المرضى يفترشون الأرض ولا احترام لآدميه الانسان
طبيب الأسنان يشترط على المرضى ثلاث حالات فقط يوميا وأصبحت الولادة القيصرية تجارة رخيصة لذوى النفوس الخبيثة
تحقيق /فاطمة عبدالشافى
الإهمال الذى تعانيه والذى لا يفتأ ينقطع عن مستشفى كوم امبو أصبح لغزًا وأمرًا محيراً ؛ فالمستشفى رغم ما بها من كفاءات
وأطباء محترمين ، لكن بعضَ الذين غابت ضمائرهم وانتزعت الإنسانية منهم يخدمون مصالحهم الخاصة ويتخذون المستشفى كطريق وسيلة ودعاية رخيصة ولا إنسانية بالمرة لعياداتهم الخاصة لا سِيّما قسم الأسنان والولادة بالمستشفى .. وليست الرعاية الصحية التابعة للإدارة الصحية ببعيدةٍ أيضاً عن الفساد المستشرى بأهم مهنة بعد التعليم .. فالطب مهنة قبل أن يكون وظيفة ومصدرًا للدعاية الخاصة ، والطبيب مطالبٌ بأداء رسالته الإنسانية التى يكافئه الله قبل الناس ومرءوسيه عليها ، ولعل ما وصَلَنا وأحزننا ولا حصر له من الشكاوى ولا يزال يتوافد اضطرنا لمواجهته وعدم دفن رؤوسنا فى الرمال وهى مهمتنا الأولى فى الكشف عن أى فساد وملاحقته قبل أن يصبح كارثة فى هذه الفترة القميئة والمقيتة من عمر الوطن
* طبيب الاسنان الهُمام * يقول المواطن حمدى محمد سعيد تقدمت بشكوى يوم 12 مارس الماضي عانى من الم فى الاسنان قام بقطع تذكره وينتظر دوره فإذا بالطبيب المختص بالأسنان بمستشفى كوم امبو يحدثهم بطريقة غير لائقة قائلاٍ انتم حضرتم المستشفى علشان هتدفعوا جنيه ثمن التذكرة – وكأن المستشفى ملك أبيه وليست ملكاً للدولة! ورفض الكشف عليهم وقال انا هكشف لثلاث حالات فقط .. والأدهى من ذلك أن الذى يكتب روشتة العلاج الموظف المعاون له .. !! يسترسل المواطن نفسه قائلاً تقدمت بشكوى لادارة خدمة المواطنين بالوحدة المحلية بكوم امبو والتى بدورها قامت بارسالها مع خطاب مكتوب لمدير المستشفى لفحصها والتحقيق فيها بالكتاب رقم 1630 بتاريخ 12 مارس 2014 ولم يتم الرد عليه ويصرح شاذلى السنى – باحث شكاوى مكتب خدمة المواطنين بالوحدة المحلية – أنه تم ارسال استعجال بالرد على الشكوى من الوحدة المحلية بتاريخ 25 مارس وتم ارسال استعجال ثالث والرد الذى وصل أخيراً أنهم أخطروا الشئون القانونية بالمحافظة ! وكأن مدير المستشفى ليس هو المسئول عن محاسبة موظفيه من الأطباء حسبما ينص القانون ..مما يعنى تغاضي مدير المستشفى على ما يُرتَكب فى مستشفاه ، ورُبما كان السكوتُ عن الجوابِ ، جَوَابا !! فهل هذا الطبيب لا يشعر بآلام ومعاناة البسطاء من هؤلاء الذين اضطرتهم أحوالهم للجوء للمستشفى الحكومى وتكبدوا المواصلات كى يصلوا لطبيب يتعمد إهانتهم وهو فى الحقيقة مقصر فى عمله الذى سيسأل عنه يوماً ما يوم لا ينفع مال ولا بنون ؟!! * لا سيما الممرضات لكى يكونوا موجودين وغير موجودين فى نفس الوقت .. فكيف يستحل هؤلاء الحصول على مرتباتهم التى لا يعملون بنصفها ؟!
