كرمت الدكتورة هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عالم المصريات أحمد صالح مدير عام آثار أسوان بوزارة الآثار، وذلك خلال ندوة “إطلالة على التراث النوبي الثقافي والفني” التي نظمتها وكالة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
شهد الندوة، التي تأتي في إطار الأنشطة الطلابية وفعاليات الموسم الثقافي للكلية، الدكتورة خديجة الأعصر وكيلة الكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع وطلاب الجامعة والمهتمين بالتراث والتاريخ النوبي، وتضمنت الفعاليات فقرة فنية للفنان النوبي كرم مراد وعرضا لبعض المشغولات والحلی النوبية.
وأكد الدكتور أحمد صالح – خلال الندوة – أنه منذ بداية التاريخ المصري القديم لعبت النوبة دورا كبيرا في علاقتها بمصر، وظهر ذلك واضحا من نقش الشيخ سليمان بالقرب من الحدود المصرية السودانية، ويرجع هذا النقش إلى عصر الملك جر ثاني ملوك الأسرة الأولى، وهذا يعني أن الفراعنة الأوائل عرفوا أهمية النوبة باعتبارها الجار الجنوبي لمصر، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى في التعامل مع الجنوب الأفريقي بدأت في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد وتسمى مرحلة “الاستكشاف”.
وأضاف أن “مصر بدأت ترسل بعثات استكشافية لكشف البلاد الجنوبية ومعرفة أحوال سكانها وما تختزنه النوبة من ثروات اقتصادية، وكان الفراعنة يكلفون حكام أسوان بصفتهم حكام المقاطعة الأولى في صعيد مصر، ومن هؤلاء الحكام اري وحرخوف وميخو وسابني وببي-نخت”، لافتا إلى أنه من الملاحظ أن هناك شخصية مميزة ترافق هذه البعثات الاستكشافية وكان يطلق عليه لقب “ايميراعو” أي “المشرف على اللسانيات” ويبدو أن هذه الشخصية على دراية بلغة ولهجات النوبة وباللغات الأفريقية.
وأوضح أن النوبة طوال التاريخ الفرعوني استطاعت أن تلعب دورا جيدا في التجارة وأن تكون الوسيط التجاري بين مصر والمنتجات الأفريقية، مؤكدا أن النوبة بوابة مصر إلى أفريقيا عبر العصور، ولم يكن المصريون القدماء يعتبرون النوبيين غرباء عن أرض مصر،ة وهناك شخصيات نوبية استطاعت الوصول إلى كرسي الحكم في مصر مثل الملك “أمنمحات الأول” أول ملوك الأسرة 12 والدولة الوسطى.
وأكد أن أفريقيا تفخر بأول مملكة أفريقية وهي مملكة كرما النوبية، كما أن الباحث السنغالي “انتا ديوب” كتب كتبا كثيرة عن مركزية الحضارة الأفريقية واعتبر النوبة من أسس هذه المركزية ولهذا فإن النوبة يمكن أن تقوم بالتقارب العميق بين مصر وأفريقيا، كما يمكن لها ومعها الكنيسة المصرية القيام كذلك بدور كبير في تقارب وجهات النظر بين مصر ودول حوض النيل من خلال الدبلوماسية الشعبية وأن تشجع وزارة الخارجية على اشتغال النوبيين بالدبلوماسية وخاصة في الدول الأفريقية.