اليوم يحتفل محمد أبوتريكة -أحد أهم وأشهر وأفضل لاعبى الكرة فى تاريخ مصر- بعيد ميلاده السادس والثلاثين.. وربما لم يعد يتوقف الكثيرون أمام تجربة هذا الشخص الغريب ، الذى تحولت حياته تماما ، وانقلبت رأسا على عقب خلال سنوات قليلة.. لكن مسيرة أبوتريكة سوف تظل عنوانا رئيسيا فى الكفاح ، والعطاء ، والاخلاق.
لم يعد أبوتريكة مجرد لاعب كرة يرتدى القميص الاحمر، ويركل بقدميه قطعة من الجلد تسمى كرة القدم ، بل اصبح واحد من أهم ، وأشهر الشخصيات العامة فى مصر خلال الفترة الاخيرة.
حياة أبوتريكة تبدو مليئة بالمفارقات ، والحكايات ، والاسرار، والكواليس أسعدنى الحظ للاستماع منه عن معظمها.
حكاية أبوتريكة لاتحتاج الى مقدمات طويلة ، لكن عندما تبدأ الحديث عن تلك التجربة الفريدة ، لابد أن تتحدث أولا عن ذلك الاب البسيط محمد محمد أبوتريكة..ابن قرية ناهيا بالجيزة ، والذى تخطى الان السبعين من عمره.
ولم يكن أبوتريكة يخجل من التفاخر بعمل والده الجناينى ، الذى ظل رافضا لفترة طويلة الجلوس فى المنزل ، والتوقف عن العمل حتى بعدما أصبح ابنه أشهر نجوم الكرة فى مصر.
وقال أبوتريكة الاب “أنا بحب آكل دايما من عرق جبينى .. ومش علشان ابنى بقى نجم كبير ومعاه فلوس انى أقعد فى البيت.. الايد البطالة نجسة”.. هكذا قال أبوتريكة الاب مشددا على انه يكره الغرور، وطالما نصح ابنه بالتواضع مهما بلغ من النجومية والشهرة.
يقول محمد أبوتريكة “والدى يعد من أبرز الداعمين لى فى حياتى كلها ، ويفهم فى كرة القدم كثيرا “.
ويضيف “ذات مرة انتقد أبى طريقة تسديداتى على المرمى فقال لى ناصحا “عندما تتخذ قرار التصويب لابد أن تختار التوقيت المناسب ، والمساحة المناسبة لان الجمهور مابيرحمش”.
أما الام فهى من الطينة المصرية الطاهرة..لم تكن تعرف شيئا عن كرة القدم ، حتى أصبح ابنها نجم النجوم.
يقول أبوتريكة عن والدته:”امى تمتلك حنان ، وحب ، وعطف غير عادى دائما..أدين لها بالكثير”.
ويضيف مازحا:”لاأستطيع أن أعيش أبدا بدون الملوخية ، والمحشى بالشبت اللى بتعملهم أمى “.
أبوتريكة يأتى فى الترتيب قبل الاخير بين اخواته فهو شقيق لكل من”أحمد رحمه الله ، وحسين مدرس اللغة العربية ، وأسامة مدرس الرياضيات ، وناهد ، ونعمات ، ثم محمود أخر العنقود الحاصل على بكالوريوس تجارة.
ولد محمد أبوتريكة فى قرية ناهيا – احدى قرى محافظة الجيزة- فى 7 نوفمبر عام 1978 ولم يكن يتصور أحد أن يصبح هذا الطفل الصغير واحدا من اشهر الشخصيات فى مصر.
لم يكن ابوتريكة يفكر سوى فى لعب الكره بالشارع ورغم ذلك كان متفوقا فى دراسته حتى حصل على مجموع 80% بالثانوية العامة واختار مكتب التنسيق له كلية العلوم جامعة الاسكندرية لكن ابوتريكة قرر تحويل اوراقه لكلية الاداب جامعة القاهرة ثم اختار الالتحاق بقسم التاريخ بالكلية.
كان ابوتريكة يحلم بلقب مهندس لكن حلمه لم يتحقق وتحول لمهندس للكرة المصرية.
حكاية مصنع الطوب
لم يكن محمد ابوتريكة مرغما فى الصغر على العمل فى مصنع للطوب بناهيا ولم يكن فى حاجه للمال خاصة ان والده لم يقصر معه فى شيئ بل كان الاب رافضا لعمله لكن محمد ابوتريكة تمسك بخوض التجربة وكان يقاضى مبلغا زهيدا لايتعدى ثلاثة جنيهات فى اليوم الواحد.
يقول ابوتريكة “مهمتي فى مصنع الطوب كانت كنس أرض المصنع من الحصي المتبقي في الأرض وتنظيفها من الرمل ثم عملت فى تقليب المونة والأسمنت”.
كان لمصنع الطوب اثر كبير على ابوتريكة فقد تحمل الصعاب والمسئولية مبكرا حتى اصبح لاعبا فريدا من نوعه.
الاتوبيس رقم 196
عندما التحق ابوتريكة بقطاع الناشئين بنادى الترسانه كان يسرع يوميا من اجل اللحاق بالاتوبيس رقم 196 من موقف بولاق الذى كان يصل اليه عن طريق ميكروباص من قريته.
كان الاتوبيس رقم 196 هو المواصلة الوحيدة امام ابوتريكة للوصول لنادى الترسانة.
ويقول ابوتريكة “لا انسى تلك الايام ابدا ولا اخجل منها بل اعتبرها من اسعد ايام حياتى”.
قصة ومسيرة ابوتريكة مليئة بالحكايات لكنه نجم يستحق ان نقول له كل عام فى هذا التوقيت .. كل سنة وانت طيب يا امير القلوب!!