مساجد عمرها أكثر من 600 عام مغلقة منذ عقود للترميم
ترميم المساجد بشكل خاطئ و أغلاقها يمحو تاريخها
الاوقاف ترفض التعاون مع الاثار بخصوص المساجد الاثرية
تمثل الأثار الاسلامية في مصر تراث لعصور عديدة ومختلفة، وتحتوي مصر على الكثير من الأثار والمناطق الاثرية الاسلامية الغير مستغلة من قٍبل الدولة، نتيجة التنازع بين وزارتي الأثار والأوقاف عليها من جهه، ونتيجة أهمال وترميم خاطئ أدى الى محو هوية وتاريخ هذه الاثار من جهه اخرى.
وبدأ “محمود صبيح” أحد المقيمين بحي الجمالية، حديثه عن مدرسة (الأمير مسقاي) الاثرية، ‘‘عايش هنا من 35 سنة و شايف المكان بيتهان’’، المدرسة التي بناها الامير العثماني مسقاي منذ أكثر من 600 عاماً لتكون أحد المنارات التعليمية في هذا العصر، لتأتي وزارة الاوقاف في العصر الحديث وتحول المدرسة الى مسجد، وقبل أن يسكن ‘‘صبيح’’ بالمنطقه أرسلت المانيا وفداً لترميم المسجد عام 1973، ليفتح امام الجميع للصلاة بدلاً من أن يصبح بزاراً سياحياً كما كان يتمناه ‘‘صبيح’’ أن يكون حتى يتعرف العالم على حضارتنا القديمة، ولم تقتل احلامه عند هذا الحد فمنذ 15 عام قامت وزارة الاوقاف بأغلاقه بداعي الترميم ولايزال مغلقاً حتى هذه اللحظه، ولم يعد يعرف تاريخ هذا المسجد سوى أناس قليلين من بينهم ‘‘صبيح’’.
وعلى بُعد امتار قليلة من مسجد (الامير مسقاي)، يسكن ‘‘الحاج منتصر’’، امام مقام و مسجد ومدرسة ‘‘السيدة خوند تتر الحجازية’’ أبنة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، وعاش ‘‘منتصر’’ البالغ من العمر 50 عاماً في هذا المكان منذ صغره، وما يؤثر فيه أن الدوله غير مهتمه بهذا الاثر الذي أنشأته السيده تتر الحجازية في عصر المماليك كمدرسة لتعليم المذهبين الشافعي والمالكي، والذي إنشأعلى دفعتين، أولاً القبة سنة 1347 ثم المدرسة سنة 1359م، وغير مهتمه بتعريفه للأجانب القادمين لرؤية تاريخنا وغير مهتمه ايضاً بتعريفه للمصريين، ويتأسف ‘‘منتصر’’ على شرفة المؤذن التي سقطت وفقدت كلياً، بينما بقيت مآذنه محمولة على صفوف من المقرنصات الحجرية الدقيقة، كانت ترى من بعيد قبل أن تختفي بين حارات حي الجمالية، و لكن الاندهاش يسيطر عليه الأن بسبب ترميم المسجد الذي وصل الى 17 عاماً .
اما ‘‘ع.م’’ (الذي رفض ذكر أسمه)، صاحب أحد المحلات التجارية أمام مسجد ومدرسة (الامير جمال الدين الاستادار)، الذي انشأ عام 1407م في عصر مماليك جراكسة، يعمل في هذه المنطقة منذ زمن، ورأى الترميم الذي قامت به وزارة الثقافة عام 1992م لمدة 5 اعوام، عندما تأثر المبنى من زلزال 1992م، لكنه متذمر من الترميم لأنه غير هيئه (دورات المياه) حيث تم إزالة الأرضيه الاثرية و وُضع بدلأ منها البروسلين، والمسجد الأن مفتوح امام الجميع للصلاة ولا يأتي اليه أيً من السائحين.
هذا خلاف مسجد ‘‘محمود محرم’’ البالغ من العمر أكثر من 400 عام، المغلق ايضاً امام الجميع والذي كُسرت ابوابه السفلى من اصحاب بعض المحالات بالمنطقة ليجعلوه مخزناً لبضاعتهم، وفحاول ‘‘ع.م’’ ابلاغ شرطة السياحة اكثر من مرة لكن دون فائده.
فيما طالب د/عبدالحميد الكنفاني، المدير العام في قطاع الترميمات، بضرورة قيام وزارة الاثار بالترميم الصحيح لأنهم يتعاقدون مع شركات مقاولات تُخرج الاثر عن أثريته عند الترميم، كما عرض على وزارة الاوقاف والاثار بروتكول تعاون بينهم للتنسيق حول الاثار المشتركة بينهم بمساعدة شرطة السياحة لحماية الاثار من التعديات عليها لكن كان يقابل تعنت من وزارة الاوقاف.
وكانت الاعلامية انتصار غريب، منسق عام حركة ثوار الاثار، خاضت معركة طويلة حتى تسلم الاوقاف المساجد الأثرية التي لا تعرف قيمتها الى وزارة الاثار لأن الاوقاف ترمم هذه الاثار بطريقة خاطئه وتفتح المساجد الاثرية للصلاة امام الجميع مع انها يمكن أن تكون مصدر دخل مهم للدولة عن طريق السياحة.