إذا أردنا أن نعرف الإعلام الإلكتروني (بالإنجليزية: Electronic media)فأننا نقول هو “الوسيلة الرئيسية التي تقوم بالإتصال بين البشر من خلال أهداف محددة توضع عن طريق تخطيط متقن بغرض التعريف عما يجري داخل الوطن الواحد بواسطة الأخبار والأنباء المختلفة الأنواع والتعليم والترفيه وإشباعاً لرغباتهم في فهم ما يحيط بهم من ظواهرأو هو”الإعلام الذي يتم عبر الطرق الإلكترونية وعلى رأسها الإنترنت يحظى هذا النوع من الإعلام بحصة متنامية في سوق الإعلام وذلك نتيجة لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من الحرية الفكريةوتعد التسجيلات الصوتية والمرئية والوسائط المتعددة الأقراص المدمجة والإنترنت أهم أشكال الإعلام الإكتروني الحديث فإن ظهور الإنترنت ومن بعد الإعلام الإلكتروني سيفرض واقعاً مختلفاً تماماً إذ أنه لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام السابقة وإنما هو وسيلة أحتوت كل ما سبقها من وسائل فأصبح هناك الصحافة الإلكترونية المكتوبة وكذلك الإعلام الإلكتروني المرئي والمسموع بل إن الدمج بين كل هذه الأنماط والتداخل بينها أفرز قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته فليس هذا وفقط بل يكفي علماً أن عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط وحدها بلغ 45,861,346 مستخدماً يمثلون 13% من تعداد السكان ونسبة 8.8% من المستخدمين في العالم وبنسبة تضاعف بلغت 1,296.2 % خلال السنوات الثماني الماضية (2000-2008) و 491.4% في العام الأخير فقط يتضاعف هذا الرقم في ظل ثورة(( الإنفوميديا)) والتي تتجسد في الدمج بين وسائل الإعلام والإتصال فبثت القنوات التلفزيونية على الهاتف المحمول مثل شركة الإتصالات الإماراتية والتي بثت عشر قنوات ترفيهية وإخبارية وكذلك تطوير شبكات المحمول والإنترنت تم تصفح المواقع الإلكترونية عبر الهاتف المحمول بسرعة وجودة توازي التصفح على الحواسيب حيث بلغ عدد مستخدمي الهواتف المحمولة على مستوى العالم ما يفوق أربع مليارات مستخدم ولم يتوقف التغير على الوسيلة الإعلامية فقط أو كم الجمهور وإنما تعداه لطبيعة هذا الجمهور وموقعه من العملية الإعلامية المكونة من مرسل ومستقبل ووسيلة ورسالة ورجع صدى إذ تغيرت تماماً عناصر هذه العملية في ظل ثورة الإعلام الإلكتروني وصار بينها نوع من التداخل والتطور النوعي أهمه أختفاء الحدود بين المرسل والمستقبل فأصبح الجمهور هو صانع الرسالة الإعلامية وأبرز مثال على ذلك ظاهرة ((المواطن الصحفى)) والتي مثلت أتجاه كاسح في الإعلام الإلكتروني الغربي.
فكل ما سبق وغيره مما يصعب حصره من الأسباب تؤكد أن الإعلام الإلكتروني هو إعلام المستقبل ومن ثم وجب الإهتمام به وآداؤه بالشكل الأمثل والدليل على ذلك أتجاه كثير من الصحف الغربية والأمريكية تحديداً إلى التحول من الشكل التقليدي إلى الإعلام الإلكتروني وخاصة في ظل الأزمة المالية التي عصفت بالعالم عامي 2008 و2009 والتي ولدت أزمات مالية لكثير من جوانب الإقتصاد بما فيها المؤسسات الصحفية التي تعمل على أنها مؤسسة ربحية تصرف من مداخيلهافقدأثبت الإعلام الإلكتروني في سنوات عمره القليلة (تم التعارف على أن عام 1992 هو عام ظهور أول صحيفة إلكترونية في العالم) أثبت أنه أكثر جدوى في الوصول إلى الجمهور من الصحف التقليدية وكثيراً ما يلبى إحتياجات قراء الصحف ومشاهدي التلفزيون ومستمعي الإذاعة في آن واحد كما تعد هذه الوسيلة الإعلامية ثورة في مجال التفاعل مع الجمهورإذ أثبتت قدرة هائلة على تقديم مواد تفاعلية لم يسبق أن قدم التاريخ مثيلاً لها حتى في التواصل المباشر بين الأشخاص فقدكشفت دراسة ألمانية حديثة أن الإنترنت أصبح أهم وسيلة إعلام متعددة المهام بالنسبة للشباب بينما تراجع الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام التقليدية في حياة معظم الشباب بألمانيا وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها أن 93% من الشباب في ألمانيا يستخدمون الإنترنت يومياً كما أشارت الدراسة إلى تزايد أهمية شبكات التواصل الإجتماعي على الإنترنت بالنسبة للشباب وفي المقابل يطالع 21% فقط من “جيل الشبكة العنكبوتية” الصحف و6% المجلات ورغم أن التليفزيون والإذاعة ما زالوا يتم أستخدامهما كثيراً فإن أهميتهما تتراجع أمام الإنترنت حيث أظهر الإستطلاع أن 57% من الشباب يشاهدون التليفزيون يومياً بينما يسمع الإذاعة نسبة 42% فقط فالإعلام الإلكتروني أصبح محور الحياة المعاصرة له أهميه كبيرة باحتواء قضايا الفكر والثقافة وبات يطلق عليها (ثقافة التكنولوجيا) أو (ثقافة الميديا)وأصبح أيضاً ظهور جيل جديد لم يعد يتفاعل مع الاعلام التقليدي بقدر ما يتفاعل مع الإعلام الإلكتروني يسمى بالجيل الشبكي أو جيل الإنترنت وأصبحت هناك شبكات تواصل إجتماعي مثل ( تويتر-الفيسبوك -ماي سبيس – لايف بوون – هاي فايف – أوركت – تاجد – ليكند إن – يوتيوب) كوسيلة للتواصل بين الناس حيث جعل من الفرد مؤسسة إعلامية ينشر مواده الإعلامية على شبكات التواصل الإجتماعي وبذلك أستطاع الإعلام الإلكتروني أن يفرض واقعاً مختلفاً على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري والسياسي فهو لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام التقليدية من خلال إنتشار المواقع والمدونات الإلكترونية وظهور الصحف والمجلات الإلكترونية التي تصدر عبر الإنترنت بل إن الدمج بين كل هذه الأنماط والتداخل بينها أفرز قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته فالعصر الحالي يعد بحق عصر الإعلام الإلكتروني إعلام المستقبل والعالم أجمع يتجة اليوم بشكل عام نحو الإنترنت وتطبيقاته في المجالات المختلفة وفي النهاية يمكن القول أن الإعلام الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح لها دور كبير في التأثير علي الرأي العام بشكل واضح.