استقبل اليوم الأربعاء الموافق 1 ابريل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي، للاستماع إلى رؤية الأزهر الشريف حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، والتعرف على جهود الأزهر في مواجهة التطرف و الإرهاب.
قال فضيلة الإمام الأكبر، إن الأزهر الشريف يقوم بالحفاظ على تراث المسلمين، الذي يتسم بالوسطية والاعتدال، من خلال مؤسساته التعليمية والدعوية، موضحًا أن منهج الأزهر ورسالته قائمة على التعددية الفكرية والمذهبية؛ لذلك لا يوجد من بين المتطرفين والمتشددين مَن تخرج من الازهر الشريف، لأن فكر هذه الجماعات يعتمد على الإقصاء والتكفير، بينما يعتمد المنهج الأزهري على التعدد وقبول الآخر، ومزج التراث القديم بالنظريات الحديثة.
وأوضح فضيلته أن الرؤية الشاملة للأزهر تعمل على إقرار السلام على كافة المستويات، كما أن فلسفة الأزهر تقوم على إيجاد صيغة تفاهمية لإزالة الخلافات بين السنة والشيعة، والأزهر الشريف قام في ديسمبر الماضي بعقد مؤتمره العالمي في مواجهة التطرف والإرهاب، والذي دعي إليه رموز علماء السنة والشيعة، ورؤساء الكنائس الشرقية، وبعض الطوائف الأخرى، وفيه أعلن الأزهر موقفه الواضح والرافض لتهجير الأقليات، مؤكدًا أن المسلمين وغيرهم على أرض الشرق متساوون في الحقوق والواجبات.
كما أكد فضيلته أن الإسلام بريء من الإرهاب ومن الجماعات المسلحة والميلشيات الطائفية التي تمارس القتل والذبح، فسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – لم يبعث بالسكين بل بعث رحمة للعالمين، موضحًا أن الأزهر سيحضر مؤتمرًا يجمع بين حكماء الشرق والغرب في مدينة فلورنسا الايطالية خلال مايو المقبل، لبحث حلول للمشاكل العالمية القائمة، وإيجاد صيغة للتعاون بين الحضارتين الشرقية والغربية.
وأشار الإمام الأكبر إلى جهود بيت العائلة المصري، في نشر ثقافة السلام والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين في مصر،حيث تنبثق منه عدة لجان، منها لجنة تقوم بتنقيح مناهج التربية والتعليم لاستبعاد مايمكن أن يثير الفتنة، ولجنة للمصالحة تعمل على معالجة المشاكل بين كافة أطياف المجتمع، وقد تم رصد بعض التدخلات الخارجية المقصودة لاحداث الاضطراب في الداخل المصري، ونجح بيت العائلة في مواجهتها.
وأكد فضيلة الإمام أن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة تسهم بشكل كبير في اضطراب المنطقة وتقف عائقًا في وجه إحلال السلم العالمي بالازداجية والكيل بمكيالين في كثير من القضايا الإقليمية والدولية، وفي الوقت الذي تعلن دعمها للتحالف العربي ضد الجماعات الحوثية، تدعم على الجانب الآخر قوى إقليمية تمول وتساند هذه الجماعات، وتعبث بأمن منطقة الخليج، ولن يقابل هذا العبث إلا بالمقاومة مهما كان الثمن، وتساءل فضيلته: هل الولايات المتحدة على استعداد أن تغير سياساتها، وتستمتع إلى رأي الحكمة ؟
وأعلن فضيلة الإمام أن الأزهر على استعداد للتعاون الثقافي والعلمي، لإيصال صوت الأزهر الشريف إلى الشعب الأمريكي وإلى العالم كافة، مضيفًا أن الأزهر سوف يقوم قريبًا بإطلاق فضائية تحمل صوت الأزهر الشريف وفكره المعتدل إلى العالم أجمع، موجهًا الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعمها لجهود الأزهر الشريف في هذا الصدد.
من جهته أعرب الوفد الأمريكي عن سعادته بوجوده في أعرق مؤسسة إسلامية في العالم، مؤكدًا حرص الولايات المتحدة على الاستماع إلى صوت الأزهر الذي يمثل صوت الوسطية والاعتدال، وقد وجه الوفد الشكر لفضيلة الإمام على شفافيته في تقديم النصح إلى الولايات المتحدة، ووعدوا بإيصال صوت الازهر إلى الإدارة الأمريكية.