تأملات :
كما هو متوقع انقلب السحر على الساحر اعلنت واشنطن صانعة داعش الحرب عليها وهكذا لم يتعلم اوباما من السوابق حيث من صنع طالبان والقاعدة هو الذي يرى الخطر اليوم في مثل هذه التنظيمات الارهابية من هنا تقع الادارة الامريكية في إشكالية تقود الى نوع من الضبابية تحيط بالقرارات الامريكية المتعلقة بالتعاطي مع مايسمى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وهو ذات التنظيم الذي تم امداده بالمال والسلاح لمواجهة النظم السياسية المتقاطعة مع المصالح الامريكية في الشرق الاوسط ومن بينها بالطبع ايران وسوريا .
وعليه عندما تقاوم داعش هذه النظم يصبح من البديهي ان تتعاون معها الادارة الامريكية ويعد هذا وضعا ليس جديدا انما موجود في السياسة الامريكية منذ الغزو السوفيتي لافغانستان عام 1979 ولكن الادارات الامريكية المتعاقبة دخلت اختبارات مع هذه الجماعات المتطرفة على غرار داعش وكانت نتائجها فشلا زريعا ونذكر على سبيل المثال لا الحصر :
الفشل الذي تحقق في الصومال ولم تستطع امريكا التي نصبت نفسها شرطي العالم احتواء الموقف هناك او على الاقل حماية مصالحها
فشل اخر تمثل في اخفاق السياسة الامريكية في افغانستان للمرة الثانية عندما اعلنت تصديها لتنظيم القاعدة الذي اوجدته لموا جهة السوفييت
لم تفلح الجهود الامريكية المنفردة في مواجهة الارهاب بعد حادث الهجوم على برج التجارة العالمي بنيويورك في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001
و فشلت الولايات المتحدة في عام 2003 حيث لم تستطع ان تحقق اهداف غزوها للعراق بعد سقوط صدام حسين
إذن يبدو ان هذا الفشل الامريكي قد جعل ساستها يفكرون بشكل مختلف من خلال وما يمكن تسميته توطين الصراعات بعبارة اخرى جعل الشعوب تواجه مشكلاتها بابنائها وقد يعتقد البعض ان واشنطن بهذا المنحى رفعت ايديها عن دول المنطقة ولكن الحقيقة انها ارتات ان تحقق اهدافها هذه المرة بواسطة غيرها بدليل ان اوباما لن يرسل جنوده الى منطقة العراق والشام لمواجهة داعش ولكن سيرسل قواده ومستشاريه العسكريين لقيادة مسرح العمليات التي تنفذ بايدي العراقيين ولكن الاشكالية هي سوريا من الذي ستسخدمه امريكا لمواجهة داعش في سوريا ؟
منطقيا لن يكون هناك تنسيق بين واشنطون وحكومة بشار الاسد وهذا ما اكد علية جون كيري وزير الخارجية الامريكي وان التنسيق اذا وجد سيتم مع المعارضة السورية المعتدلة وبالطبع غير واضح ماهي معايير الاعتدال من وجهة النظر الامريكية ؟ الا اذا كان المقصود بالمعتدلين عملاء امريكا هناك لان من يواجه الاسد ليسوا جميعا ثوار او اصحاب قضية فقد اثبت الواقع ان من يقود المعارضة في سوريا جماعات متطرفة مدفوعة او مأجورة حتى ولو رفعت شعارات ثورية .