يعيش مرضى فيروس c حالة من الترقب الشديد في مصير حياتهم ، بعد ظهور علاج “سوفالدى “، و يبلغ عدد المصابين بالفيروس في مصر، 15 مليون مريض، عدد من قاموا بتسجيل أسمائهم ، على الموقع الإلكتروني للجنة ، للحصول على العقار، 620 ألف مريض، حضر منهم إلى المراكز التي تم تحديدها لإجراء الفحوصات اللازمة 450 ألفا ، وعدد الجرعات المتوقع صرفها ، 225 ألف جرعة فقط ، مشوار “سوفالدي” يبدأ بين أمال المرضى وإهمال المسئولين.
داخل مستشفى المعهد القومى للكبد بالقاهرة كانت تلك الكلمات “إحنا لو حصلنا على الجرعة هنموت من إهمال المسئولين “،” التحاليل المطلوبة جعلتنا نقترض من الناس ” بهذه الكلمات و صف أحد المرضى بفيروس c معاناته في الحصول على عقار ” سوفالدى ” ذلك العقار المكتشف حديثاً ، والذي يرسم بسمة حياة جديدة ، علي مرضي فيروس الالتهاب الكبدي الوبائى فى مصر .
“احوال مصر” التقت بعض المرضى المتقدمين للحصول على ” سوفالدى ” ليرسموا لنا خريطة التعامل معهم ، من جهة المسئولين، ومعرفة ما اذا كان هناك تقصير، أو إهمال في الرعاية الصحية .
بداية يقول “مسعود .ع ” أنه وجد عناء شديداً ، في إتمام الأوراق المطلوبة ، للحصول على العقار ،قائلا ” اللى ييشفى ربنا مش حد تانى و لو حصلنا على العقار هنموت من تعب المسئولين فى تخليص الأوراق”.
وأوضح “أحمد . س ” أن هناك معاملة غير لائقة من قبل مستشفيات التأمين الصحي ، والتي يقومون بإجراء الأشعة بها، وخاصة من الإداريين ، والمعاملة فى المستشفيات غير أدمية ، وكأنهم يعطوا لنا العلاج من جيوبهم، مشيراً إلى إهمال المستشفيات أثناء عمل التحاليل و الأشعة للمرضى .
وقال ” محمود .م ” أن هناك تكلفة يتحملها المريض في عمل التحاليل والأشعة ، بالرغم من أنهم قد قاموا بها قبل ذلك و” كأنهم يتاجروا فينا ” على حد قوله ، وألقى باللوم على المسئولين ، علي عدم التحديد الجيد ليوم التقديم، حيث تم تحديد يوم 18ديسمبر لصرف العقار له.
ويري أن المستشفيات كانت على أتم إستعداد للمرضى، ولكن تردد المرضى لهذه المستشفيات بسبب صعوبة إستخراج، الأوراق التى تثبت الإصابة بفيرس c، فيما شهدت مستشفيات التأمين الصحي، إقبالا محدوداً وسط تعجيز المرضى في الحصول على العقار ، بعد أن لقى المصابون بالفيروس عناء شديدا ، في إجراء الإشاعات و التحاليل الطبية ، التى تثبت الإصابة بالفيرس.
فيما أكد نجيب إدوارد شاكر 59 سنة، عامل بالهيئة العربية للتصنيع، بأن التأمين الصحى ، رفض أن يجرى له الفحوصات والتحاليل المطلوبة، لحصوله على العلاج ، مما أضطره لعمل التحاليل والإشاعات ، على نفقته الخاصة ، والتى تكلفت أكثر من 500 جنية ، هذا بالإضافة إلى الروتين العقيم وتعنت الموظفين وإرهاق المرضى ، دون أى جدوى من كل هذا التعب .
وفى سياق متصل ،أشار الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد ، إلى أن مصر تعد الدولة الأولى عالميا ، فى مرض فيروس c ، حيث يمثل مرضى فيروس c ، نسبة لا تقل عن 22% من أجمالى السكان فى مصر ، بالإضافة إلى زيادة عدد المرضى إلى 300 ألف سنويا ، مما لا يدع مجالا للشك، أن جهاز مكافحة الفيروسات فى مصر، ليس له وجود فعلى أو أثر إيجابى ، ولابد من مراجعة سياسات البرامج الوقائية بأسلوب جديد .
وأكد عز العرب، على أن عقار “هارفونى” وعقار “3p ” هما أكثر فاعلية من سوفالدى وأقل مدة فى مراحل العلاج ، مضيفا إلى أن عدد المصابين الذين حصلوا على العقار لا يتجاوز 1000 مريض وهذا عدد قليل جدا ، لذلك يجب على وزارة الصحة أن تقوم بزيادة عدد المراكز الطبية التى يتم صرف العلاج من خلالها ، وتغيير السياسة التى تتبعها الوازرة فهى بطيئة جدا ، بالإضافة إلى تحسين الخدمة العلاجية داخل هذه المراكز.
كما ناشد شركات الأدوية ، الإسراع فى إنتاج الدواء ،مضيفا أن كمية الجرعات العلاجية والتى يبلغ عددها 225 ألف جرعة علاجية ومن المقرر أن يتم انتهاء الصرف منها فى فبراير القادم لا تكفى لمرضى فيروس c .