تضاف خسارة المانشافت أمام بولندا في التصفيات الأوربية، عليه الضغط في مباراته المقبلة أمام أيرلندا.
لاعبون عللوا الخسارة بالإجهاد، بينما يتعامل لوف مع الخسارة بهدوء. واختيار بلعربي كأفضل لاعب في المانشافت في المباراة.
وخيب المنتخب الألماني، بطل العالم في كرة القدم جماهيرم في ثاني مبارياته الرسمية بعد تتويجه بالمونديال وخسر أمام المنتخب البولندي بهدفين مقابل لاشيء في استاد وارسو أمس الأول السبت.
وسيلتقي المانشافت منتخب ايرلندا في مدينة غيلسنكيرشن الألمانية غدا الثلاثاء ضمن منافسات الجولة الثالثة من التصفيات. ويتوجب على المنتخب الألماني تحقيق نتيجة إيجابية ضد ايرلندا للحفاظ على حظوظه في التأهل للنهائيات الأوربية.
الخسارة المفأجاة أمام بولندا أنهت سلسلة الانتصارات الطويلة للمنتخب الألماني، ولم يكن هذا الفوز الأول من نوعه فقط بالنسبة لبولندا في 19 مواجهة لها مع ألمانيا حتى الآن، ولكنه أيضا أنهى سلسلة المباريات المتتالية لألمانيا التي لم تخسر فيها سواء بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم أو بالتصفيات المؤهلة للبطولات الأوربية، والتي امتدت إلى 33 مباراة منذ أكتوبر 2007.
فقد كانت هزيمة ألمانيا الأولى في 18 مباراة تنافسية منذ أن خسرت 1 / 2 أمام إيطاليا في الدور قبل النهائي لبطولة “يورو 2012″، والتي جاءت بالمصادفة في استاد وارسو الوطني.
ووجه عدد من لاعبي المانشافت انتقادات لأسلوب المدرب لوف في قيادة المنتخب وإجهاده للاعبين وعدم إعطائهم فرصة لأخذ إجازات أو للاسترخاء لأنهم أمام ضغط كبير من قبل الجمهور ومن قبل المدرب الذي يطالبهم بتقديم أفضل ما عندهم، وخاصة بعد فوزهم بكأس العالم. وفي تصريح صحفي لتوني كروس، نقلا عن صحيفة “فوكوس” الألمانية، أشار اللاعب إلى أن “هناك الكثير من اللاعبين والقليل من الإجازات”.
وأضاف لاعب ريـال مدريد في مقابلة مع صحيفة “فيلت أم سونتاغ” الألمانية: “ليس من المفاجئ أن يصاب عدد كبير من اللاعبين بإصابات في الشهرين الماضيين، وكانت إصابات بعضهم بليغة”. في إشارة إلى الإجهاد الكبير الذي يعاني منه لاعبو المنتخب.
وينفي أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني لكرة القدم ما أثير حول وجود أزمة داخل المنتخب الألماني، وبرر بيرهوف سبب خسارة المانشافت أمام بولندا بأن غياب ظهير أيسر منتخب ألمانيا السابق فيليب لام سببت المشاكل للمنتخب وهو “سبب من أسباب الهزيمة ولكن لاعبي المنتخب لعبوا بشكل جيد ولكن اللمسة الأخيرة لم تكن منضبطة”.
وحاول المدرب لوف المحافظة على هدوئه وثقته بعد هزيمة بولندا غير المتوقعة بهدفي أركاديوز ميليك وسيباستيان ميلا، وأكد المدرب الألماني أنه من غير المرجح أن يجري تغييرات عديدة على تشكيلة فريقه عندما يستضيف ايرلندا في غيلسنكيرشن، مع العلم بأن ايرلندا ستلعب هذه المباراة وهي منتشية بفوزها 7 / صفر على جبل طارق في مباراتها السابقة.
وقال لوف: “خلقنا العديد من الفرص ولكننا لم نتمكن من تسجيل أي أهداف”. وأضاف: “خسرنا ولكنها لم تكن خسارة درامية. لن تسبب لنا هذه الهزيمة أي مشاكل في التصفيات، فرغم هزيمتنا مازالت لدينا فرصة جيدة في التأهل للنهائيات”.
