مملة وتثير علامات الإستفهام رغم ان رئيس الوزراء اوضح ارقاما كارثية في مصر كلها 54 محطة توليد كهرباء تحتاج الى صيانة أو أن عمر معظمها الإفتراضي قد انتهى منذ سنوات وهناك اكثر من 300 عملية تخريبية استهدفت أبراج الضغط العالي والمتوسط والمنخفض بالإضافة الى ما أسماه ندرة الغاز وجميع المحطات تعمل بالغاز هكذا صممت عندما كانت مصر غنية بالغاز الطبيعي اما الآن اصبحنا نستورده بعدما كنا نصدرة بتراب الفلوس !!
وزارة الداخلية اعلنت بوضوح ان وزارة الكهرباء مخترقة وبها مخربون وتم رصد عدد منهم ومعهم خرائط لتوزيع ابراج الضغط العالي على مستوى الجمهورية وكل يوم لاتخلو نشرة أخبار من خبر تفجير احد هذه الأبراج اذن نحن امام مؤامرة تستهدف اولا ضرب مصالح وحياة الشعب في مقتل لان الكهرباء سلعة استراتيجية التلاعب فيها خيانة عظمى لا يجب مرورها مرور الكرام ثانيا ان هناك من يعمل على تشوية صورة النظام الحالي امام الشعب من خلال إحداث خلل دائم بمرفق هام يتصل بحياة المواطنين اليومية ثالثا محاولة احراج النظام يتطلب القيام بعملية تطهير واسعة النطاق في وزارة الكهرباء وإنفاذ القانون بقوة على كل من تسول له نفسه استغلال الموقف لصالح فئة او جماعة خارجة على القانون
نوضح ذلك في انقطاع الكهرباء وعودتها بشكل متكرر لايتجاوز ثواني معدودة رغم عدم وجود اعطال سواء في المنزل او المنطقة الامر الذي ترتب علية احتراق الاجهزة الكهربية في كثير من المنازل والغريبة ان هذا العبث من قبل المسؤول عن انقطاع التيار يتم في وقت تصل الأحمال فيه الى أدنى مستوياتها وهي الساعات التي تسبق الفجر اذن نحن امام شخص يتعمد الإضرار بمصالح الناس طبعا ماذا يحدث في المستشفيات والمطارات والمرافق التي قدرها ان تعمل 24 ساعة في ال 24 ساعة ماذا يحدث مثلا لو انقطعت الكهرباء اثناء إجراء عملية جراحية دقيقة او إنقطعت عن غرف العناية المركزة او حضانات الأطفال او اختلت اجهزة التوجية الاليكترونية في المطار او اجهزة الحاسب في الجوازات ؟ قد يقول البعض هناك مولدات تعمل بسرعة نعم قد يكون ذلك متوفرا في المطارات لكن هل تجرأ وزارة الصحة ان تعلن ان جميع مستشفيات مصر من شمالها لصعيدها ومن غربها الى اقصى سيناء خاصة وعامة في المدن والقرى والكفور بها مولدات كهربية حتى اذا افترضنا وجود مولدات فانها تحتاج وقتا للتشغيل حسب كفاءة المولد ولكن يبدو اننا اغفلنا حقيقة ان الفارق بين الحياة والموت لحظة .
رئيس الوزراء كانت لديه الشجاعة ليعترف ان عدم الصيانة سبب لما اصاب محطات توليد الكهرباء من عطب ومرة اخرى نتوجه الى دبي نلاحظ ان ثقافة الصيانة اساسية في تلك الإمارة الصغيرة وانا اتحدث عن التسعينات من القرن الماضي فما بالكم الآن واقصد بها ان مستعمل الجهاز او الآلة لابد ان يكون لديه تاريخ واضح لعمليات الصيانة الدورية للجهاز الذي يستعمله اما نحن نستخدم الالة او الجهاز حتى يتوقف عن العمل وعندما تبحث عن قطع غيار له تكتشف ان عمره الافتراضي قد انتهى ولاتوجد له قطع غيار اذا كنا نتحدث عن اشياء صغيرة فما رأيكم في غياب الصيانة عن أجهزة ومرافق عملاقة تتصل بحياة الناس ألا يستحق هذا تقديم بلاغ للنائب العام !!