* الإهمال فى مستشفى كوم امبو بلغ جميع جوانبها ليشمل الصيدليات أيضاً حيث تم منذ شهور تحويل صيدلانية وصيدلاني بالمستشفى للتحقيقات والسبب الاهمال بالقسم المعنِى بنفقة الدولة ووجود نقص فى كميات الأدوية ومخالفات ، وقد تحمّل الصيدلانى والصيدلانية وحدهما مسئولية ما حدث من مجاملات مدير المستشفى ، ولا زالت التحقيقات جارية فى قضية نقص الأدوية بصيدلية نفقة الدولة .. فهل يستطيع أن يصح أن يفتح مدير المستشفى علاج نفقة الدولة الذى هو معنِى بالمحتاجين وأصحاب الحالات المُلِحّة وهل يتحمل مسئولية ما قد يحيق بهما جرّاء ما فعل ؟! * قصة ألبان الأطفال* المتعارف عليه فى الرعاية الصحية أنها تصرف الالبان على دفعات .. والامر يحكمه في كل الاحوال الضمير قبل القوانين ، والضمير للأسف غاب عن كثيرين فى مجال الصحة بالمحافظة تارة تجد دفعات تضيع على اصحابها بحجة انهم لم يأتوا في ميعادهم لاستلامها وتارة تتم المماطلة والتلاعب والمجاملة على حساب المواطن البسيط الذى يعانى الامرين ، والسؤال اين تذهب تلك الدفعات الشهرية وإن كانت موجودة فهل تصرف كاملة ؟ يشكو المواطن رجب محمد على – من عزبة حجاجى – عدم حصول طِفلَيْه التوأم على حصتهم من الالبان الصناعية المدعمة حسبما هو مثبت بالجدول والكارت المرفق دون مبرر حقيقي لما حدث . ولم يجد حلاً معهم فأرسل شكواه للوحدة المحلية التى أحالت الامر الى الادارة الصحية بكوم امبو بخطاب مفاده انه لا توجد حصة الالبان عن اكتوبر في الشركة المتعاقدة للألبان وأن ما تم صرفه في اكتوبر كان متبقياً من شهر سبتمبر حسبما أوردت الشئون القانونية في ردها .. والكمية 232 علبة !! وتم توزيعها للبعض والبقية لم تحصل على شيء .. إذاً هناك بواقٍ !! والسؤال ألم يكن من الاجدى ان يتم توزيع علبتين لكل مواطن بدلاً من اربعة ليكفى حاجة الجميع طالما هناك عجز – حسبما يقولون – ويصبح الأمر أقل ضرراً من عدم حصول مواطن على حصته من الالبان ليعانى فى البحث عن البان بالصيدليات ، يبرهن المختص من الشئون القانونية التابع للإدارة الصحية على كلامه أنه لا توجد تعليمات بصرفها بأثر رجعى .. وهذه المشكلة تكررت مع أكثر من مواطن لدينا أسماؤهم ومنهم من تم تحديد موعد بالصرف له ويفاجأ المواطن أن التاريخ الذى كتبه لهم يوم عطلة فجاء ليصرفه فى اليوم التالي فأخبره أنه ليس من حقه الصرف الا فى اليوم المدون بالكارت وأعلمه بأنه كان أجازة فيكون الرد بكل بجاحة: مش مشكلتنا !! وعليه تضيع حصته من الألبان ليعيد معاناه كل شهر ليبحث عن علبة لبن لتنقذ حياة رضيعه ليجد من يعطيه ومن يمنعه فصيدلى يستغل قلة الالبان ويتاجر بآلام الناس وقِلّة لا زالت ضمائرهم حية .. كانت الناس تعانى من ألم المرض فى السابق والآن يعانون من ألم الروشتة والكشوفات والتحليلات التى اخترقت الحد المعقول وتعدت سقف الواقع المرير لأحوال معظم الناس ، يعانون من جشع بعضهم الذى استشرى وعمّ ، شكا كثيرون من استغلال طبيب في كوم امبو يتاجر فى الالبان نظراً لاحتكاره توكيلها ويقوم بتوزيعها على صيدليات معينة هذا الطبيب للمواطنين الذى تصل روشتته