اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الهجمات التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس سلطت الضوء على الانقسامات العميقة في منطقة الشرق الأوسط بشأن كيفية التصدي إلى ظاهرة التطرف التي رسخت جذورها بقوة وعلى نطاق واسع في المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي الوقت الذي شارك فيه عددا من القادة العرب نظرائهم الغربيين في مسيرة باريس التي تم تنظيمها في الحادي عشر من يناير الجاري، ادينوا في بلادهم باعتبارهم يشاركون في استعراض للتنديد بالتعصب الديني بدون معالجة المشاكل الكامنة التي تؤجج مشاعر السخط والعنف مثل الفقر والفساد وانتشار المواعظ المتشددة.
وأضافت الصحيفة أنه وعقب أسبوع من وقوع تلك الهجمات، بدأ الخطاب العام في شحذ إدانته للرسوم الكارتونية التي نشرتها صحيفة “شارلي ابدو” الفرنسية بدلا من التفكير في عمليات القتل، التي يعتبرها الغرب، حدا فاصلا بينما ينظر إليها في الشرق الأوسط باعتبارها جزء من خيط طويل من العنف المتطرف والصراع.
وفي بعض المساجد في بيروت وبغداد وعمان والرياض، وصف رجال الدين قرار الصحيفة باعادة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد بعد الهجمات، بأنها استفزازية، وأدانتها بعض الحكومات علنا.
ورأت الصحيفة أن زعماء الشرق الأوسط يمتلكون إرثا متضاربا بشأن مكافحة التطرف، إذ أنه وفي النقاش حول كيفية التصدي لهذه الظاهرة في بلادهم، أقرت جميع الحكومات من حلفاء واشنطن الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، بمشكلة التطرف التي تهدد أمنهم وأمن الغرب على حد سواء.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض من هذه الدول تقول إن مزيجا من السياسات السياسية والاقتصادية الفاشلة وتاريخا من التدخل الغربي هو السبب في ظهور وإثارة ظاهرة التطرف، بل إنهم يعتبرون الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني والغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان سببا في ذلك، وما يعتبرونه غطرسة وإهانات غربية، مثل الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم.