يعقد الآن مؤتمر صحفى للرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره اليونانى، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية، اليوم الخميس، بروكوبيس بافلوبولوس، رئيس جمهورية اليونان فى زيارته الأولى إلى مصر بعد توليه رئاسة البلاد.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيسان عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى رحب بنظيره اليونانى مقدما له التهنئة على توليه رئاسة اليونان، مشيدًا بالعلاقات التاريخية القوية والمتميزة التى تجمع بين البلدين، والتى يتعين تعزيزها وتنميتها فى كل المجالات، فضلًا عن إعطائها دفعة قوية لمواجهة التحديات المختلفة، مؤكدا أن تدشين علاقات قوية مع اليونان يعد بُعدًا ثابتًا فى السياسة الخارجية المصرية.
ومن جانبه، أعرب الرئيس اليونانى عن سعادته بالتواجد فى مصر والالتقاء بالرئيس لعقد مباحثات هامة بالنسبة لكلا البلدين، مشيرا إلى العديد من الفرص السانحة لتعزيز العلاقات بينهما، ومنوها بالدور الرائد الذى تقوم به مصر فى منطقتى الشرق الأوسط والمتوسط.
وفى هذا الصدد، أشار الرئيس اليونانى إلى أهمية تفعيل التعاون بين البلدين فى الأطر الإقليمية والدولية للتغلب على المشكلات التى تواجهها المنطقة، مضيفا أنه يمكن استثمار العلاقات المتميزة التى تجمع بين بلاده وكل من مصر وقبرص لدفع التعاون بشكل وثيق مع بعضها البعض ومع دول المتوسط الأخرى، بما يساهم فى تشكيل سياسة خارجية وأمنية متماسكة للاتحاد الأوروبى إزاء دول جنوب المتوسط، وتعزيز البُعد المتوسطى فى سياسة الجوار الأوروبية.
كما أعرب الرئيس اليونانى عن تطلع بلاده لتعزيز تعاونها مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب، الذى تتعين مواجهته للحيلولة دون انتشاره، معبرا عن إدانة بلاده واستيائها الشديد جراء حادث اغتيال المواطنين المصريين الأبرياء فى ليبيا.
فيما أشار الرئيس السيسى إلى أن التحولات التى تشهدها المنطقة تعد خطيرة للغاية وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولى لمواجهتها وفى مقدمتها الإرهاب الذى لا يتعين أن تقتصر مواجهته على الجوانب الأمنية فقط ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية والتعاون فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى، معربًا عن تقدير مصر لتفهم اليونان والدول الأوروبية الصديقة لمصر لحقائق الأوضاع فيها، مُقدرًا المواقف اليونانية إزاء مصر فى الاتحاد الأوروبى وكذا فى الأطر المتوسطية والمحافل الدولية.
وعقب الرئيس اليونانى على ذلك بأهمية توافر مزيد من التفهم داخل الاتحاد الأوروبى لطبيعة التحديات التى تنفرد بمواجهتها منطقة جنوب المتوسط، وكذا لحاجة دول الجوار الجنوبي إلى إطار زمنى يتناسب مع التغلب على هذه التحديات ومواصلة مرحلة التحول الديمقراطى.
وعلى الصعيد الثنائى، أشار الرئيس السيسى إلى ما تزخر به مصر من فرص واعدة يوفرها موقعها الجغرافى المتميز حيث تمثل بوابة لإفريقيا، ومعبرًا نحو دول الخليج العربى، فضلًا عن ترحيب مصر باستقبال المزيد من الاستثمارات اليونانية فى ضوء العلاقات المتميزة بين البلدين، موضحا أهمية ترفيع مستوى اللجنة المشتركة بين البلدين التى عقدت دورتها الثامنة العام الماضى لاسيما فى ضوء اتفاق الجانبين على استمرار التشاور والتنسيق فى كل المجالات، منوها إلى أن افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة وتنمية منطقة القناة سيكون من شأنه تيسير حركة الملاحة الدولية وسيوفر إمكانيات كبيرة للاستثمار، موجها الدعوة للرئيس اليونانى للمشاركة فى حفل افتتاح القناة.
