أعلن ناشطون ليبيون وعدد من منظمات المجتمع المدني استنكارهم لاستمرار اختفاء الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري اللذين تضاربت الأنباء حول مصيرهما، وزعم تنظيم “داعش” الخميس إعدامهما.
وفي بيان مشترك صدر مساء الاثنين، تلقت الأناضول نسخه منه، عبر الموقعون على البيان المشترك عن “التضامن الكامل مع أسرتي الصحفيين التونسيين وزملائهما وكل الشعب التونسي”.
وطالب الليبيون، خلال البيان الذي وقعت عليه 23 منظمة وجمعية وصحيفة ليبية إضافة إلى 54 إعلاميا وناشطا وحقوقيا ليبيا، الجهات الرسمية الليبية بـ”توفير كل الإمكانات لإطلاق سراحهما، وكشف الحقيقة، ومحاكمة الجناة في هذه الجريمة وكل جرائم الاختطاف والتغييب التي طالت عددًا كبيرًا من النشطاء والإعلاميين من مختلف الخلفيات الفكرية والمشارب السياسية”.
وقال الموقعون على البيان “لم ولن نألوا جهدًا في محاولة التواصل مع كافة الأطراف الفاعلة في ليبيا لمعرفة مصير الصحفييين المختطفيين”.
كما أشار الناشطون والإعلاميون والحقوقيون الليبيون إلى أن “يد الإرهاب في ليبيا لا تميِّز بين الأشخاص ولا الجنسيات”، مشيرين إلى أن “الاغتيالات طالت العام الماضي 14 إعلاميًا ليبيًّا، بالإضافة لخطف العشرات منهم ممن لا يزال مصيره مجهولاً، ناهيك عن الاعتداءات المتكررة على مؤسسات إعلامية عدة”.
وتابع البيان “لقد وجد عدد من الليبيين المناصرين للحقوق والحريات في تونس الملاذ والمأوى حيث كانت يد الإرهاب التي خطفت الشورابي والقطاري هي ذاتها التي تهدد أصواتهم المطالِبة بالحياة لشعوب المنطقة لذلك فهم يشعرون بآلام أسرتي الصحفيين ويتضامنون معهما”.
وفي الوقت الذي أكد فيه موقعو البيان على الدور الكبير للشعب التونسي في مساندة الشعب الليبي في الظروف الصعبة التي تمرُّ بها ليبيا فإنهم أهابوا بوسائل الإعلام “تبني سياسة إعلامية توحد الصفوف وتعزز قيم التواصل الاجتماعي والترابط التاريخي بين الشعبين الشقيقين”.
ودعا الليبيون في البيان ذاته مؤسسات المجتمع المدني الليبية والتونسية لـ”إيجاد آلية تعاون مشتركة لدعم حقوق الإنسان وحرية الصحافة ومساندة الجهات الرسمية في البلدين للتصدي لخطر الإرهاب الذي يهدد البلدين ومصيرهما المشترك بحكم الجوار والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية المتشابكة”.
يذكر أن السفارة التونسية في ليبيا كانت قد علقت أعمالها في ليبيا منذ قرابة 4 أشهر.
وقال وزير الدفاع التونسي غازي الجريبي يوم الاثنين، إن “تونس حصلت على بعض المعطيات بشأن وضعية الصحفيين المختطفين بليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري ومكان وجودهما، وأنه سيتم الإعلان عن هذه المعطيات في الإبّان”، دون مزيد من التفاصيل.
وكان موقع على الإنترنت تابع لتنظيم “داعش” يسمي نفسه “ولاية برقة” التابع لداعش أعلن يوم الخميس أن جنوده أعدموا الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري اللذين اختطفا في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي في ليبيا حين كانا يجريان تقارير تلفزيونية لصالح القناة التي يعملان بها “فيرست تي في” التونسية الخاصة.
يأتي هذا فيما استبعدت مصادر حقوقية تونسية قيام “داعش” بإعدام سفيان الشورابي ونذير القطاري، واللذين لم تصدر السلطات التونسية أي تأكيد أو نفي رسمي لخبر إعدامهما.