رحيل مريم فخر الدين لا يؤلمنا فقط بسبب فقدان نجمة اخترقت قلوب شعوب العالم العربي كله ، لكنه رحيل لزمن كان فيه الفن شعارا لتقدم العرب ورقيهم وحضارتهم .. زمن كان الفن فيه مسرحا يعرض مشاعر العرب الرومانسية العذبة الصادقة وصورا للانسانية والكفاح والطموح التي عكسها الفن من الشارع المصري تحديدا . وانا اسطر هذه المناسبة في كلمات لا اريد ان اجعل منها مناسبة حزينة تبكينا رغم انها ابكتنا بالفعل ، لا اظن ان مريم فخر الدين كان سيسعدها ذلك ، لكني ارى فيها مناسبة نستذكر فيها زمنا اصبحنا اليوم نبكي عليه . زمن البطولة ليس فقط لسيدات الشاشة العربية ولكن للابطال بمعنى الكلمة .. زمن عبد الناصر ” الريّس ” .. زمن المعارك والانتصارات .. زمن الادب الراقي والصحافة العظيمة والكلمة المسؤولة .. زمن كان الجميع فيه يعمل بهدف خدمة الوطن دون مقابل مادي او مكاسب شخصية .
وكم نحن العرب اليوم جميعا وفي هذه الظروف الصعبة التي نمر بها ، بحاجة الى ان نستذكر ذلك الزمن الجميل بكل ما فيه وربما كان اهم ما فيه اننا كنا انفسنا دون تقليد او خضوع للآخر . شكرا لكل فنانين الزمن الجميل وشكرا لمريم فخر الدين صاحبة الشعر الحرير والابتسامة الرقيقة التي ما زالت تسجيلات افلامها السينمائية تعيدنا ولو لوقت قصير الى ذلك الزمن .. زمن الحب الحقيقي .. حب الناس وحب الخير .. حب العمل والعطاء .. حب اللحن والكلمة الجميلة .. وحب الوطن .
وداعا لن نقول لكِ ايتها الاميرة الساكنة في صفحات تاريخ الفن المصري العربي الجميل لان حضورك سيظل ولن يغيب . تعالوا معي نقدم تحية لروح الفنانة الجميلة مريم فخر الدين بهذه الاغنية التي خلدها صوت واداء عبد الحليم وحضور مريم فخر الدين الجميل ، كما تريدنا هي ان نذكرها . رحم الله فنانة مصرية جميلة ستبقى ساكنة في القلوب