قال رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام، اليوم الجمعة، إن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في لبنان والشرق يتعرض اليوم لـ “اعتداء” من “الموجة الظلامية التكفيرية” بعدما تعرض في بداية القرن العشرين لاعتداء “الصهيونية” في فلسطين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر “العائلة وتحديات العصر في الشرق الأوسط” الذي افتتحه بطريرك انطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، غريغوريوس الثالث لحام، في “المركز العالمي لحوار الحضارات” في منطقة الربوة، شرقي بيروت.
وأضاف سلام أن التنوع الديني “هو سمة لبنان الأولى ومصدر غناه”، مؤكدا أن هذه الصورة الجامعة المتنوعة “تتعرض اليوم لعدوان يبغي تمزيقها، ومحو بهائها وإلغاء كل ما مثلته وتمثله من معان عميقة، صنعت تألق هذا الشرق على مدى مئات السنين”.
ورأى أن “التعايش المديد بين أتباع الديانات في هذه المنطقة من العالم يتعرض لاعتداء مزدوج واحد قديم وآخر مستجد”.
وأوضح أن الاعتداء القديم هو ذلك الذي “مورس منذ بدايات القرن العشرين، وأدى إلى طمس نموذج من العيش الهانىء والمشترك، بين المسلمين والمسيحيين واليهود على أرض فلسطين، حيث أقامت الحركة الصهيونية دولة دينية عنصرية”، أما “النموذج المستجد، الذي لا يقل سوءا عن النموذج الصهيوني، هو هذا الزحف المشؤوم للموجة الظلامية التكفيرية التي ترفع راية الإسلام”.
وشدد سلام على أن “إسلامنا منها (أي: الهجمة التكفيرية) براء، لتخرب المجتمعات، وتضرب التعايش بين أتباع الديانات المختلفة، عبر استهداف الإسلام والمسلمين أولا، ومن ثم تهجير المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية من مدنهم وقراهم في العراق وسوريا”.
ودعا المسلمين اللبنانيين والعرب للعمل على “تنقية صفوفهم وتثبيت إسلامهم المعتدل والمنفتح، وعلى العمل بكل ما أوتوا من أجل تثبيت المسيحيين في أرضهم، حرصا على وجودهم ودورهم”، موجها الدعوة في الوقت نفسه الى “المسيحيين اللبنانيين والعرب الى الإنخراط الكامل في رسم مصائر مجتمعاتهم وأوطانهم، في هذه المرحلة التاريخية الصعبة، التي تمر بها هذه الأوطان”.