إلى 150 جنيها ، ونمى إلى علمنا من مصادر الجريدة أنه يقوم بمنع بعض الأمهات عن الرضاعة الطبيعية كى تضطر الأمهات الحائرات للبحث عنه اللبن الصناعى بالصيدليات التى يملك توكيلها علاوة على امتلاكه معمل وصيدلية لتشغيلها جميعاً من دم المواطن الذى لا يجد قوت يومه ويقوم بعمل أدوية تركيب بطريقة معينة بحيث لا تُصرَف إلا من صيدليته أسفل عيادته .. فهل اصبحت المتاجرة بآلام الناس شطارة وسبّوبة ؟! * تجارة الولادة القيصرية * ومن جهةٍ أخرى أصبحت الولادة القيصرية هى التجارة الرخيصة الرابحة لذوى النفوس الخبيثة وأمست أمرًا طبيعياً بعد أن كانت الاستثناء حتى عهد قريب وكثير من أطباء النساء والتوليد بكوم امبو – وهم معروفون بالاسم – اصبحوا تجارًا بارعين فى التغرير بالحوامل تحت دعوى متابعتهن ، فتجد المرأة الحامل فى ذلك اكثر اطمئناناً لها وعلى وليدها الذى تنتظره بفارغ الصبر وتتحمل ما تتحمل من المشاق حتى وإن اضطرت لأن تستلف ثمن الكشوفات الدورية التى لا تنتهى حتى بعد وضع المولود! حيث تجد الطبيب منهم يُصرّ على أن يتابعها حرصاً على سلامتها والجنين ، فقد تفننوا فى بيع الوهم قبل وبعد الولادة فتارة يوهمون الأمهات بأن المولود ولد لمن تتمنى الولد ، وبنتًا لمن تتمنى البنت .. وهذا الأمر انتشر وأصبح مشيناً بعد أن خلت المستشفيات من حالات الولادة بسبب تدنى الخدمة بالمستشفى وهروب الأطباء إلى عياداتهم الخاصة لتجد حالة أو حالتَيْ ولادة بالقسم ، إن وُجِد!! * لا كرامة لنبي فى وطنه!* تصدُق هذى المقولة على ما يحدث من مسلسل يومى مهين داخل اروقة مستشفى كوم امبو حيث إنك لو دخلت من أى اتجاه بالمستشفى تجد المرضى على الأرض ما بين مستلقٍ وجالسٍ وواقف ولا توجد كراسٍ ولا أدنى احترام لآدميتهم حتى فى المعاملة من جانب بعض الأطباء المحترفين! ، فهل أفلست المستشفى وهل أصاب القحط وادينا وأهلينا فى إيجاد أطقم كراسٍ للمرضى الذين يعانون آلام المرض وآلام الوقوف بالساعات في انتظار الطبيب الذى يأتى ليمشي ويقاومون برودة البلاط فى الشتاء وسخونته فى الصيف والأدهى أن معظم هذه العيادات خاصة بالعظام والروماتيزم والعيون والاسنان! أى أنها أمور حساسة ومؤلمة وتتطلب راحة المريض.. لا نعتقد أن المستشفى عاجزة عن إيجاد الكراسي حتى ولو كانت عن طريق التبرعات من الخارج ففاعلو الخير كثيرون إن كان الأمر وصل لهذه الدرجة من التدنى فى المعاملة مع المواطنين. الموقف إنسانى من الدرجة الأولى قبل أن يكون تكليفات وأعمال ورقية وصورية أمام المسئولين ولا نظن أن هذا الأمر غائبٌ عن إدارة المستشفى ولا طاقم الأطباء فالطرقات دائماً مغلقة . ماذا سيحدث لو تكاتف جموع الأطباء وتبرعوا لهذا العمل الإنسانى ولو بعشر جنيهات من كل طبيب؟!! الأمر مخزٍ ، وازمة ضمير حقيقية تعانى منها الصحة بالمحافظة ويتكبدها البسطاء وقليلو الحيلة من جراء جشع وطمع بعض ضعاف النفوس من الذين أساءوا لمهنة من أسمى المهن الإنسانية ولن ينصلح الحال الا صلحت النفوس التى غابت انسانيتها واصبحت لا تحنّ الا لأصوات الدراهم والدنانير ..ولله الأمر مِن قبلُ ومن بعد!