قال مجلس حكماء المسلمين برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن جسد الأمة الإسلامية لم يعد يتحمل مزيدا من الارتفاع فى درجة حرارته التى تتصاعد نتيجة تزايد حدة الاحتراب والاقتتال بين مكونات المجتمعات المسلمة.
ذكر المجلس فى بيان، اليوم الثلاثاء: “نتابع ما جرى فى اليمن الشقيق، خلال السنوات القليلة الماضية، من أمور تدمى القلوب وتوجع الأرواح، ولا ترضِى الله ولا رسوله”.
وأضاف المجلس: “زاد من فداحة المأساة ومرارتها وبشاعتها إصرار فصيل على العبث بسلم اليمن واستقراره، سعيا وراء السلطة مما دفعه إلى رفض كلِّ المبادرات والمساعى السلمية، وتعطيل جميع الحلول السياسية المقترحة التى كان من ضمنها المبادرة الخليجية التى لاقت دعما كبيرا على كل المستويات الدولية”.
وتابع: “لقد انقلبت هذه المجموعة على ما تبقى من ملامح الدولة، متوسلة الإكراه وإرغام الآخرين بقوة السلاح لفرض هيمنتها على مقدرات البلاد والعباد، كان منها اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، واحتجاز رئيسها الشرعى، ومن ثم الزحف إلى بقية المناطق لنشر الخراب والدمار دون خوف أو وجل من سفك الدماء وتمزيق البلاد وزجها فى حرب أهلية قد لا تكون لها نهاية”.
وشدد المجلس على رفضه منطق إحكام سيطرة فئة من المجتمع على بقية الفئات بقوة الحديد والنار هو منطق الظالمين، الذين لا يرعون إلا مصالحهم الشخصية التى يقدمونها على مصلحة الوطن، مؤكدا دعمه المطلق لأى جهود من شأنها وضع حد للدماء النازفة والخراب الشامل والشر المستطير فى أى بلد عربى مسلم، ويرى أهمية دعم وحماية الشرعية باليمن، حفاظا على السلم والاستقرار.
ودعا المجلس جميع الأطياف الممثلة للشعب اليمنى إلى الابتعاد عن الاصطفاف المذهبى أو الطائفى، محذرا من الانجرار خلف مخططات سياسية لا تحمَد عقباها، مناشدا اليمنيين بالاحتكام إلى العقل والنأى بأنفسهم عن كل ما يؤجج الصراع ويشعل نار حرب أهلية.
وطالب المجلس بالعمل على وأد جميع النزعات الطائفية التى تهدد استقرار ووحدة شعب اليمن، من أجل عدم الدخول فى حرب طائفية يراف فيها مزيد من دماء المسلمين.
ودعا أعضاء المجلس جميع الغيورين على مصير ومستقبل العرب والمسلمين الوقوف صفا واحدا، والعمل كتفا بكتف من أجل نزع فتيل الأحقاد، وتعطيل الفتن وإخماد الحرائق المشتعلة، وتكاتف الجهود لحماية استقلال وعروبة اليمن.