أعلن فيتالي ناؤمكين، رئيس معهد الأستشراق التابع لاكاديمية العلوم الروسية انه ليس لحكومة روسيا الاتحادية اي دور في الحوار السوري – السوري الذي سينطلق في موسكو يوم السادس والعشرين من كانون الثاني / يناير الجاري، وأن وزارة الخارجية اختارته لادارة جلسات الحوار ( كشخصية مدنية مستقلة ) ، ودون ان يكون له اي دور في سياق الحوار ، الذي تنص المبادرة الروسية المنظمة له، على جعله سوريا بامتياز .
وقال الاكاديمي الروسي في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر اليوم الثلاثاء “إن اللقاءات التي ستعقد في العاصمة الروسية, وتضم شخصيات من المعارضة السورية المعتدلة ( ولم تدع تلك التي تقوم بقطع الرؤوس ) وممثلين عن حكومة دمشق ، تشكل أهمية استثنائية ، ليس لنا وحسب ، ولكن للمنطقة والعالم ، ولعلاقاتنا مع سوريا والعالم العربي”.
وأضاف قائلا “يعلم الجميع ان الاحداث المأساوية التي تعيشها سوريا تمسنا في الصميم ، كما وتمس كل شخص ما زال يتمتع بحس انساني ، وبات من الواضح انه لابد من فعل شيء ما ، فليس هناك مناص من ايجاد مخرج من النفق المظلم الذي وصلت اليه الازمة السورية ، ومعروف ان جنيف 2 لم تؤد الي اي شيء ، واصبح مفهوما للجميع ان المخرج الوحيد للازمة السورية هو توافق السوريين انفسهم على تسوية سياسية سلمية”.
ولفت إلى أنّ التسوية السلمية هو الموقف “الذي تمسكت بها حكومتنا طوال عمر الازمة ، وعليه اطلقت وزارة الخارجية الروسية مبادرتها لجمع الفرقاء السوريين على طاولة الحوار ، بدون اي شروط مسبقة ، وبدون جدول اعمال محدد ، ولا مشاركة لاي جهة غير سورية ، لا حكومية ولا منظمات دولية او اقليمية ، وهنا تختلف هذه المبادرة عما سبقها”.
وأضاف ناؤمكين “ان السوريين المدعويين للحوار لو تمتعوا بحس وطني عال، وامتلكوا الرغبة الحقيقية لوقف مزيف الدم في بلادهم ودحر الارهاب ، فعليهم المشاركة في هذا الحوار الذي يتم بدون شروط مسبقة ودون املاءات من احد ، ان موسكو توفر لهؤلاء ارضية يجتمعون عليهم تقوم على التعبير عن وجهات نظرهم بحرية تامة ، وبجدول اعمال مفتوح ، فلن يتدخل احد في الموضوعات التي يجب بحثها ، او في توقيت بحثها او مكانه ، فمثلا لن يطلب احد منهم مناقشة التسوية السياسية او التصدي للارهاب، فليناقشوا ما يريدون دون تدخل من احد “.
ونوه المتحدث ان لقاء موسكو “لا يعتبر بديلا عن جنيف ابدا، فجنيف هو مؤتمر دولي تشارك فيه القوى العالمية والاقليمية التي لها نفوذ على اطراف الازمة السورية ، وهي امور لن تكون حاضرة في حوارات موسكو ، واذا ما نجحت لقاءات موسكو في تقريبنا من جنيف – 3 ، فحمدا لله وشكرا ، ولكنها لن تكون باي حال بديلا عن جنيف “.
واستطرد البروفيسور ناؤمكين بالقول ” ان جمع الفرقاء السوريين الى طاولة حوار ، بعد سنوات اربع من شلالات الدماء هو نجاح بحد ذاته ، لا احد يتوقع او ينتظر ان تقود حوارات موسكو الى توقيع اتفاق سلام، الاهم ان يعبر كل منهم عن رؤيته للحل ، وان يتفقوا على مواصلة الحوار ، ومن اجل هذا بالتحديد كانت المبادرة الروسية “.
واكد المتحدث ان “الدعوات وجهت بشكل شخصي ، الى كل فرد بصفته الفردية، دون النظر الى انتمائه الحزبي او الايديولوجي او المذهبي ، وهو الامر الذي ازعج بعض الجهات ، فبعض تشكيلات المعارضة تعتبر نفسها اهم من غيرها ( الائتلاف الوطني يرى نفسه الممثل الوحيد للشعب السوري )، وهو الامر الذي لا وجود له في اي منظمة او جهة دولية، فالجمعية العامة للامم المتحدة وشركاؤنا الغربيون رحّبوا بتشكيل الائتلاف ، ولكنهم لا يعترفون به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، وللتغلب على هذه الاشكالية فقد تم توجيه الدعوات بشكل فردي لشخصيات من مختلف الاتجاهات باستثناء المتطرفين وقاطعي الرؤوس كجبهة النصرة وداعش مثلا ، هؤلاء لم توجه لهم دعوات ابدا ، ورغم ذلك يمكن لكل شخصية ان تعبر عن وجهة نظر التيار الذي تنتمي اليه “.
وأشار المتحدث انه يتمنى لو “تخلص المشاركون بالحوار من البيانات الطويلة، او التي تاخذ طابعا عسكريا او صداميا ، اعتقد ان اللقاء يجب ان ياخذ طابعا حواريا وبيانات مقتضبة ما امكن ذلك ” .
وحول المشاركين في الحوار قال ناؤمكين “لقد ابلغتنا الحكومة السورية رسميا موافقتها على المشاركة ، ولكن لم يتم حتى اللحظة تسمية وفدها او رئيسه ، اما المعارضة فتنوعت مواقفها بين رافض للمشاركة كالائتلاف الوطني, وبين موافق كحزب الارادة الشعبية ، ويمكنني القول ان مسالة المشاركة لم تحسم لدى اي جهة بشكل قاطع ، ومن المنتظر ان يتم ذلك في اجتماع المعارضة في القاهرة خلال الايام القليلة القادمة ، وانا اعتقد ان على اي وطني سوري المشاركة للتعبير عن رايه ، وليس الهروب من مواجهة استحقاقات السلام ، وبعض النظر عن راي اي مدعو بمواقف روسيا ، التي تسعى لتوفير فرصة تاريخية للسوريين للتعبير عن ارائهم بحرية “.
كما واشار البروفيسور ان الحوار سيجري على مرحلتين، الاولى يومي 26 و 27 وهما مخصصان للحوار المفتوح بين ممثلي اطياف المعارضة ، وفي المرحلة الثانية يومي 28 و 29 سيجري الحوار بحضور ممثلي الحكومة السورية ، وان جميع اللقاءات ستجري بعيدا عن اعين الصحافة وخلف ابواب مغلقة ، وان “على الصحفيين لو ارادوا اي تعليق اللجوء للمركز الصحفي في الخارجية ، او الي ولكن بعد الانتهاء الكامل من فعاليات الحوار “.