Breaking News

أصداء دعوة أوجلان لإلقاء السلاح في وسائل الإعلام الأوروبية

أفردت وسائل الإعلام الأوروبية، مساحات واسعة في تغطيتها، للدعوة التي أطلقها “عبد الله أوجلان” زعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابية – المسجون مدى الحياة في تركيا- في وقت سابق أمس السبت، من أجل إقرار التخلي عن السلاح.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، خبرا قالت فيه: “حث عبد الله أوجلان، أتباعه على إنهاء الصراع المسلح المستمر منذ 30 عاما ضد تركيا، وقال أوجلان إنه يسعى من أجل صدور قرار تاريخي للتوصل إلى حل ديمقراطي”.
وذكرت “بي بي سي” دعوة أوجلان إلى “عقد مؤتمر في فصل الربيع، بهدف الإعلان عن إنهاء الحراك المسلح” ونقلت قوله “نحن في طور التوصل إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 30 عاما، في إطار سلام دائم، وهدفنا هو التوصل إلى حل ديمقراطي (..) أدعو لعقد مؤتمر استثنائي في الربيع لاتخاذ قرار تاريخي واستراتيجي حول إنهاء الصراع المسلح على أساس المبادئ المشتركة المتفق عليها، إن هذا البيان هو إعلان نوايا تاريخي لإحلال السياسة الديمقراطية مكان الصراع المسلح”.
من ناحيتها، أشارت صحيفة “زود دويتشه تسايتونج”، الألمانية، في خبر نشرته على موقها، إلى أن أوجلان دعا لإلقاء السلاح المحمول ضد تركيا، وطالب بإنهاء العمل المسلح ضد الحكومة التركية، في جنوب شرقي البلاد.
ووصفت الصحيفة دعوة أوجلان، بـ “القرار الاستراتيجي والتاريخي”، الذي يلقي بالعمل المسلح جانباً، ويتجه إلى التحول نحو النضال السياسي الديمقراطي، ما ينهي حالة الصراع القائم منذ “30 عاماً بين المتمردين الأكراد والحكومة التركية”. 
بدورها، كتبت صحيفة “راينش بوست” الألمانية تحت خبرها الذي حمل عنوان “أوجلان أراد من بي كا كا التخلي عن السلاح”، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رحب بتلك الدعوة، مؤكدا أهمية تطبيقها.
أمّا صحيفة “زينت”، فعلقت على خبرها بعنوان ” أنصار بي كا كا سيتخلون عن السلاح”، قائلة “يمكن أن تنتهي الاشتباكات التي دامت لسنوات في تركيا”، مشيرةً إلى أن دعوة أوجلان تلك ساهمت في دفع مرحلة السلام الداخلي نحو الأمام.
وفي هولندا، عنونت قناة “NOS” خبرها حول دعوة أوجلان بعبارة “بي كا كا ستتخلى عن السلاح”، لافتةً إلى اللقاء الذي جمع بين بعض الوزراء في الحكومة التركية ووفد حزب الشعوب الديمقراطي، وإلى دعوة أوجلان أنصار بي كا كا إلى التخلي عن السلاح.
كما نقلت القناة في خبرها تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين آق دوغان، التي قال فيها إن “التخلي عن السلاح سيسهم في دفع التطور الديمقراطي بتركيا”، مبينةً أن مرحلة السلام الداخلي انطلقت في تركيا عام 2012.
من جانبها، أعلنت وكالة أنباء “ANP” الهولندية، في خبر لها، قيام زعيم منظمة “بي كا كا” أوجلان من محبسه، بدعوة أنصاره لعقد اجتماع من أجل التخلي عن السلاح، مشيرةً إلى قراءة نائب من حزب الشعوب الديمقراطي لتصريحات أوجلان عبر التلفاز، مؤكدةً أن تخلي بي كا كا عن السلاح سينهي أجواء الاشتباكات التي استمرت ثلاثين عاماً.
ونوهت الوكالة إلى دعوة أوجلان لعقد مؤتمر في فصل الربيع من أجل التخلي عن السلاح، مضيفةً أن الاشتباكات التي استمرت منذ عام 1984 أسفرت عن مقتل أكثر من أربعين ألف شخص.
إلى ذلك،  قال التلفزيون النمساوي الرسمي “ORF” في خبر حمل عنوان “أوجلان دعا بي كا كا للتخلي عن السلاح”، إن “دعوة عبدالله أوجلان في السجن لأنصاره من أجل التخلي عن السلاح، أظهر أملاً جديداً لإنهاء التمرد الكردي المتواصل منذ سنوات في تركيا”.
وأشار الخبر إلى أن تركيا دخلت في مرحلة السلام الداخلي التي تؤسس لسلام نهائي بعد صراع دام قرابة 30 عاماً، مؤكداً أن قرار بي كا كا التخلي عن السلاح “سيكون قراراً استراتيجياً وتاريخياً”.
وكان أوجلان دعا قيادات المنظمة إلى عقد مؤتمر طارئ خلال فصل الربيع “لاتخاذ قرار تاريخي بالتخلي عن العمل المسلح”.
وجاء ذلك على لسان البرلماني التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي “سري ثريا أوندر”، في تصريح صحفي أمس السبت، عقب حضوره اجتماعا ضم نائب رئيس الوزراء يالتشين  آق دوغان، ووزير الداخلية أفكان آلا، ونائبي رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي إدريس بالوكان وبرفين بولدان، تمحور حول المرحلة التي وصلت اليها مسيرة السلام الداخلي الرامية لإنهاء الإرهاب وإيجاد حل جذري للقضية الكردية.
وأوضح أوندر أن  الرؤية الأساسية لأوجلان حول النقطة التي وصلت إليها عملية السلام الداخلي هي على الشكل التالي: “ونحن ننتقل من مرحلة الصراع التي دامت 30 عاما إلى السلام الدائم؛ فإن هدفنا الرئيسي هو التوصل إلى حلّ ديمقراطي. أدعو بي كا كا إلى عقد مؤتمر عام طارئ خلال أشهر الربيع لاتخاذ قرار تاريخي واستراتيجي يستند إلى التخلي عن الكفاح المسلح في ضوء المبادئ التي تم الاتفاق فيها على الحد الأدنى المشترك. وهذه الدعوة هي إعلان نوايا تاريخي بشأن حلول السياسة الديمقراطية محل الكفاح المسلح”.
جدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و”عبد الله أوجلان” زعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابية المسجون مدى الحياة في جزيرة “إمرالي”، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقا وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.
وشملت المرحلة الأولى من المسيرة، وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *