افتتح مركز الهناجر للفنون العرض المسرحي الجديد “تحيا مصر” للمخرج / عاصم نجاتي “رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية” والمأخوذ عن نص “باب المدينة” للمبدع الراحل الدكتور/ محسن مصيلحي.
“تحيا مصر” مسرحية سياسية تاريخية كوميدية بطولة : عاصم نجاتي ، احمد ماجد ، جيهان سلامة ، محمد نشأت ، احمد بسيم ، محمد عبد الرشيد ، احمد ثابت ، اسامة عبد الله ، شيماء غالب ، محمد فرج ، محمود جندي ،حسين شيرازي ، احمد فايز وأحمد عزت ، ديكور وأزياء دكتور / محمود سامي وأشعار دكتور / مصطفي سليم وموسيقي وألحان / هشام طه وتصميم استعراضات / مايكل فايق.
يدور العرض حول تاريخ الحكام المماليك لمصر وكيف كانوا يستخدمون الامراء والمؤرخين في تغيير التاريخ واللعب بمقدرات الشعوب فالحكام ومعاونيهم يريدون كتابة التاريخ كما يحلو لهم حتى يقرأه الشعب بعد ذلك في المستقبل ، وحتى حكايات خيال الظل التي كانت تروى في الشوارع – مثل مسرح الشارع الان – للاستهزاء من احوال الحكم والمعيشة ، حاول البعض استخدمها للتبجيل للحاكم والنفاق له بالاضافة الى استخدام الدين في السياسة بغير محله
فالعرض يؤكد على فكرة انتماء الفنان لا للحاكم ولكن للوطن لكي يعلو ويتقدم ، هذا بالاضافة الى المؤامرات والدسائس من الحاشية الملكية والدول المجاورة لنا والطامعين بنا ، فالتاريخ يعيد نفسه من جديد فالان مثلث الشر هو الغرب الامريكي وتركيا وقطر ضد مصر وشبه الجزيرة العربية وبالامس كان مثلث الشر هو الغرب الاوربي الطامح في التقدم متمثلا في البرتغال واسبانيا والدولة العثمانية في تركيا والدولة الصفوية الشيعية في ايران والدولة المملوكية في مصر وشبه الجزيرة
فيبدأ العرض بكسر الايهام لدى الجمهور ويتفاعل معهم “عاصم نجاتي ” مخرج العرض ويقوم “احمد ماجد” بدور مؤلفه ،ويبدأن في سرد القصة والتي تبدأ تاريخيا بهروب خش قدم اللملوك العثماني من بلاط الحكم بعد بدأ قنصوه الغوري وصراعه مع البرتغال ، فكان البرتغاليون في ذلك الوقت قد اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح وسيطروا عليه وكانوا يتطلعون إلى البحر الأحمر من أجل تحقيق حلم السيطرة على كل طرق التجارة ، ومع تطور الأحداث وبالاضافة الى ذلك لم يجد السلطان الغوري بدا من ملاقاة العثمانيين لصد خطرهم على الدولة المملوكية وعلى ناحية اخرى قد بدأ اسماعيل الصوفي “شاه ايران” تحرشاته بالمماليك والعثمانيين فى وقت واحد مما أدى بالعثمانيين والمماليك للتعاون بينهما ضده .. وخشى اسماعيل مغبة هذا التعاون فعمل على أن يستميل إحدى القوتين إليه ليضرب بها الأخرى ، فقد ركز اسماعيل على استمالة الغوري ، وتم له ذلك عن طريق مجىء المبعوث السري الذى لعب بالغورى وقضى عليه ، يقول المؤرخ / ابن اياس (الشريف العجمي الشنقجي نديم السلطان الذى كان توجه بأفيال إلى نائب الشام ونائب حلب ( للاستعانة بها فى حرب العثمانيين ) وقد أبطأ مدة طويلة حتى أشاعوا موته غير ما مرة ، فظهر أن السلطان كان أرسله إلى الشاه اسماعيل الصوفى فى الخفية فى خبر سر للسلطان بينه وبين الصوفي كما أشيع بين الناس ذلك ، ثم خرج السلطان قاصدا نحو البلاد الشامية ومن ثم تقابلت الجيوش المصرية بقيادة السلطان/ قنصوه الغوري مع الجيوش العثمانية بقيادة السلطان/ سليم الأول وذلك في منطقة مرج دابق بالشام في أغسطس 1516 ميلادية ونتيجة للتفرق والتشتت الذي اتسم به الجيش المصري فضلا عن خيانة بعض القواد للغوري فقد هزم الجيش المصري بقيادة الغوري ولقى الغوري حتفه تحت سنابك الخيل العثمانية. ، وبهذا تم الانتقام من الدولة المملوكية.
