قال القاضي ، شعبان الشامي، رئيس محكمة جنايات القاهرة التي تنظر قضية “التخابر” المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي، إن الدولة خائفة على حياة مرسي، ناصحًا الدفاع بأن يكون لديه نفس الحرص.
جاء ذلك عقب مطالبة الدفاع بمنحه مزيدًا من الوقت للترافع، غير أن القاضي قرر إنهاء الجلسة والتأجيل لجلسة 4 يناير المقبل؛ لصعوبة تحليق الطائرة التي تقل مرسي لمحبسه ليلاً، قائلا: “هناك طائرة من المفترض أن تنقل المتهم محمد مرسى ومثل ما الدولة تخاف عليه يجب أن تخافوا عليه”.
وخلال الجلسة التي استمرت خمس ساعات، سخر عضو هيئة الدفاع، محمد المصري، من الاتهامات بـ”التخابر” مع جهات أجنبية الموجهة للرئيس الأسبق.
ورغم أن جلسة اليوم كانت مخصصة للمصري لكونه محامي المتهم فريد إسماعيل، إلا أنه قال خلال الجلسة إن “هذه التهمة من أبشع ما يوجّه لرئيس دولة”، مشيرا إلى أنه “على مدار التاريخ لا يوجد رئيس دولة على مستوى العالم نسبت له جريمة التخابر”.
وقال المصري مخاطبًا الرئيس الأسبق: “يا دكتور مرسى النيابة قالت عنك إنك تخابرت ضد بلدك، وأنا أقول لك أنت خير رجل للبلاد ومن الشخصيات الهامة”، ثم مدحه بأبيات من الشعر من تأليف المحامي، مطلعها :”إن قلت إنك بحر في معارفه … فليس قبلي إذا ما قلت بهتانا ” ،فمزح معه القاضي، قائلا “من أين أتيت بهذا الشعر الجميل؟”.
وقدّم الدفاع خلال نظر القضية 20 سببًا لبراءة موكله، منها ما يتعلق بالأحراز، وأبدى اندهاشه من الأحراز المرفقة فى القضية، والتي حوت عبارات غريبة، وتساءل عن كيفية اتهام المتهمين بالتخابر استنادًا على زيارات قاموا بها للسفارة الأمريكية وإيران.
وقال المصري: “إذا كان الذهاب للسفارة الأمريكية جريمة فليحاكم وائل غنيم (من أبرز رموز ثورة 25 يناير 2011) بتهمة التخابر أيضًا”.
وانتقد الدفاع ما جاء بأمر الإحالة، والذي يشير إلى أن الجرائم وقعت منذ عام 2005، قائلا : “مصر كان بها جهاز مخابرات قوى برئاسة اللواء عمر سليمان رحمه الله والذى لقب بـ الثعلب، وأنه قام بالاجتماع بجماعة الإخوان المسلمين عندما كان نائب رئيس جمهورية أثناء ثورة يناير 2011، وكان ذلك مذاعًا أمام الفضائيات فكيف يجلس مع أشخاص وهو يعلم بأنهم يتخابرون وعملاء وجواسيس، كما جاء بتحريات القضية بأنهم يرتكبون تلك الجرائم منذ عام 2005”.
ويحاكم في هذه القضية الرئيس الأسبق محمد مرسي و35 متهمًا آخرين، وأسندت النيابة للمتهمين تهم ارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.