فى السابع عشر من الشهر السابع للعام الوردى ، تُشرقت شمس النُهى فى الأفق بلونها الذهبى ، تُبهج الناظرين ، وتسرهم ، تهل نسمة هواء تُشفى العليل وتطلق قيد الأسير، ويُشرق الصباح على الدنيا بالجمال الخلاب ، وتتزين الورود بقطرات الندى الفضية التى سرعان ما تذوب من جمال الورد ، تتمايل الزهور وقتها على نغمات العصافير .
هى “……..” تسير فى طريق ملأته إشراقات مضيئة بين شواطئ العمر الجميل ، إنها زهرة يانعة تجذب العيون إليها ، تسلب القلوب دون أن يستطيع قلب الإقتراب منها خشية أن ينال دلالها وشموخ كبريئها منه ، لكن صفاء “الأسما ” فى إسمها وكأن شفتاى تعزف سمفونية “بنات شيراز ” حين أُردد حروف إسمها ، إنها حلمٌ جميل لا أكاد أفيق منه أبداً ، أراها تخطوا خطوات كنغم تتراقص لها نبضات قلبى ، كثيراً ما شرد خيالى فى ضياء عيونها ، حتى أنى أكاد أرى بهما سحر يفوق الواقع ، ويعلو الخيال ، جمال الطبيعة يظهر فى جبينها وكأنها قمر ليلة التمام ، يأخذنى الشرود إلى عالم تُوجت فيه لتبنى مملكة هى فيها الأميرة ، يزداد بها الأمل ، دائماً يهتف إلى قلبى أن موعد اللقاء قد أوشك على الإقتراب ، أعيش مع القمر متأملاً لحظات القُرب .
هى “……” جعلتنى أهديها بعض كلمات ،إستقيتها من أشعار عربية ، فرأيت أنى لا أجد أى شى أهديه أياها وكل شى ليدها ، فلم أجد إلا روحى المرهونة بين يديها و أجد شفتاى تنطق كلمات لبنانية ، وكأن أبو الماضى قد نسجها وأهدانى أياها لاقول لها :
أيّ شيء أهدي إليك … يا ملاكي، وكلّ شيء لديك؟… أسوار؟ أم دملجا من نضار؟… لا أحبّ القيود في معصميك… أم خمورا ؟ وليس في الأرض خمر… كالتي تسكبين من لحظيك … أم ورودا؟ والورد أجمله عندي…. الذي قد نشقت من خدّيك… أم عقيقا كمهجتي يتلظى؟…. والعقيق الثمين في شفتيك…. ليس عندي شيء أعزّ من الروح… وروحي مرهونة في يديك .