أخبار عاجلة

د.سيد نافع يكتب… ولباس التقوي ذلك خير ” ج 2 “

إذا المرء لم يلبس رداء التقوي … تجرد عرياناً ولو كان كاسياً
هل التقوي ثوب قماش يمكن للمرء أن يفصل من رداءاً يرتديه ليقيه من نزغ الشياطين وهمزة ؟ لو تذوقنا القرآن لعرفنا أن التقوي رداء وزينة وأنه أفضل من رداء المادة فلباس التقوي ذلك خير
ولفهمنا حقيقة ما حدث لسيدنا آدم وحواء عليهما السلام عندما وسوس لهما الشيطان وقاسمهما أي حلف لهما أن سبب نهيهما عن الأكل من الشجرة ألا يكونا ملكين أو يكون لهما الخلود وكانت الخطيئة والمعصية بعدم الإمتثال للأمر الإلهي والوقوع في الفخ الذي نصبه لهما إبليس اللعين وجاء القرآن ليروي لنا القصة للعبرة ، فالبرغم من سابق قدر الله أنه سيجعل في الأرض خليفة يكون مكلفاً ويحمل أمانة الدين ويكون له الحرية قي تحمل التكاليف والتبعات فكان يمكن أن يخلق الله تبارك وتعالي آدم وحواء في الأرض منذ البداية ، لكن اقتضت حكمته تعالي أن يدربه ويعلمه كيف يحمل الأمانة وما هي تبعات الإخلال بها فخلقه وأسكنه جنة المأوي ودلالة علي أنها جنة المأوي ( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) طه

ولعلم الله المسبق بالضعف الإنساني أمام وساوس الشيطان والرغبة في الخلود والملك وهي المنافذ التي دخل منها ابليس الي آدم وحواء كان تحذير الله المسبق لهما بأن وعد الشيطان غروراً وكذب ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ) النساء – الآية 120

( فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) الأعراف – الآية 22
وعرفه بطبيعة العداء الذي يكنه لهما ابليس اللعين ( فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ) طه – الآية 117

فأباح الله لهما كامل الجنة وحرم عليهما جزء يسير منها لا لعلة في الشجرة ولكن للتدريب علي تحمل الأمانة بافعل ولا تفعل ( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) الأعراف – الآية 19

( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) البقرة – الآية 35 ،

فكانت النتيجة والتي ستكون سبباً في نزول آدم وزوجته من الجنة من الراحة والنعيم الي الشقاء والنصب الي حيث القدر المسبق لهما وهي الأرض لكن جاءت بيد آدم وهو المسئول عنها ولا يستطيع التنصل منها بحجة القدر المسبق ، فالقدر المسبق هنا علم أزلي مسبق ولم يكن قهرا لآدم لارتكابه الخطأ بل علي العكس كان التوجيه والتحذير وكان لإرادة آدم وحواء عليهما السلام الأصل في الفعل ومن هنا كان العقاب ، فلا يحتج أحداً بالقدر المسبق ويبرر ارتكابه المعاصي وكأن هو آلة صماء ليس له عقل ولم تصله الرسالة ولم يبعث له الرسل ولم تنزل له الكتب ولم يوضح له الطريق

وسوس الشيطان لآدم وحواء ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ الأعراف – الآية 20

( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) طه – الآية 121

لكن هل يفهم من القصة أن آدم وحواء عليهما السلام قد تعروا وظهرت عوراتهما المغلظة أمام الملأ الأعلي وفضحوا علي رؤس الأشهاد ، هل من العقوبة أن يفضحهم الله ويعريهم وهو الستار والستير ، هل من يطيع الشيطان ويستجيب له في دنيانا يعريه الله ويجرده من ملابسه ويفضحة علي رؤس الأشهاد ، ليس هذا من أسماء الله الحسني ولا صفاته المثلي ، فهو تبارك وتعالي يستر عبده العاصي ولا يفضحه أمام الأشهاد إلا أذا اصر علي المعصية وعلم الله تبارك وتعالي أن ليس في قلبه خير ، لكن ليس بهذه الطريقة أيضاً ليس بالتعري

اذا ليس ما نزع عن آدم وحواء عليهما السلام هو رداء المادة ولكن كان لباس التقوي

والذي ان نزع عن المرء بدي عرياناً وهو كاسياً

إذا المرء لم يلبس رداء التقوي ………….. تجرد عرياناً ولو كان كاسياً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *