أيحكم أحدكم باستمرار الشركة بين شريكين استحكم بينهما سوء الظن؟ أم يقول عدم الثقة المتبادل صائر لا محالة إلي ما لا تحمد عقباه ؟ وما يجب ان يكون الشعب المصري وحكامة مهما يكن شكلهما إلا شريكان, أساس عملهما يجب أن يكون الثقة المتبادلة, وموضوع الطاعة للقانون من جانب الشعب وحسن أداة الأعمال العامة من جانب الحكام, هما ثمرة سعادة الأمة.
نشعر كما يشعر الناس جميعا بأن الجفاء والتحرز اللذين كانا دائمي الوجود بين الشعب وبين الحكومات التي وليت أمره تباعا منذ قيام الثورة وإن كان قد تقلص أو كاد بسبب اقتراب الطرفين تارة ونفورهم تارة أخري, وذلك بفضل بعض الوزراء السابقين أو الحاليين الذين تم إضافتهم في الايام القليلة الماضية- يكثر ترداد رجال الشعب عليهم فيفاوضونهم في كثير من المصالح العامة. ولايحدث جديد. أما الآن وحيث ان اغلب الوزراء قد احتجبوا عن الناس ولا نعرف أسماء بعضهم من الباقين او الجدد- وانصراف هؤلاء عن الاهتمام بالشئون العمومية, واكتفي بعض الوزراء بقسطهم من النفوذ القليل, ورضوا بما يرميهم الإعلام من عدم الاشتغال بشيء في وزارتهم. وعليه قد حل عري تلك الصلة بين الحاكم والمحكوم وأفضي إلي الجفاء. وأخذت الحكومة تعمل في إدارتها علي ما تري من غير أن تجعل للناس شيئا معها في الأمر, إلا في النزر اليسير لاستيفاء الشكل العم للديمقراطية.