أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… “25 – 30 ليست لغزا.. !!”

تأملات :

من حقك ان يكون لك رأي مختلف عن الآخرين ولكن ليس من حقك ان تفرض هذا الرأي عليهم او تعاديهم لانهم لايتبنون وجهة نظرك هذا هو حال المجتمع الآن هناك قطاع عريض يرى ان مثالب ثورة 25 يناير كانت اكثر مما عاد منها على الوطن من فوائد وهو رأي نقدره ونحترمه ولكن إن القول بإنها كانت مؤامرة هو أمر يجب التوقف امامه خاصة أن كثيرين ممن يقولون ذلك قالوا في حينها إنها ثورة ولكنهم تلونوا الآن ولست ادري من ينافقون ؟ الرئيس السيسي أعلنها صراحة أنه مع ثورتي يناير و يونية منذ اللحظة الاولى لتوليه مهام قيادة التغيير في مصر وبالتالي لاينافقون النظام لكنهم يحاولون تشويهه بخلق تناقض بين الثورتين والغريب ان البعض انجرف وراء هذا التوجه لاخفاء ثورة يناير من الصورة والابقاء على ثورة يونية خاصة ان هذا يتسق مع طي صفحة حكم الاخوان لمصر وتجاهل هؤلاء ان التاريخ لا يتجزأ او يمكن النظر اليه بعين واحده .

مما لاشك فيه ان الحاجة الى التغيير السياسي في يناير 2011 كانت ضرورة فرضتها تطورات الاحداث بالبلاد بعد ان تفشى الفساد نتيجة تزاوج السلطة بالمال السياسي في أخر سنوات حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وبالتالي استمراره في الحكم كان يعني إهلاك المزيد من مقدرات الشعب لصالح فئة قليلة من منتفعي النظام والمجموعة التي كانت على قمة الحزب الوطني الحاكم في ذلك الوقت ربما لم تكن البداية توحي بوقوع ثورة لكن تلاحق الاحداث هو الذي قاد الى التغيير الشامل ودعونا نقول إن نقطة الضعف انها ثورة غير منظمة لم يكن لها رأس مثل ثورة 52 كان يقودها الضباط الاحرار وهو ما اطلقوه على انفسهم ولكن ثورة يناير انتقلت من العالم الافتراضي الموجود على شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) الى الميدان بمعناه المجرد ولهذا لم يكن مستغربا ان يكون الشباب هم طليعة من كانوا في الميدان في الايام الاولى للثورة ولكن عندما تخلى مبارك عن الحكم وتنازل للقوات المسلحة ظهر كل من في نفسه هوى السلطة وجاءت جماعة الاخوان

في المقدمة لتدعي انها مع الثورة رغم ان الاخوان كانوا يعادون الميدان خلال فترة حكمهم فقد كانت تنتابهم حالة قلق شديدة كلما ازدادت سخونة الميدان لان الواقع كان يقول ان الاخوان سرقوا الثورة ويخشون فضحهم ولكن السؤال لماذا هم بصفة خاصة الذين فازوا بالحكم ؟ ببساطة لانهم الاكثر تنظيما والاكثر مقدرة على الحشد وسط القوى السياسية التي ظهرت بعد خلع نظام مبارك وكانت القوى الثورية التي قامت بالثورة الاقل تنظيما وحشدا ولذلك كان طبيعيا ان يفوز الاخوان بالانتخابات البرلمانية في فبراير 2012 والانتخابات الرئاسية في يونية من نفس العام ولانهم وجدوا انفسهم فجأة على قمة السلطة ولانهم تعودوا على الحياة السرية وتنظيمات تحت الارض فلم يكن لديهم المقدرة على الاستمرار في السلطة فكان سقوطهم محتوما وهو ما تحقق في ال30 من يونية بإرادة الشعب وفي ثورة استردت منهم ثورة يناير المسروقة ولم يكن الثالث من يوليه إلا الإجراء التنفيذي لما يريده الشعب المصري إذن 25 يناير كانت إرادة تغيير حافظت عليها ارادة اخرى تحققت في الثلاثين من يونيه من هنا من يحاول افتعال التناقض بين التاريخين هو المتآمر الحقيقي وفي نفسه شر يضمره لهذا الشعب لكن عجلة التاريخ لن تعود الى الوراء ومصر السيسي ستكون مختلفة ولن ينفعكم سعيكم لهدم مصر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *