اعتقلت النيابة العامة الوطنية فى ليتوانيا عددا من أعضاء شبكة تجسس روسية مزعومة من داخل القوات المسلحة الليتوانية أمس الأربعاء، فى مدينة شياولياى، قرب قاعدة جوية رئيسية تابعة لحلف شمال الأطلسى “الناتو” فى منطقة بحر البلطيق وسط مزاعم بأنهم شاركوا فى التجسس لصالح “جهاز استخبارات أجنبي”، مع عدم استبعاد تورط السلطات الروسية، حسبما أفادت مجلة “نيوزويك” الأمريكية.
ونقلت المجلة- على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس- تصريحات للكولونيل الليتوانى فيدمانتاس راكليافيكوس لوسائل إعلام روسية جاء فيها “بالفعل هناك محتجز كان من بين ضباطى، مجند فى القاعدة الجوية “زوكاني”، وهى منشأة كبيرة تابع “للناتو” حيث يتم التنسيق بين رحلات دوريات البلطيق”، مضيفا أن “الخدمات الخاصة أبلغتنى باعتقاله”، لكن لن يتم الكشف عن هوية الجاسوس المزعوم.
وأفاد راكليافيكوس أن الجندى كان ضابطا من ذوى الخبرة، بعد أن خدم فى سلاح الجو لنحو 10 أعوام حيث كان عمله ينطوى أساسا على تخطيط مسارات الطيران.
وكشف تحقيق استقصائى أجرته المجلة الأمريكية أن نشاط التجسس الروسى فى أوروبا عاد إلى مستويات لم تحدث منذ الحرب الباردة.
وأصدر النائب العام لليتوانيا بيانا، جاء فى نصه، أن التحقيق جار، وأن السلطات فى فيلنيوس لم ترد على تكهنات وسائل الإعلام التى تشير إلى اشتباه فى تنصت عصابة تجسس نيابة عن روسيا المجاورة.
ورفض وزير الدفاع الليتوانى جوزاس أوليكاس التكهن قائلا “لقد قيل لى إن اثنين فقط من الأشخاص قد اعتقلا”، ورفضت إدارة ليتوانيا لشئون الأمن القومى أيضا التعليق على هذه المرحلة من التحقيق.
وأشارت المجلة إلى أن القاعدة الجوية خارج حلف شمال الأطلسى “شياولياى” هى المركز الرئيسى لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين لاتفيا وإستونيا وكذلك ليتوانيا، ووفقا للاتفاق الحالى، السارى منذ عام 2004، يتم تغيير رصد المنشآت من بلد إلى آخر كل أربعة أشهر.
وأصبح المجال الجوى للبلطيق مسرحا لتوتر متزايد فى العام الماضى فى العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وروسيا، على خلفية تحليق طائرات روسية فى المجال الجوى للاتفيا واستونيا وكذلك ليتوانيا.