توافقت الآراء بين أعضاء لجنة الحكماء المعنية بعملية السلام الداخلي في تركيا، على اعتبار دعوة زعيم منظمة بي كا كا الإرهابية، عبدالله أوجلان قيادات المنظمة إلى عقد مؤتمر طارئ خلال فصل الربيع “لاتخاذ قرار تاريخي بالتخلي عن العمل المسلح”، بأنه إيجابي ويؤسس لصفحة جديدة في تاريخ تركيا.
وأكَّد عضو لجنة الحكماء عن منطقة البحر الأبيض المتوسط حسين يايمان أنَّ هذه الدعوة منتظرة وتؤسس لصفحة بيضاء جديدة في تاريخ تركيا، وستساعد في استكمال عملية السلام التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان.
أما عضو لجنة الحكماء عن منطقة بحر إيجة “طرخان أردم” فرأى أنَّ صدور بيان على لسان النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي “سري ثريا أوندر”، عقب اجتماع ضم نائب رئيس الوزراء يالتشين آق دوغان، ووزير الداخلية أفكان آلا، ونائبي رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي إدريس بالوكان وبرفين بولدان، يحمل مغزى كبيرا ومهما جداً من أجل التوصل لحل.
وقال أردم “من الممكن أن يعقد بي كا كا مؤتمره قبيل 21 آذار/مارس (عيد النيروز) وأن يتم الإعلان عن ترك السلاح في عيد النيروز، ومن ثم بحث الحقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاركة في الحياة السياسية”.
من جهته؛ لفت عضو اللجنة عن منطقة البحر المتوسط طارق تشلانك إلى التقدم الكبير الذي ستحققه عملية السلام في حال تخلي الـ بي كا كا عن السلاح، والتأثير الكبير لذلك على المشكلات في سوريا والعراق.
جدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و”عبد الله أوجلان” زعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابية المسجون مدى الحياة في جزيرة “إمرالي”، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقا وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.
وشملت المرحلة الأولى من المسيرة، وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً.وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع.
يشار إلى أن الحكومة التركية شكلت لجنة الحكماء في نيسان/أبريل من العام الماضي، بناءً على اقتراح تقدم به رئيس الوزراء التركي آنذاك، “رجب طيب أردوغان”، بحيث تكون جهة استشارية، غير صانعة للقرار، تقدم المقترحات والاستشارات في القضايا القومية، وعلى رأسها مفاوضات مسيرة السلام الداخلي.