اندلعت مظاهرات تخللتها أعمال عنف، في عدة مناطق في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إصدار هيئة من المحلفين بولاية ميسوري قرارًا مساء أمس، بعدم توجيه اتهام للشرطي “دانييل ويلسون”، لإطلاقه النار على الشاب الأفريقي الأمريكي الأعزل، “مايكل براون” (18 عاما)، ما أدى لمقتله، في التاسع من أغسطس.
وشهدت ولاية ميسوري أعنف تلك المظاهرات، حيث تدفق المتظاهرون إلى الشوارع بعد صدور قرار المحلفين، وأشعل بعضهم النار في عربات الشرطة، في حين قام بعضهم بتحطيم الواجهات الزجاجية للمحلات التجارية، فيما اشتعلت النيران في بعضها، في حين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين في بعض الأماكن، كما سمع دوي إطلاق نار.
وفي نيويورك تجمع متظاهرون في ميدان “يونيون سكوير” قبل صدور قرار هيئة المحلفين، وبعد صدور القرار تجاوزوا حواجز الشرطة، وانطلقوا في اتجاه وول ستريت، حيث منعتهم الشرطة من دخول الشارع، ما أدى إلى توجههم إلى ميدان التايمز، وهم يرددون “لا سلام بلا عدالة”، واعتقلت الشرطة عددًا منهم.
وشهدت العاصمة واشنطن مظاهرة شارك بها مئات المحتجين على قرار هيئة المحلفين، بدأت بتجمع المتظاهرين أمام البيت الأبيض، وسط إجراءات أمنية مشددة، رافعين لافتات مكتوب عليها عبارات من قبيل “حياة السود أيضا قيمة”، “لا سلام بلا عدالة”، “أوقفوا إرهاب الشرطة”، “ويلسون قتل براون”، و”العدالة من أجل براون”، وتوجه المتظاهرون بعد ذلك إلى مبنى الكونغرس، ومن ثم إلى مبنى المحكمة العليا، وعطلوا حركة المرور عدة مرات.
وأعلن وزير العدل الأمريكي “إريك هولدر”، في بيان صدر عقب صدور قرار هيئة المحلفين، أن التحقيق الفيدرالي حول مقتل “براون”، سيستمر حتى بعد صدور القرار، كما سيستمر التحقيق في ادعاءات استخدام شرطة فيرغسون إجراءات مخالفة للدستور، وأشار البيان إلى أن التحقيق الفيدرالي يتم بشكل منفصل عن التحقيق المحلي.
ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في مؤتمر صحفي عاجل بواشنطن، عقب صدور قرار هيئة المحلفين، الشعب الأمريكي إلى الهدوء والتظاهر السلمي، قائلًا: “نحن أمة تأسست على حكم القانون، ولا بد أن نتقبل قرار هيئة المحلفين”، مشيرًا إلى أن القرار كان “سيتحول إلى موضوع للخلاف المتشنج في كلتا الحالتين (مذنب أو غير مذنب) ليس في فيرغسون فحسب، ولكن في كافة أنحاء أمريكا”.
وقالت عائلة القتيل في بيان لها عقب إعلان قرار هيئة المحلفين، “لقد خاب ظننا بشكل فظيع لأن قاتل ابننا لن يواجه عواقب أفعاله”، داعية في الوقت نفسه المتظاهرين إلى التهدئة بالقول “نحن نطلب منهم (المتظاهرين) التنفيس عن إحباطهم بطرق تؤدي إلى التغيير الإيجابي، نحن بحاجة للعمل سويًا على إصلاح النظام الذي سمح لهذا (القتل) بأن يحدث”.
تجدر الإشارة إلى أن الشرطي الأبيض “دارين ويلسون”، قتل الشاب الأسود “مايكل براون”، في 9 أغسطس/ آب الماضي، بمدينة فيرغسون بولاية ميسوري، وأكد شهود عيان حينها، أن براون كان أعزًلا عندما أطلق عليه “ويلسون” النيران، في حين تقول الشرطة، إنه قتل بعدما هاجم شرطيًا، وحاول الاستيلاء على سلاحه، وتسبب مقتل براون في موجة من المظاهرات الاحتجاجية في أنحاء البلاد.