قريه صغيرة تقع على حدود قليوب , عدد سكانها لا يتجاوز 400 فرد , يعيشون فى 70 منزلاً متجاورين , القريه مملوكة للحكومة التى أنشأتها منذ ما يقرب من مائتى عام , لتكون سكنى لعمال محطة البحوث الزراعيه , وورثها أبناء العمال وأسرهم من بعدهم , الأبناء لم يرثوا المنازل فقط لكنهم ورثوا مشاكل المنازل أيضاً , وعلى رأسها مشكله عدم وجود شبكة للصرف الصحى , الأمر الذى يهدد منازلهم بالوقوع فى أى لحظة لأن المنازل حسب قول ” عم مجدى ” أحد سكان القريه ” عايمه على مياه الصرف الصحى ” .
عندما أنشئت القريه كانت بلا مرافق ” كهرباء , مياه , صرف صحى ” , واستمر الحال على ما هو عليه ما يقرب من مائه وثمانون عاماً , فى ظل نسيان وتجاهل تام من المسئوليه فى الدوله .
تغير الحال قليلاً منذ عشرون عاماً , عندما بدأ أهل القريه جمع تبرعات من بعضهم وأدخلوا الكهرباء لتضىء منازلهم بعد مائة وثمانون عاماً عاشوها فى الظلام , وتوقفت النساء عن حمل الأوانى المملوءة بالمياه بعد أن أصبحت المياه تأتيهم فى منازلهن .
لم يستطع أهالى القريه إدخال شبكة الصرف الصحى بعد أن اتضحت لهم تكلفتها الكبيرة , فبدأوا بإرسال شكواهم إلى المسئولين بحى قليوب , الذى أنكر تبعيتهم له وقال أنهم يتبعون حى شرق شبرا الخيمه , وعندما ذهبوا إلى حى شرق شبرا الخيمه انكر هو الأخر تبعيتهم له , ونفس الأمر حدث فى الوحدة المحليه ببلقس .
” أمن , إنارة , قمامه وصــرف صحـى “
تعانى القريه من عده مشاكل منها ” انعدام الأمن ” وهى مشكله عامه فى مصر لكن ما يغذيها فى قريه ” أولاد أبو رجب ” هو ” التلف التام لأعمدة الإنارة , بالإضافه إلى تراكم القمامه على الطرق المؤديه للقريه .
أكبر المشاكل التى تعانى منها القريه هى عدم وجود شبكة للصرف الصحى , ووسيله الصرف الوحيدة فى القريه ” مصرف زراعى ” يبلغ طوله حوالى 350 متراً وهو مخصص لتصريف المياه الزائدة عن حاجة الأراضى الزراعيه .
يستخدم اهل القريه المصرف لتصريف المياه الناتجه عن استعمالهم عن طريق ماسورة صغيرة تبدأ أولها داخل كل منزل , وتنتهى فى المصرف الموجود بجانب منازل أهل القريه .
المصرف ” أوبئه وحوادث ”
” المصرف ” ليس مجرد وسيله للصرف أو بديل مؤقت عن شبكة ” المجارى ” , لكنه أيضاً مزرعه لإنتاج الأمراض والأوبئه بأنواعها المختلفه , على رأس هذه الأمراض ” الملاريا والفشل الكلوى ” , كما أن المصرف يتسبب فى الكثير من الحوادث كــ ” سقوط الأطفال أثناء لهوهم بجانبه ” , أو ” سقوط السيارات فيه وخاصه مع دخول الليل واختفاء أى ضوء نور .
الغريب أن المصرف يقع فى المنتصف بين منازل أهالى القريه وبين الأراضى الزراعيه , ومن الجائز جداً أن تتسرب مياه الصرف ” المجارى ” إلى الأراضى الزراعيه , مثلما تتسرب إلى البيوت التى تنطق جدرانها بشكواها .
” البيوت هتقع قريب لو محدش سأل فينا ”
أحد أهالى القريه ” الحج مجدى ” تحدث معنا عن تأثير المصرف على منازل القريه التى بدت عليها الرطوبه وتآكل الجدران حيث قال ” البيوت عايمه على مياه الصرف الصحى , وحيطان البيوت كلها مشققه اشتكينا كتير وكل مرة يوعدونا بالحل ومحدش يوفى بوعده , احنا تعبنا ولو محدش سأل فينا بيوتنا هتقع قريب ” .
إلى هنا أنهى ” الحج مجدى ” حديثه موجهاً رساله إلى المسؤولين بالحى , ولمحافظ القليوبيه , مفادها أن أكثر من 70 أسره مهددة بالضياع فى حاله وقوع المنازل على أثر مياه الصرف التى تعوم عليها القريه فهل من أحد يجيب !