برعاية فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتحت إشراف الدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري، عقدت اليوم الثلاثاء بديوان وزارة الموارد المائية، ندوة لعلماء ودعاة الأزهر، بهدف إعدادهم لتوعية المجتمع المصري بأهمية الحفاظ على المياه، ونشر ثقافة ترشيدها واستهلاكها.
قال حسن خليل الباحث الشرعي بالأزهر الشريف، إن الماء من أهم أساسيات الحياة، حيث قال الله تعالى:” وجعلنا من الماء كل شيء حي”، فهو من أعظم نعم الله تعالى علينا، كما أنه مكون أساس من مكونات جسم الإنسان.
وأضاف خليل أن الله عز وجل، ذكر الماء في 63 آية، وهي دلالة واضحة على أهمية الماء، وضرورة الحفاظ عليها، وقد نهى الإسلام عن الإسراف والتبذير في استخدامها، داعيًا علماء الأزهر إلى توعية الناس في المساجد والنوادي والمدارس والمعاهد وتبصيرهم بهذه المعاني.
من جهته، قال خالد محمد وصيف رئيس الإدارة المركزية للتوعية والارشاد المائي بوزارة الموارد المائية والري، إن مساحة مصر مليون كم مربع، بما يساوي 238 مليون فدان، ولا يزرع منها إلا 8 مليون فدان، وذلك بسبب عدم وجود مياه كافية لزراعة أكثر من ذلك، مضيفًا أن مصر تعد من الدول الفقيرة مائيًا، وهو ما يحتم على الجميع الحفاظ على المياه.
ومن جهة أخرى، أوضح وائل خيري، رئيس الإدارة المركزية لمشروعات التعاون الثنائي لدول حوض النيل، أن الحفاظ على المياه ليست مسؤولية وزارة الموارد المائية منفردة، بل هي مسؤولية كل المصريين، ودور الأزهر الشريف وعلمائه في ذلك مهم جدا لتوعية المصريين بضرورة تحمل هذه المسؤولية.
وأشار خيري إلى أن جنوب السودان تمثل أهمية خاصة لـ مصر؛ حيث إن بها أكبر فاقد من المياه في حوض النيل، وأن مصر تقوم بالعديد من المشروعات في دول حوض النيل، لأنها تؤمن بالأهمية الاستراتيجية لعلاقاتها بهذه الدول، كما يقوم الأزهر بدور مهم في هذه العلاقات من خلال البعثات الأزهرية المنتشرة في هذه الدول.
وقدم محمد البنداري حجاب مدير التصميمات وسلامة المنشآت شرحًا لعدة مفاهيم مهمة حول المياه والري، كما قدم نبذة تاريخية عن منشآت الري منذ عهد الفراعنة وحتى العصر الحالي.
تأتي الندوة ضمن بروتوكول تعاون تم توقيعه بين الأزهر الشريف ووزارة الموارد المائية والري، لنشر التوعية المائية بقضايا المياه وضرورة ترشيدها والحفاظ عليها في ظل محدودية حصة مصر من المياه، يأتي ذلك في إطار اضطلاع الأزهر الشريف بدوره المنوط به دعويًا ووطنيًا واجتماعيًا وثقافيًا، وجهوده في مجال التوعية الفكرية للمواطنين بضرورة المحافظة على نهر النيل، حيث حضر الندوة 100من وعاظ وعلماء الأزهر الشريف.