قال الشيخ “تشأت زراع” خطيب وإمام مسجد قرية سنفا التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، فى خطبة الجمعة، أن رحلة الحج رحلة قلوب وارواح وليست رحلة ابدان فمن اشتاق بروحه وقلبه وحبسه العذر فقد راحا وصدق من قال “ياراحلين الى البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن ارواحا… أنا اقمنا على عذر وعن قدر ومن اقام على عذر كمن راحا”.
وأضاف زراع أنه بعد الحج يجب ان تستفيد الامة من الدورة التربوية الاخلاقية الانسانية من فريضة الحج فلا عصبية ولا قبلية ولا طائفية ولا مذهبية فقد راينا السنى بجانب الشيعى والعربى بجانب العجمى والغنى بجانب الفقير والرئيس بجانب المرؤس لا ولاء لحزب ولا لقبيلة ولا فوارق الشعار الواحد “هو سماكم المسلمين”.
وأشار زراع أنت لم تذهب إلى الحج وتأتى ليقال لك الحج فلان ولكن لتنقل السلوك المتحضر الإنسانى الذى كان ملازماً لك فى فترة الحج إلى وطنك وإلى بلدك وإلى شارعك وحيك فقد كنت فى الحج سلماً وسلاماً على كل شيء على الإنسان فلا رفث ولا فسوق ولاجدال عنيف ومع الحيوان فيحرم عليك ان تفزعه وعلى الطيور يحرم عليك اصطياده حتى البيئة فمحرم عليك ان تقطع نبات او شجر كل ذلك تدريب ودورة اخلاقية تربوية انسانية تعود بها الى وطنك وتحث الناس عليها.
وأكد هل الأمة بعد الحج تعرف المقصد العظيم من فريضة الحج وهو القضاء على الطائفية والمذهبية والتعصب البغيض القبلى لانها محرقة الاوطان وكانت فى الجاهلية أيضاً نار تحرق الاخضر واليابس حيث الحروب الاهلية المدمرة للعباد والبلاد وقد وضع الرسول كل أمور الجاهلية وحذرنا ان نقع فيها ولكن للاسف وقعت فيها الأمة، مضيفاً نحن لانفقد الامل فى غد مشرق لبلادنا ولبلاد المسلمين والبشرية باكملها ان يتعايش الجميع بامان وسلام لعمارة الارض كما اراد الله وعلينا ان نبدأ بهذا السلوك مع بعضنا البعض.
وأضاف زراع أن الخطبة الثانية وبمناسبة بداية العام الدراسي الجامعى وجه كلمة لطلبة الجامعات قال فيها نجن لدينا مايكفينا من العلم الدينى ولكننا فقراء فى العلم الدنيوى ولن نتقدم وننتصر على الجهل الا بالعلم واهديكم كلمة الشيخ محمد الغزالى حيث قال “أن كلمة التوحيد مهددة اذا لم نبرع فى علوم الدنيا والكون” أن احياء علوم الدنيا فرض مثل الصلاة والصيام فنحن نستورد طعامنا وعلاجنا وسلاحنا من الاخرين وكان المفروض ان نكون نحن النافعين للبشرية وما ذلك الا بسبب اهمال قضية العلم ..
وقال زراع أنظروا إلى من يحصل على جوائز نوبل فى الكيمياء والفيزياء والطب وينفعوا البشرية واقتدوا بهم واعلموا ان افضل 500 جامعة فى العالم ليس فيها الا عدد محدود على اصابع اليد الواحدة من الجامعات العربية منها جامعة القاهرة، مشيراً الأمم تتميز اليوم بالعلم ولإمكان فى عالم اليوم للجهل والامية الثقافية.
وأضاف زراع الأمى اليوم ليس أمى القراءة والكتابة ولكن أمى الثقافة وأمى ثورة العلم والنت وأمى فقه التعايش العالمى والإنسانى، فالعالم اليوم قرية صغيرة بفضل من ذلل ذلك وللاسف الشديد ليس لنا دور فى ذلك ولكننا عالة على العالم، مضيفاً اقتدوا باحمد زويل وفاروق الباز ومصطفى السيد وهؤلاء العمالقة الذين ينفعون الانسانية. ..
وقال إياكم أن يضحك عليكم أعداء الوطن ومحترفىن الصراع السياسي والتصرف الهمجى بالاعتداء على جامعاتكم والتخريب فيها فهى ليست ملك لكم ولكنها ملكا للشعب دفع من قوت يومه وبنى لكم هذه الصروح العلمية لكى تتعلموا وتنفعوا انفسكم وتنفعوا البشرية لانريد ان نرى المشهد الهمجى الذى حدث فى العام الماضى فالجامعة محايدة وانت تأتى اليها لتتعلم وليس لتصفية حسابات سياسية اخرجوا الجامعة من الصراع السياسي.
وأشار فى نهاية الخطبة قارنوا أيها الطلبة بين إنسان فى معمله أو فى جامعته يسابق الزمن ويستثمر وقته لكى ينفع الناس يبتكر أو يخترع أو يبدع فى إكتشاف مايفيد الناس ويخفف عنهم أو يعالجهم وبين إنسان آخر يخرب ويحرق ويقتل ويضر الناس ويسبب لهم الشقاء والألم والمعاناة وقد قال النبى ص “خير الناس أنفعهم للناس”.
وأكد زراع أن الجامعة لها قدسية المسجد فمن إعتدى عليها وخرب فيها كمن خرب المسجد فالمسجد دار العبادة والجامعة دار العلم والحياة لاتسير إلا بالعبادة والعلم لأن الدنيا لها قوانين ونواميس وسنن لاتتبدل ولا تتغير ولا تجامل أحد.