ترى صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية ان العودة القوية لرئيس الوزراء البريطاني، زعيم حزب “المحافظين”، ديفيد كاميرون، إلى “10 داونينج ستريت” بعد فوزه بالأغلبية المطلقة في مجلس العموم تعد بمثابة تسونامي انتخابي قلب كل المعطيات في المملكة المتحدة.
واشارت الصحيفة الفرنسية ان التحدى الحقيقى الذى تواجهه بريطانيا يتمثل فى مدى تماسكها لاسيما بعدما حقق الحزب القومى الاسكتلندى – المؤيد للاستقلال عن بريطانيا – فوزا كبيرا بحصده 56 مقعدا فى البرلمان.
وذكرت ان كاميرون المنتصر حرص على التأكيد على وحدة الامة البريطانية ووحدة الدولة ، الامر الذى قد يتطلب إعادة تنظيم الوضع السياسى لبريطانيا مضيفة ان الثمن الى ينبغى دفعه لاجل الوحدة يذهب فى صالح التوجه نحو الابقاء على بريطانيا عضوا فى الاتحاد الاوروبى خصوصا ان الاسكتلنديين جعلوا من الانسحاب من الاتحاد خطا احمر يكفى لتبرير طلبهم بالانفصال عن بريطانيا.
ومن جانبها، قالت صحيفة “لوموند “الفرنسية إن فوز حزب “المحافظين” البريطانى، بزعامة رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، بالانتخابات العامة بعد حصوله على أغلبية مقاعد مجلس العموم البريطانى يثير قلق أوروبا
وأضافت الصحيفة، أن نتائج الانتخابات تؤكد أن حزب (المحافظين) هو القوة السياسية المهيمنة في بريطانيا، وأن كاميرون يلزمه الكثير من الهدوء والمهارة لينهى فترته الثانية ليحقق ما يتمناه، وتنفيذ وعده الانتخابى الأساسى، الذي يقضى بتنظيم استفتاء يقرر البريطانيون، من خلاله، نهاية 2017، موقفهم من الاتحاد الأوروبى.
وهو الأمر الذى دعت إليه صحيفة “ديلى إكسبريس” المصابة بـالخوف المرضى من الاتحاد الأوروبى، حسبما وصفتها «لوموند»، حيث طالبت “كاميرون في صيغة أمر سلطوى: الآن امنحنا التصويت على الاتحاد الأوروبى
وقدمت “لوموند” سيناريوهين محتملين: الأول، وهو الأكثر هدوءاً، والمرغوب به ويقضى بأن يصوت البريطانيون بأغلبية طفيفة لصالح أوروبا بعد مفاوضات مع بروكسل،
وفقاً للسيناريو الثانى تنتصر “لا” في استفتاء 2017، وهكذا لا تخرج فقط المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى، ولكنها من المحتمل ألا تظل مملكة متحدة
وأضافت أنه في حالة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فإن استفتاء آخر سيتم تنظيمه في اليوم التالى على ذلك ليحدد طبيعة العلاقة مع اسكتلندا، وأكدت الصحيفة أن عدداً من القضايا الأخرى ينتظر ديفيد كاميرون في فترته الثانية منها الحضور الضعيف لبريطانيا على الساحة الدولية.