غلاء أسعار المواد الخام وإغراق السوق المصري بالسبح الصينية، مستجدان يهددان صناعة السبح اليدوية في مصر بالاندثار، بعدما ظلت مصر الأولى عالميا في تصنيع وتوريد السبح إلى كل دول العالم بما فيها أرض الحرمين الشريفين.
هكذا لخص يوسف طه عمران، صاحب إحدى ورش تصنيع السبح اليدوية في مصر، الحال الذى آلت إليه مهنته.
وفي حديثه للأناضول، لفت عمران إلى أن “المصريين أخذوا صناعة السبح عن تركيا في العهد الفاطمي حينما كانوا يشاهدونها في يد القادمين من الدولة العثمانية لتسبيح الله، وذاع صيت السبحة كمظهر من مظاهر التقوى”.
وتابع أن “المصريين بادروا بمحاكاة الفكرة، لكن أضافوا إليها تطعيم السبحة بالمعادن النفيسة لزيادة قيمتها، وأيضا ابتكار أشكال وأحجام مختلفة منها”.
الرجل الخمسيني لفت كذلك إلى أن ما يميز صناعة السبح المصرية عن نظيرتها الصينية كون الأولى تصنع بشكل يدوي، أما الثانية فتصنع عبر آلات ضخمة، بالإضافة إلى الخامات المستخدمة، فصناعة السبحة المصرية اليدوية تعتمد بالأساس على خامات نباتية وليست نارية (بلاستيك) كالتي تعتمد عليها الصين.
ومضى بالقول “نحصل على تلك الخامات النباتية من أشجار الأبانوس والعود والصندل وخشب كوك جوز الهند الذي استخدمه سيدنا نوح في صناعة سفينته”.
“ويعد العاج من أفخم وأندر الخامات الطبيعية التي نصنع منها السبح اليدوية ولكن لأنه مستخلص من جسد الفيل ما يتطلب قتل الفيلة لاستخراج العاج منها، أصبح تداول العاج محظورا ومن الصعب جدا العثور عليه، لذلك قد يصل ثمن السبحة المصنوعة من العاج لآلاف الجنيهات حسب حجمها”، يضيف عمران.
وفيما يتعلق بتطعيم السبح، أوضح عمران أنهم يستخدمون في سبيل ذلك أحجارا طبيعية بالإضافة إلى الفيروز (من الأحجار الكريمة) والفضة.
وقال: “أسعار السبح التي نتحدث عنها تبدأ من 500 جنيه (حوالي 70 دولارا أمريكيا) وقد تصل إلى بضعة آلاف، أما أسعار السبح الصينية فتبدأ من جنيه (حوالي 0.15 دولار أمريكي) ولا يتجاوز سعر الواحدة منها 5 جنيهات مصرية (حوالي 0.7 دولار أمريكي) فقط لا غير”.
وأضاف عمران أن “السبحة الصينية بعد فترة وجيزة للغاية تفقد لونها وتبدأ في التلف نظرا لأنها مضغوطة بماكينات وألوانها ليست طبيعية، أما المصرية فيستخدم فيها حجر عتيق تزيد قيمته مع الوقت ولا يتلف أبدا”.