ثم استلم الأشرف أبو النصر طومان باى آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق بعد أن عينه نائباً له قبل خروجه لقتال العثمانيين, وبعد قتله أجمع الأمراء على اختياره سلطاناً لمصر, بعد أن أقسم له الأمراء بالمصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة له ، فجمع طومان باي من الجند المماليك والأهالي – وخاصة ابطال خيال الظل اصدقائه وهما فاطمة البكري وتوفيق الواعي كما جاء بالعرض – وأرادوا الخروج لقتال العثمانيين ولكنه واجه تخاذل المماليك واستهانتهم بخطورة الموقف, وخلال تلك الفترة أرسل السلطان سليم رسالة إليه يعرض عليه تبعيته للسلطنة مقابل ابقائه حاكماً لمصر, غير أنه رفض العرض. لكن مع ذلك فكثرة العثمانيين وقوتهم لم يتمكن المماليك من وقف زحفهم وهرب العسكر الذين حول طومان باي فخاف أن يقبضوا عليه العثمانيين فهرب طومان باي ولجأ إلى الشيخ / حسن بن مرعي “شيخ عربان البحيره وقت غزو الاتراك العثمانليه لمصر سنة 1517” الذي أخرجه من السجن والذي كان قد دخله أيام عمه السلطان غوري ولكن الشيخ وشي به وأبلغ عنه السلطان سليم فقبض عليه, وقد أعجب السلطان بشجاعته وبحواره الصلب أمامه ومع ذلك فقد أمر بشنقه.
وفي الحقيقة قد ظلت جثته معلقة ثلاثة أيام ثم دفنت في قبة السلطان الغوري، وبموته انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية، واستتب الأمر للسلطان سليم بمصر والشام, وأصبحت مصر ولاية عثمانية. ويعتبر طومان باي هو السلطان الوحيد الذي شنق على باب زويلة ولكن تتوقف المسرحية عند هذه النقطة الفاصلة في التاريخ ،ولا يتم شنقه في العرض ، وفي النهاية يرسل العرض برسالة بأن الامل لازم يعيش ومصر مش ملك حد لانها ملك لينا كلنا والبطل لازم يعيش عشان يحقق حلمنا .. وتحيا مصر
يذكر ان العرض استغرق تجهيزه 6 شهور بروفات ومستمر عرضه لمدة شهر على الهناجر يوميا 8.30 ماعادا الاثنين وسيشارك في عدة مهرجنات باكثر من دولة عربية قريبا ،
وقد حضر العرض الاول للمسرحية : الدكتورة/ اماني يوسف “مدير مركز الهناجر للفنون” ، النجمه / فردوس عبد الحميد ،المخرج / محمد فاضل ، ونجوم راديو 9090 : مريم امين وشيماء حافظ واحمد خيري ، بالاضافة الى : الاعلامية / مها بهنسي ،الاعلاميه/ ايمان الحصري ، والمستشاره / جيهان مديح ،المطربه / رانا سماحة ، الفنانه / منه جلال ،والدكتورة / وفاء سعدوالصديقه / نشوى صفا، امانى عبد الرازق ، رانيا بهاء ، الاعلامي / محمد بدر ، الدكتورة / حنان زينال ،الصحفيه / شرين ربيع ، الصحفيه / نجاه الجبالي ، الفنانه / رولا اسير ، وكريم مأمون ،واصدقاء محمد نشأت : دعاء الحضرى ، وياسمين السيسى ، حبيبىة محمود غازى ، مصطفى جليبرتو ،رشا الوزان ، غاده الدالى ، رشا شاكر ، احمد مجدى ، على معتمد ، نيفين محمود ، ، فردوس احمد وجيه ، رحاب الشيخ ، ابراهيم النادى واسرته ، ابو نور وعائلته الكريمة ، حسام مصطفى