اني ارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها واني لصاحبها,هذه المقولة للحجاج بن يوسف الثقفي أفتتح بها مقالي لحزني العميق علي ما وصل إليه حال الإعلام المصري من سفاهة الإعلاميين وتفاهه المحتوي وخلق جوا من الجدال عمدا لقضايا وهميه ليس لها اي وجود سوي في عقولنا المظلمة .
فمن هو ” إسلام البحيري” وما هي خلفيته ومرجعيته ليثار حوله هذا الجدل فبعد قضائي17 عاما في مهنه الإعلام تعلمت علي أيدي أساتذتي قبل أختياري لأي موضوع لنقاشة في برامجي التي أشرف برئاسة تحريرها أسأل نفسي ومقدم المقدم سؤالا ماذا نريد من وراء هذا الموضوع أو هذا الملف ؟ وإذا تحقق الهدف نجحنا وإذا لم يتحقق فشلنا ؟
وهنا أتسأل ما هي الأهداف الحقيقية وراء طرح إسلام البحيري وقناه القاهرة والناس لتلك الموضوعات والأهم في تلك الحقبه الزمنية التي لا تمر بها مصر فقط وإنما البلاد العربية والإسلامية أجمع ؟ ماهي الفوائد من وراء فتح تلك الملفات في هذه التوقيتات عبر السماء والقنوات المفتوحة ؟هل الهدف زعزعة الثقة في خيرة آئمة الدين الإسلامي ، أم الهدف في التشكيك فيما أبعد من ذلك وفتح باب الإجتهاد للعامة كلا حسب فكرة وثقافته و مستوي تعليمه ؟
والأدهش من ذلك هي تلك المساحة الإعلامية التي قام الإعلام المصري بسذاجته المعتادة من إعطاء مساحات أكبر علي كافة القنوات الفضائية لهذا الجدال ليزيدوا بغبائهم الإعلامي والمهني من إنتشار أفكاره وخلق حالة من الجدال في الوسط المجتمعي بين مؤيد إسلام البحيري ومعارض له وترك القضية الأساسية وهي مغذي وفحوي ما يعرضه هذا الشخص ومن وراءه بل وصل بنا الحال لتحويل القضية بغباء أشد وأعم لقضية حرية الرأي والعقيدة ؟ في الوقت الذي حاول البعض منهم الزج بمؤسسة الأزهر الشريف في القضية ومطالبته بمناظرته ؟ اي مناظرة يطالبون بها واين معاييرها وهل ستصبح مناظرة أم تنقلب لمجادلة الفرق شاسع بينهما ؟؟
فأي زمن هذا الذي يحصد هذا الجهل والأميه الإعلاميه ؟ لأنه للأسف لو وقفنا مع أنفسنا لحظة صراحة مع النفس امام مرآه لأكتشفنا إن الإعلام المصري أصبح مهنه من لا مهنه له ؟ وأصبح السبيل الوحيد للثراء السريع ؟ وأصبح الإشتغال بمهنه الإعلام حلم يراود الشباب الآن للأسف ؟ بل واصبح جاذبا لترك العديد من الشباب المصري لعمله الأصلي بعد نجاحة وقضائه العديد من السنين بل وتحقيق أهدافه سعيا وراء الشهرة والعمل الإعلامي ؟
أري فتيات يعتصر قلبي حزنا عليهم لإعتقادهم بأنه بإظهار مفاتنهم وكثرة التعري الجسدي يزيد من فرصتهن في الإلتحاق بقطار الإعلام الوهمي .
أري وجوها يعرفها الجميع لا تصلح للظهور علي الشاشة ولكنه المال يا عزيزي أصبح الآن المتحكم في إختيار مقدمي البرامج ومن يملك يحكم وأصبح شعار الإعلام المصري الأن
” ماحكم في إعلامه بماله ما ظلم”
ولا اعفي الدوله من مسئوليتها علي إنتشار هذا الفساد الإعلامي والفوضي التي ستكون الدوله أول جانيه لثماره إذا لم تسرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بدعم وتطوير إعلام الدوله .
للأسف الدولة تعيش في غيبوبه أيضا مثلها مثل مؤسسات كثيرة لا تدرك خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد إلا من رحم ربي من السادة الإعلاميين الذين يعدون علي أصابع اليد وللأسف معتم عليهم عمدا ….
يا سادة دقت طبول الحرب ومصر مقبله بلا محاله علي حرب شرسة وراجعوا خطابات الرئيس الأخيرة وطابقوها بمواد الدستور ستجدون أن الرئيس يشير بأصابع يديه ورجليه وجف جوفه من شرح خطورة الموقف الحالي التي تتعرض له البلاد ولا حياه لمن تنادي .
لأنه للأسف يا ريس ينقصنا سلاحا هاما يجب تاهيله وظهيرا أكثر أهميه من السلاح والمعدات وهو الظهير الإعلامي الذي للأسف مازال يلعب ضد التيار وبعيدا عن المشهد .
أري وجوها قد أينعت علي شاشات التلفاز العام والخاص وحان وقت قطافها.
الاعلام .. الإعلام .. الإعلام