أخبار عاجلة

“رويترز”: «أردوغان» يمتلك كل أوراق اللعب في مواجهة الغرب

حين يشدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبضته على السلطة في تركيا، خلال 2015، من المرجح ألا يواجه تحركا من الغرب اللهم باستثناء مقاومة رمزية في وقت تطغى فيه رئاسة تركيا لمجموعة العشرين، والتصدي لتنظيم «داعش»، على القلق من انزلاق نحو حكم شمولي.

منتقدو أردوغان في الداخل والخارج يرون أنه زعيم يصعب التكهن بخطواته عازم على الاضطلاع بمهام رئاسية أقوى والانقضاض على خصومه السياسيين، وهم يخشون أن يبعد تركيا أكثر عن معايير الغرب فيما يتعلق بحكم القانون وحرية التعبير.

أما مؤيدوه فيرون أنه يعود بتركيا إلى سابق مجدها مستعيدًا تراثها العثماني والإسلامي بعد حكم علماني دام تسعة عقود، وهم يرحبون بهذا النهج الجديد الذي ينطوي، حسب رؤيتهم، على اعتزاز بالذات.

وفي مستهل ديسمبر، تولت تركيا الزعامة الدورية لمجموعة أبرز 20 دولة نامية ومتقدمة، وهي تهدف لاستغلال هذا الدور في رفع صوت الدول محدودة الدخل والترويج لنفسها كقوة تجارية ودبلوماسية.

وفي الأسابيع الأخيرة، توالت الزيارات على أردوغان من شخصيات منها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبابا الفاتيكان، فرنسيس الأول، ونائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، على نحو يبرز مدى الأهمية، التي تمثلها تركيا في قضايا من بينها أمن الطاقة واحتواء الحرب في سوريا والعراق، لكن مشاهد المصافحة والتعهد بالتعاون تخفي وراءها سجلًا للحريات يبدو في تراجع، ففي الأسبوع الأخير، داهمت الشرطة مواقع إعلامية قريبة من خصوم أردوغان السياسيين، وحوكم مشجعون لكرة القدم بتهمة التدبير لقلب نظام الحكم خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، خلال2013.

وقال محلل الشؤون التركية في معهد «تشاتام هاوس» للأبحاث في لندن، فادي حكورة: «جغرافية تركيا الاستراتيجية تملي على حلفائها أن يواصلوا إعطاءها مساحة للتحرك، لا يمكن ببساطة تجاهل تركيا مهما كانت سياسات الرئيس أردوغان».

وأثارت حملات المداهمة على وسائل الإعلام انتقادا عنيفا من بروكسل، فما كان من أردوغان إلا أن طلب من الاتحاد الأوروبي، الذي تطمح بلاده للانتماء إليه أن يهتم بشؤونه لا بشؤون الغير، وقال إن هذه الحملات رد ضروري على «عمليات قذرة» يقوم بها خصومه ولا صلة لها بحرية الإعلام.

وتوقع مصدر بالاتحاد الأوروبي معني بالعلاقات مع تركيا أن تتصاعد خطوات الحكم الشمولي في مرحلة الاستعداد للانتخابات العامة المقررة، في يونيو المقبل، لكنه أقر أن احتياج الاتحاد الأوروبي لتعاون تركيا في أمور تمتد من سوريا إلى قبرص يكبل يديه.

ويقول منتقدو أردوغان، إنه يشن بانتظام حربا على كل أشكال المعارضة منذ أسس حزب «العدالة والتنمية» ذا الجذور الإسلامية، وأصبح رئيسا للوزراء منذ أكثر من عشر سنوات.

ومن الأمور، التي نالت استحسانًا وضع جيش علماني أطاح بأربع حكومات، منذ 1960، تحت سيطرة مدنية لكن تم الزج بقطاع واسع من المؤسسات من المحاكم وأجهزة الشرطة إلى الإعلام والمدارس تحت عباءة أردوغان الأيديولوجية.

وكتبت أستاذة علم الإنسان الأنثروبولوجيا بجامعة بوسطن، جيني وايت، أن رسالة حزب «العدالة والتنمية» أصبحت «تتركز على نظرة رومانسية لإخوان سُنة عثمانيين».

وأضافت في دورية «التاريخ المعاصر» أن أردوغان يقدم نفسه على أنه «الأب الروحي الذي يحمي شرف أمته بقوة ويبعد خطر فوضى الليبرالية».

ويرى منتقدوه أن نظرته للديمقراطية، التي تعتمد على تمتعه بالأغلبية، إذ قال لمنتقديه، إن عليهم أن يهزموه عبر صناديق الاقتراع، تعني أنه يحكم لصالح الـ52% الذين أيدوه ويتجاهل الباقين.

واعتبر البعض حملته من أجل تعزيز المناهج الدينية في المدارس وعزمه على إلزام التدريس بالتركية العثمانية لا ترقى إلى مستوى الهندسة الاجتماعية التي تحاول فرض رؤية متجانسة للهوية التركية الحديثة.

من الناحية الأخرى، يقول مؤيدوه إنه يتحرك بدافع الرغبة في إعادة الارتباط بتراث ضاع في العشرينيات عندما أقام مصطفى كمال أتاتورك جمهورية علمانية على أنقاض سلطة دينية عثمانية.

وقال إتيان محجوبيان، كاتب عمود، أحد مستشاري، رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو: «إذا كنت سُنيًا قادمًا من المحيط الخارجي وتواجه نظامًا أتاتوركيًا، وموقف الغرب، وكنت تريد إعادة بناء البلد فستسأل نفسك ما المرجعيات التي يمكنك الاستعانة بها»، وأضاف: «لديك المرجعية الإسلامية والمرجعية العثمانية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *