Breaking News

بعد فوز اليسار بالبرلمان اليونانى..رياح جديدة تهب على أثينا لدعم الأقلية المسلمة و المهاجرين

بينما فاز حزب سيريزا – ممثلا عن اليسار – بالبرلمان اليوناني وتشكيل الحكومة ، لا تزال الصورة غير مكتملة ، وينقصها الإجابة عن السؤال الأبرز الذي ربما يكون هو الأكثر تداولاً الآن بين الأوساط المتابعة للشأن اليوناني من جهة ، و الأقلية المسلمة والمهاجرين من جهة أخرى : ماذا بعد صعود اليسار .. هل يبدأ ربيع المواطنين المسلمين والمهاجرين في اليونان ؟ أم تستمر موجات التطرف والتعنت ضد المسلمين بشكل خاص والأجانب بشكل عام ؟ .
(وقد صعد حزب سيريزا في الانتخابات البرلمانية اليونانية التي أجريت في الأحد الماضي ، وحصل على أغلبية المقاعد ، مما يمنحه أحقية تشكيل الحكومة الجديدة . بينما حصل حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ “الحاكم” على المركز الثاني في الأصوات ) .
رئيس الحكومة الجديد أليكسيس – تسيبراس رئيس حزب اليسار – محسوبًا على النشطاء اليونانين في مجالات حماية حقوق الإنسان والإغاثة ، وشارك أعضاء من حزبه في أسطول الحرية الذي سافر إلى فلسطين لإغاثة غزه بعد العدوان الاسرائيلي عليها واتهم اسرائيل بارتكابها جرائم في حق الفلسطينيين ، بجانب مواقفه المناهضة للتطرف ضد المسلمين في اليونان .

تسيبراس يحلف يمين الحكومة الجديدة

وتفتح سياسة اليسار الرافضة للتطرف والداعمة لتقبل الأخر ، الباب أمام إعادة النظر في سياسية الحكومات اليونانية السابقة مع الأقلية المسلمة والمهاجرين ، وبحسب خبراء في الشأن اليوناني لـ ONA فإن هناك “رياح جديدة” تهب الآن على أثينا والأقاليم اليونانية ربما تصب في صالح الأقيلة المسلمة وتعيد النظر في حقوق المهاجرين .
وقالت آنا ستامو ، القيادية في حزب الخضر اليوناني والمرشحة السابقة في انتخابات البرلمان الأوروبي ، إن صعود اليسار اليوناني على قمة الحكومة والفوز بأغلبية البرلمان يصب في صالح الأقلية المسلمة بشكل خاص والمهاجرين بشكل عام .
وقالت : ” في الواقع هي نتيجة سعيدة بالنسبة لنا .. أن أعرف شخصيًا أعضاء من الحكومة الجديدة عن طريق النشاطات المشتركة في الخدمات المجتمعية ومناهضة الظلم ” .
وأشارت ستامو لـ ONA إلى أن النتيجة تشير إلى الرياح الجديدة التي تهب على اليونان، ويسطع الأمل والحفاظ على كرامة الأقليات التي صوتت لسيريزا على نطاق واسع ، بعد اتساع رقعة المظلومين من التطرف السياسي ضد المسلمين وازدياد سوء المعاملة عبر الدعاية السلبية ، وخلط الحكومة عمدًا بين الأجانب المهاجرين وحقوق المواطنين الأصلين الذين يعتنقون الدين الإسلامي في اليونان .
anna


وشددت ستامو على أن الحكومات السابقة عززت أفكار الخوف من الإسلام ، بينما صعود اليسار يساهم في المساواة بين اليونانيين ومنح الأقليات الأمل للحصول على ما يستحقونه . مشيرة إلى أن سيريزا يمكن أن يعمل بشكل جاد لاستعادة القيم المفقودة جنبا إلى جنب مع النهوض بالاقتصاد .
وأضافت : “نتطلع إلى تجاوز اليونان الفترة العصيبة التي مر بها وأدت الى تراجع الاقتصاد وصعود المتطرفين وتفشي الانحطاط الأخلاقي بسبب الأزمة الاقتصادية مما تسبب في محاولات عزل المسلمين والأجانب .. وسأعمل على ضرورة تعليم وتربية النفس والنشأ لعودة اليونان لأصلها الحضاري لكي تصبح جسر بين الشرق والغرب .. وأنا وغيري من المسلمين اليونانيين مكسب في العمل السياسي والميداني لأننا أقوياء نقف على أرض صلبة ونسعى لفرض حقوقنا والقضاء على التمييز .. وهناك مَن يبحث عن التنوع ولن يحدث هذا إلا حينما يقتحم المسلمين العمل الميداني والسياسي “
من جانبه معلقًا على صعود اليسار قال الدكتور طارق رضوان أستاذ الأدب اليوناني والمستشار الثقافي المصري السابق في اليونان ، إن المجتمع اليوناني متعطش لسياسات جديدة ، لذلك اتجه الناخب بإرادته وصوّت لليسار بنسبة هي الأولى في تاريخه .
وتابع : ” بعد هذه النتيجة يجب أن يفتح حزب سيريزا ملف المهاجرين لليونان ، ويبحث في حقوقهم الاقتصادية ، بجانب اطلاق حرية الاعتقاد لهم .. حل هذه المشاكل العالقة خاصة استكمال بناء المساجد والدفع بتبني الحكومة الجديدة سياسة منفتحة على الشأن الإسلامي ، ربما يكون له دور كبير في استقرار الأوضاع الاقتصادية باليونان . فاليسار دائما مع قضايا الطبقات المتوسطة و العاملة وبالتالي من الطبيعي ان يقف مع المهاجرين الباحثين عن العمل ” .
وأوضح رضوان لـ ONA أن الاستقرار الاقتصادي يعني أن يكون المهاجرين والأقليات المسلمة جزءًا من المعادلة الوطنية باليونان ، وانصهارهم بشكل كامل داخل المجتمع والمؤسسات الاقتصادية يحفزهم أكثر على المشاركة في الانتاج .. هذا في النهاية وطنهم .. وطن المهاجر من بلده الأصلي ليبحث عن وضع اقتصادي أفضل في اليونان .
وأضاف : ” اذا نفذت الحكومة الجديدة خطة اعادة النظر للمهاجرين والمواطنين المسلمين ، فسوف يُحدث ذلك حالة من التنوع الثقافي داخل المجتمع اليوناني مما يصب في صالح استقرار اليونان من الناحية الاقتصادية خاصة وأن هذا التناغم المجتمعي يزيد من انتماء المهاجرين لليونان مما يدفعهم نحو الاخلاص في العمل للوطن الذي يمنحهم حقوقهم الاقتصادية والمجتمعية بجانب الدينية ” . مشيرًا إلى أنه عندما يقبل اليونانيون هذا التنوع يتبعه مباشرة استقرار العمالة الأجنبية مما يهدف الى بناء الدولة .. سيكون انتماء المهاجرين انتماء وطني وليس ديني في البلد الذي يمنحهم حقوقهم .


وأكد رضوان أن نتائج الانتخابات البرلمانية تشير إلى أن الناخب اليوناني سئم من تصرفات اليمين المتطرف وهو ما يعني أن المجتمع اليوناني قد تغيّر وأصبح أكثر قابلية بالانفتاح على الأخر . موضحا : ” القضية هنا لا تتعلق بالاسلام أوالانفتاح على المسلمين ، لكنّ القضية أعم ، وهي تغيّر سياسي داخلي ينعكس بدوره على الانفتاح الخارجي نحو التعامل بشكل مختلف مع القادمين من الخارج للبحث عن العمل وتحسين الظروف الاقتصادية ” .
وقال رضوان : ” جزء من الإشكالية نتحملها نحن بسبب ربط الدين بقضية المهاجرين ، يجب أن يحترم المهاجر عقيدة وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه .. ويجب أيضا أن نسأل أنفسنا هل نريد معالجة أزمة المهاجرين من الناحية الدينية أم الاقتصادية ؟ . المشكلة في أساسها اقتصادية ، وتعانى منها أغلب دول أوروبا بسبب الهجرات المتتالية من دول البلقان وشرق أسيا وافريقيا وهذا أمر يقلق أي دولة خاصة إذا كانت كاليونان التي تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة ومن ثم يجب علينا أن نضع الأمر في نصابه الصحيح بأن الأزمة اقتصادية وليست دينية ، وطالما أنها اقتصادية يجب على الحكومة الجديدة في اليونان وضع برنامج اقتصادي يتضمن كيفية الاستفادة من العمالة الأجنبية في بناء الدولة ” .
“في الوقت ذاته يجب ألا نتجاهل أن أغلب المهاجرين يعتنقون الدين الإسلامي ، لكنهم في النهاية سافروا لهدف اقتصادي وليس ديني ، ورغم ذلك على المجتمع والحكومة أن يسمحا لهم بممارسة شعائرهم بحرية بدون شن حملات إعلامية ومجتمعية مناهضة لهم ، أوتسخر مما يعتقدون به .. هذه أمور لا تبني دول تسعى إلى الانفتاح على الآخر للتكاتف من أجل بناء الدولة ” هكذا يوضح طارق رضوان رؤيته .
“نشطاء حزب سيريزا الفائز بالحكومة كانوا أول المدافعين عن الأجانب ضد هجمات اليمين المتطرف وهو الأمر الذي ربما يوضح صورة المرحلة المقبلة في التعامل مع الأقلية المسلمة والمهاجرين” . هكذا قال الكاتب الصحفي شادي الأيوبي – المحلل السياسي والمتابع للشأن اليوناني . موضحًا أن حزب سيريزا معروف بدفاعه عن الأجانب وحقوقهم المدنية والدينية .
وأضاف الأيوبي لـ ONA أن المهاجرين وفي القلب منهم المسلمون ، ينتظرون نظرة جديدة من الحكومة الحالية ، تكون أكثر إنسانية لملف المسلمين والمهاجرين .
وبحسب الأيوبي – المقيم في أثينا – فإن أعضاء من الحزب اليساري الفائز بالانتخابات قد شاركوا في أكثر من حملة لفك الحصار عن غزة وإرسال أدوية ومواد إغاثة إلى مناطق منكوبة في العالم العربي . مؤكدًا : ” الذي نطمح إليه هو قدرة الحكومة الجديدة عبر الأجهزة الأمنية على لجم المتطرفين وملاحقة المتورطين منهم في الهجمات ضد الأجانب”.
وتابع : ” للأسف الحكومات الماضية تركت الحبل على الغارب للمتطرفين اليمينيين حتى أرعبوا الأجانب وقتلوا وجرحوا أعدادًا منهم ، ولم تقم الحكومة الماضية بأي إجراء ضد هؤلاء المتطرفين إلا بعد أن قتلوا ناشطًا يونانياً كان يناضل ضدهم “.

 
وعما إذا كان صعود اليسار وتشكيل الحكومة الجديدة يصب في صالح استكمال بناء مسجد في أثينا ، قال الأيوبي أن هناك أمل في إتمام بناء مسجد في أثينا وحظ أكبر لإتمام البناء رسميا في الفترة المقبلة . مستدركًا : ” هناك تخوف من أن حزب اليونانيين المستقلين اليميني الراديكالي ، وهو شريك حزب سيريزا في الحكومة، قد يقوم بعرقلة المشروعات التي تخدم المسلمين والأجانب “.
وعن مدى تأثر العلاقات اليونانية مع مصر بخروج ساماراس الرئيس السابق للحكومة ، قال : ” أعتقد أن حكومة سيريزا ستكون في جميع الأحوال أقل صداقة للنظام المصري من حكومة ساماراس التي روجت له في الاتحاد الأوروبي وسعت لاعتراف العالم به .. ومن الواضح أن حكومة سيريزا ستكون أقل حماسة تجاه تطوير علاقاتها مع النظام المصري الحالي إلا في إطار ممارسة ضغوط على تركيا بهدف دفعها لتقديم تنازلات بشأن النزاع على المناطق البحرية بين الدول الثلاث واستغلال خيراته ” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *