أكد الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أن بعض المنظمات الدولية أصبحت تضر مصر بشكل أكبر من الدول، والحل هو التعامل معها لتفادى ضررها والعمل على إقناعها.
وقال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، خلال حواره مع الإعلامى أسامة كمال ببرنامج “القاهرة 360” المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، إن هناك منظمات وهيئات جديدة غير حكومية أقوى من أغلب دول العالم، كمنظمة الوحدة الأفريقية ومنظمات واتفاقات برلمانية أخرى تلعب دورًا مؤثرًا أقوى من عدة دول.
وذكر الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أن الحروب الأهلية أصبحت أكثر من الحروب الدولية، مشيرًا إلى أن طرق معالجة الحروب بين الدول تختلف كثيرًا عن تسوية النزاعات بين الحكومات وشعوبها، موضحًا أن انتصار الحكومة على الإرهاب ليس كافيًا، والأهم هو إعادة بناء الدولة.
وأوضح الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أنه فى بعض الحالات لابد من القضاء على أحد أطراف المعركة مثل موقف داعش مضيفا: “بعد نهاية الحرب الباردة كان أملى أن أتولى إصلاح منظمة الأمم المتحدة، وقدمت أجندة لإصلاح الأمم المتحدة سميت بوثيقة السلام وكان لها صدى كبير، ولكن وجدت أن الدول الكبرى وأغلبية الدول غير متحمسة لفكرة تطور الأمم المتحدة من الأصل”.
وأشار إلى أن دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية اختلف كثيرًا عن السابق، حتى أصبحت الآن تشرف على الانتخابات وشئون اللاجئين، وقوات حفظ السلام كانت فقط تتواجد على الحدود، أما الآن فهناك اهتمامات أخرى مثل نزع السلاح وغيرها.
وأضاف الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، “توجد أشكال مختلفة للحروب فى العالم بسبب اختلاف الظروف، لكن اللاعب واحد هو أمريكا”، مشيرًا إلى أن حروب أمريكا الوسطى تقوم بسبب المخدرات، وفى المنطقة العربية سببها الدين.
وذكر بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أن أمريكا ستظل تُسيطر على العلاقات الدولية لمدة 20 عامًا مقبلة على الأقل، من خلال قدرتها على الانفتاح، موضحًا أن لديها قدرات كثيرة لاحتواء ما يهدد سفاراتها والتعامل بشكل كامل مع ما يحدث خارج أراضيها، لافتًا أن أهم ما يشغل الرأى العام الأمريكى حاليًا هو من يكون الرئيس القادم والانتخابات المقبلة.
وفيما يتعلق بعلاقات مصر بين الشمال والجنوب قال بطرس غالى، إن مصر لديها عقدة فى الاهتمام والنظر للشمال على حساب الجنوب، وتعطى أهمية لبريطانيا لأن لديها عقدة المندوب السامى منذ الاستعمار.
وطالب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بفتح معابد بوذية فى مصر من أجل الانفتاح بشكل أكبر على العالم الخارجى والتعايش السلمى، أسوة بما حدث بين الشمال والجنوب فى إندونيسيا، بالإضافة إلى الانفتاح على لغات أخرى بخلاف اللغة الإنجليزية.
وشدد بطرس غالى على ضرورة الاهتمام بالهند قبل السؤال عن اهتمامهم بما يحدث لدينا، مشيداً بها “الهند تساوى 50 دولة أوروبية”، كما شدد على ضرورة النظر إلى جنوب إفريقيا لأنها أقوى دولة إفريقية تسيطر على العلاقات فى القارة السمراء، موضحًا أن ترميم العلاقات مع جنوب إفريقيا يحتاج حركة أكثر، ولكن مصر ما زالت تهتم بأوروبا.
وأوضح بطرس بطرس غالى أن العالم غير مهتم بما يحدث فى مصر لأن هناك اهتمامات أخرى، مؤكداً ان مصر تستطيع إصلاح علاقاتها بدول إفريقيا بمجهود بسيط، ولكن لابد من العمل.
وعن موقفه من جماعة الإخوان المسلمين، قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، إن الإخوان المسلمين أفسدوا فى الداخل أكثر بكثير من إفسادهم فى علاقات مصر الدولية، وتغلغلهم فى مؤسسات الدولة ودول العالم خلال فترة حكمهم يمثل خطرًا كبيرًا، متهمًا الصحافة العالمية بالمرتشية.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى لديه عُقدة من النظام العسكرى بعدما فشلت الأنظمة العسكرية فى البرتغال وإسبانيا واليونان، والجماعات الإخوانية استغلت هذا.
وحول الخلافات المتعلقة بالملفات النووية، أكد “غالى” احقية إيران امتلاك سلاح نووى وكذلك السعودية ومصر.
وأشاد الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بزيارة الرئيس السيسى للصين، مؤكدًا أنها تمثل مكسبًا كبيرًا فى علاقات مصر الخارجية، خصوصًا أن الصين واحدة من الدول الكبرى التى استطاعت اجتياز العديد من المشكلات التى تواجه مصر الآن.
وعلى صعيد آخر أكد بطرس بطرس غالى أن خطورة سد النهضة تكمن فى أنه يمهد الطريق لسدود أخرى على طول مجرى النهر، فى ظل تجاهل مصر خلال الفترة الماضية أزمة السد والنظر لأوروبا، مضيفًا أن أزمة سد النهضة لا يمكن حلها بالتفاوض فقط، والعلاقات بين الدول قائمة على المصالح، معترفاً بفشله خلال فترة وجوده بوزارة الخارجية فى إنشاء مجموعة الأخوة بين دول حوض النيل.
وعلى الجانب التركى، قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، إنه إذا استمر التوتر بين مصر وتركيا فسيصبح أردوغان مشكلة ضخمة.