لكن الخسارة لا يتحملها مدرب المنتخب لوحده، وإنما أداء اللاعبين المتواضع كان أيضا واحدا من أسباب الخسارة. فحارس المرمى مانويل نوير، والذي اختير كأفضل حارس مرمى في العالم في المونديال الأخير، لم يكن موفقا على الإطلاق في المباراة وبسبب خروجه المتأخر أمام أركاديوز ميليك حصل الهدف الأول لبولندا في ثاني تسديدة فقط للبولنديين أمام المرمى الألماني.
أما الدفاع الألماني فلم يحالفه الحظ في إيقاف تحركات نجم بايرن ميونيخ والمنتخب البولندي ليفاندوفسكي الذي مرر الكرة لصالح زميله سيباستيان ميلا ليسجل الهدف الثاني.
من جانب آخر قدم كريم بلعربي مهاجم باير ليفركوزن والقادم الجديد للمانشافت أفضل عرض مع المنتخب في أولى مبارياته معه، ونجح في الاستحواذ على الكرة وتهديد المرمى البولندي في أكثر من مرة، وقد تكون أخطرها في الدقيقة 38 عندما وصلته الكرة من ماريو غوتسه وسددها وكانت قريبة من دخول المرمى البولندي، واختير كريم بلعربي، نقلا عن موقع فوكوس الألماني، كأفضل لاعب في المباراة في المنتخب الألماني، بسبب أدائه المتميز.
وباتت ألمانيا حاليا خلف بولندا وايرلندا في ترتيب المجموعة الرابعة بتصفيات “يورو 2016” حيث جمعت كل منهما ست نقاط من مباراتين. وتلتقي بولندا مع اسكتلندا وجبل طارق مع جورجيا في مباراتي المجموعة الرابعة الأخريين غدا.
في حين أشار لوف إلى صعوبة مهمته القادمة أمام ايرلندا في لقاء الثلاثاء، وتوقع لوف أنتسبب ايرلندا لفريقه نفس المشاكل التي سببها المنتخب البولندي قبل يومين، وسيكون الحل من جديد أن تلعب ألمانيا بفاعلية أكبر أمام المرمى. وقال لوف: “نعرف ايرلندا من خلال مبارياتنا سويا في السنوات القليلة الماضية. ولاشك في أنها ستعتمد على الأداء الدفاعي”.
وأضاف: “سيكون علينا أن نناقش كيفية إنهاء الهجمة، وكيف يمكننا استغلال فرص كالتي سنحت لألمانيا أمام بولندا”. وتابع لوف: “إن استعداد الفريق للمباراة وتركيزه جيد للغاية. لدينا لاعبون يافعون في الفريق عليهم أن يكتسبوا خبرات”. لكن مدرب أبطال العالم بدا متفائلا بإمكانية تأهل منتخبه لنهائيات الأمم الأوربية.
وأضاف لوف: “لقد خسرنا الآن مباراة في التصفيات بعد 33 مباراة دون هزيمة. هذا الأمر قد يحدث. علينا فقط أن نتقبل الأمر وأن نتعلم الدروس المستفادة منه”.
وتعتبر ايرلندا خصما مألوفا بالنسبة لألمانيا منذ تصفيات كأس العالم 2014 عندما فازت ألمانيا 6 / 1 في مباراة الذهاب بدبلن قبل أن تفوز 3 / صفر في العام الماضي في كولونيا بهدفين من سامي خضيرة وهدف من أندري شورله.
كما سبق أن التقى المنتخبان في تصفيات “يورو 2008” عندما تعادلت ألمانيا سلبيا في دبلن وفازت 1 / صفر في شتوتغارت في أكتوبر 2006 بهدف للاعب لوكاس بودولسكي.
وفي إجمالي 18 مواجهة سابقة بين الفريقين، فازت ألمانيا تسع مرات وتعادلت أربع مرات بينما خسرت خمس مرات أمام ايرلندا.
ولذلك ستكون ألمانيا المرشحة الأقوى دون شك للفوز غدا رغم فوز ايرلندا على جورجيا ( 2 / 1) وبسبعة أهداف لصفر أمام جبل طارق في التصفيات الحالية، ورغم أهداف النجم المخضرم روبي كين. فبعدما سجل كين ثلاثة أهداف في مرمى جبل طارق يوم السبت، أصبح مهاجم لوس أنجليس غالاكسي المخضرم صاحب أكبر رصيد من الأهداف في تاريخ التصفيات الأوربية برصيد 21 هدفا.