وأشار الرئيس اليونانى إلى أن بلاده تسعى لتعزيز وزيادة استثماراتها فى مصر أخذا فى الاعتبار أن اليونان تعد رابع أكبر الدول الأوروبية المستثمرة فى مصر باستثمارات تبلغ 4 مليارات يورو، كما أن لديها 180 شركة يونانية عاملة فى مصر، مضيفا أن بلاده تتطلع أيضا لتعزيز التعاون فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والتبادل الثقافى، معربًا عن عميق شكره وتقديره للرئيس لما تلقاه الجالية اليونانية المقيمة فى مصر من رعاية واهتمام بالغ.
ونوه الرئيس اليونانى إلى مستحقات العاملين المصريين التأمينية لدى الحكومة اليونانية، مشيرًا إلى أهمية صرفها لهم فى أقرب فرصة ممكنة، مؤكدا أنه سيتابعه مع الوزارات اليونانية المعنية عقب عودته إلى بلاده.
وشهد اللقاء اتفاقا حول استمرار التشاور بين الجانبين بشأن ترسيم الحدود البحرية.
كما توافقت رؤى البلدين حول أهمية إيجاد أفق سياسى للأزمة السورية بما يحافظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية ويعيد للشعب السورى أمنه واستقراره، مع التحذير من مغبة ترك الأوضاع فى سوريا دون تسوية لما سيكون لذلك من تداعيات سلبية على منطقتى الشرق الأوسط والمتوسط.
وأكد الرئيس السيسى أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية فى المنطقة، منوها إلى أن تسويتها ستساهم فى تغيير الواقع الإقليمى إلى حد كبير، منوها بأهمية تقديم ضمانات للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بما ييسر استئناف المفاوضات وصولًا إلى حل الدولتين.
وأشار الرئيس اليونانى إلى موقف بلاده الثابت إزاء القضية الفلسطينية وتأييدها لحل عادل لها على أساس حل الدولتين.
وفى إطار العلاقات المصرية – الأوروبية، نوَّه الرئيس اليونانى إلى اهتمام بلاده بتطوير سياسة الجوار الجنوبى التى تعد بُعدا أساسيا فى سياسة الجوار الأوروبى، والتى يتعين أن تشهد طفرة فى عدد من مجالات التعاون من بينها مواجهة التحديات الأمنية والطاقة وموضوعات الهجرة.
وقد شهد اللقاء تأكيدا على أهمية مراعاة الأبعاد الاقتصادية فى سياسة الجوار الجنوبى، لاسيما فى ضوء التحديات التى تواجهها تلك الدول.
كما أشار الرئيس اليونانى إلى القمة الطارئة التى يعقدها اليوم الاتحاد الأوروبى بشأن موضوع الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أهمية تحقيق قدر أكبر من التعاون بين دول شمال وجنوب المتوسط، وكذا تطبيق سياسة الهجرة التى أقرها الاتحاد الأوروبى فى عام 2008 بشكل كامل.
وأكد الرئيس السيسى على أهمية ربط الهجرة بتحقيق التنمية فى دول جنوب المتوسط والدول المصدرة للهجرة بما يساهم فى القضاء على الأسباب الاقتصادية التى تدفع المهاجرين إلى الهجرة غير الشرعية والتى تودى بحياتهم فى النهاية على غرار حادث غرق المهاجرين الأفارقة قبالة السواحل الليبية مؤخرًا، مضيفًا أن مصر تستضيف حوالى خمسة ملايين لاجئ وتتطلع لمعاونة المجتمع الدولى لها لتوفير احتياجاتهم المعيشية والصحية والتعليمية.
وأكد الرئيس اليونانى أن الاتحاد الأوروبى والمجتمع الدولى عليهما مسؤولية لتقديم المساعدات اللازمة لحل مشكلات اللاجئين فى الدول المستضيفة لهم.