Breaking News

داوود عبد السيد : مُر ثورة يوليو أكثر من حُلوها..و أى مجتمع به «مواطن و مخبر و حرامى»

قال المخرج داوود عبد السيد، إنه متفائل لأنه يؤمن أن لكل خطأ نهاية، ولكن هذا لا يجعله كمخرج، يخدع مجتمع به كثير من المشاكل، من خلال تقديم فيلم يصور له أن كل الأمور تسير على ما يرام وبشكل جيد.

وأوضح عبد السيد، خلال ندوة فيلمه «مواطن ومخبر وحرامي» في سينما «زاوية»: كل فيلم يعبر عني وقت إخراجي للفيلم وليس بعدها، ولو كنت أمتلك رؤية مختلفة حينها لكنت عبرت عنها آيضًا.
وعن الشرارة التي دفعت داوود لإخراج فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، قال: خلال هذه الفترة كان مبارك قد حكم مدة تقرب من 20 عامًا، كنا نتوقع أن ما بعد ذلك سيكون أسوأ، ومع التغيرات التي حدثت ظهر نوع من أنواع السُخط لدى المجتمع، وأنا كفرد وجزء من هذا المجتمع شعرت بما حدث، فأنا من جيل عاش ثورة 1952، عاش حلوها ومرها، وبالمناسبة مرها كان أكتر، جيلي كان يرى مايحدث في المجتمع في عهد السادات وما قبله، وهزيمة 1967 كانت دليل على فساد الحياة السياسية في مصر.
وواصل عبد السيد: أي مجتمع يوجد به من يرغب في تحقيق السيطرة الكاملة رُغم أنه يعلم تمامًا أنه من المستحيل أن تتحقق، وحتى السجان يعلم هذا جيدًا، مؤكدًا: لا يوجد شخص يحصل على سلطة يتنازل عنها.
وعن إزالة الحواجز بين المواطن والمخبر والحرامي ، خلال أحداث الفيلم، أوضح عبد السيد، أي مجتمع به مخبر لكن هل المخبر بأي مجتمع يحل تناقضات بين ماهو قانوني وماهو غير قانوني، وأي مجتمع به مواطن لكن هل المواطن هنا يجب أن يتنازل عن أفكاره وترويضه بشكل ما -لا أقصد هنا أن المواطن ضحية- وهذه هى الفكرة ووجهة نظري خلال الفيلم: أنك هنا تفسد وتصنع خلطة فساد كاملة.
وردًا على سؤال أحد الحضور حول اختياره لشعبان عبد الرحيم، شدد عبد السيد، إنه على المستوى الشخصي يحب المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم، فهو من الشخصيات خفيفة الظل التي تستمتع بالجلوس معها، أما فيما يخص التمثيل فليس له علاقة بهذه الأمور، مشيرًا إلى أن اختياره لشعبان عبد الرحيم ليكون أحد أبطال فيلمه «مواطن وخبر وحرامي»، قد تسبب في هجوم كبير من وسائل الإعلام عليه، ولكنه لم يهتم بهذا الهجوم.
وأضاف عبد السيد مداعبًا جمهوره: شعبان ولي من أولياء الله، وخلال تصوير مشهد البولينج في فيلم «مواطن وخبر وحرامي» وجدت شعبان يمسك بالكرة وخبط عليها زي البطيخة ونجح في إسقاط وحدات البولينج كلها، رُغم أنه لم يراها في حياته من قبل، والطريف في الأمر أنه عندما جئنا لتصوير المشهد فكرنا في الاستعانة بأحد المدربين في الصالة، حتى ينجح من المرة الأولى في إسقاط كافة الوحدات، لكنه فشل في تحقيق هدفه عشرين مرة، لذلك اعتبر شعبان ولي من أولياء الله.
فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، تأليف وإخراج داوود عبد السيد، بطولة خالد أبو النجا، هند صبري، صلاح عبد الله، وشعبان عبدالرحيم.
كانت سينما زاوية قد نظمت أسبوع إعادة اكتشاف المخرج العظيم داود عبد السيد من 17 الى 20 يناير، على مدار الأسبوع ، عرضت خلاله 4 من أهم أعمال داوود عبد السيد السينمائية بتسلسلها التاريخي يوميًا الساعة سادسة و نصف مساءً، وضمت الفعالية ندوات يومية مع المخرج أدارها الناقد السينمائي أحمد شوقي.
داود عبد السيد وُلد في القاهرة عام 1946، و أصبح فيما بعد من أهم مخرجي السينما العربية، ويعد داود عبد السيد من رواد الواقعية الحديثة في الثمانينات، إلى جانب محمد خان و خيري بشارة و آخرين.
بعد تخرجه من المعهد العالي للسينما في 1967، عمل مساعدا لكمال الشيخ و يوسف شاهين قبل أن يبدأ مسيرته السينمائية الفردية.
بعد تجاربه الناجحة في صناعة الأفلام التسجيلية، أخرج الصعاليك، أول أعماله الروائية عام 1984. في 1990، أخرج أحد أهم أفلامه و ربما أقلها شهرة، البحث عن سيد مرزوق، و في 1991 توجت مسيرته السينمائية بفيلم الكيت كات، المأخوذ عن راوية الأديب المصري إبراهيم أصلان. في 1999، حاز فيلم أرض الخوف على جاىزة الهرم الفضي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، و حصل أحمد زكي على جائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم.
في 2001، عرض فيلم مواطن و مخبر و حرامي في دور العرض المصرية، و في 2010 أخرج داود عبد السيد رسائل البحر و الذي اختارته الدولة ليمثل مصر في الأوسكار لذات العام.
عرض فيلم قدرات غير عادية و هو أحدث أفلام داود عبد السيد لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، و من المقرر عرضه في شاشات السينما المصرية في 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *