فجر بعض المحاسبين المتقدمين لمسابقة تعيينات بهئية قناة السويس، مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت فى إشراف قيادى إخوانى على مسابقة تعيين محاسبين ومحامين، من العاملين بالهيئة وخارجها من حاملى المؤهلات العليا.
وفوجئ الجميع عند إعلان النتيجة، أن الأسماء التى نجحت هى 49 من الإخوان وأنصارهم من بين 281 متقدما، فيما تم رفض نجاح أى مسيحى، رغم أن عددهم كان قليلا، كما أن واحدا فقط نجح من خارج الجماعة الإرهابية لأنه انتبه للعبة وقدم بلاغا ضد القيادى الإخوانى، يتهمه بالتحيز لجماعته وإدخال السياسة فى العمل، كما استخدم الإخوانى معايير للنجاح تمثلت فى أسئلة دينية ليست لها علاقة بالمحاسبة أو المحاماة.
البداية كانت بتقدم العشرات من الذين تم رفض أسمائهم بشكاوى والتماسات إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى والفريق مهاب مميش والذين رفض العاملون إعلان أسمائهم خوفا من بطش القيادى الإخوانى بهم.
وقال “إبراهيم.ر” عامل بالهيئة، إن الأوراق التى حصلوا عليها منذ أيام أثبتت التزوير، مضيفا أن الهيئة أعلنت عن مسابقة رقم 2 لسنة 2013 لوظيفة محاسبين أخصائيين ومحامين للدرجة السادسة التخصصية من العاملين الدائمين بها ويشتغلون الدرجة الخامسة فما دونها، كما أعلنت فى الجرائد برقم 8 عن محاسبين ومحامين من خارج الهيئة.
وأوضح أن القيادى الإخوانى “م.م” انتهز فرصة انشغال الفريق مميش بالقناة الجديدة وخروج المدير عبدالمحسن الطيبانى على المعاش وتوليه منصب نائب مدير ورئيس اللجنة المشكلة للإشراف على المسابقة.
وتابع أنه غير تقييم وشروط المسابقة بعد أن أعلن عنها وشروط التقدم لها وبعد امتحان المتسابقين، وهو مخالف للقانون ولم يعط درجات للتخصص.
ودلل على ذلك بأن المدير السابق أرسل له مذكرة فى 22 ديسمبر 2013، تتضمن المعايير التى تم العمل بموجبها، منها 15% درجة للمعلومات العامة و10 درجات للمظهر العام، بجانب درجات للحاسب الآلى واللغة ومعلومات التخصصية.
وأكد أن العاملين تفاجئوا بتغيير القيادى الإخوانى للتقييم فى 19 مارس 2014 بعد امتحان المتسابقين بتاريخ 10 مارس 2014، بإعادة نسبة المعلومات العامة إلى 5% فقط، بينما المظهر العام رفعت إلى 20%.
وأشار إلى أن مدير المالية السابق أرسل مذكرة سرية بدرجات المسابقة كمعايير ليتم الاسترشاد بها فى التقييم، والتى حددتها إدارة شئون العاملين، ومع ذلك ضرب الإخوانى بها عرض الحائط وغير فى الدرجات لتناسب أهواء الإخوان.
واستطرد “محمد.ج”، أن رئيس اللجنة الإخوانى، اعتمد فى أسئلة الامتحان على أسئلة دينية ليست لها علاقة بالتخصص أو مراعاة وجود مسيحيين، وأضاف سألنى ما اسم عمة الرسول وكم عمرها ومتى توفيت، وسأل زميله ما هو فقه النكاح فقلت له “أنا داخل لوظيفة محاسب وليست فقيها دينى”.
وأكد أن زميله “عماد .ش”، فطن للعبة واهتمامه بأنصار الإخوان وتسهيل أسئلة الامتحان عليهم، وأنه نجحهم رغم حصول غالبيتهم على درجات ضعيفة فى المحاسبة والكمبيوتر، وإقصاء المسيحيين رغم حصول بعضهم على الدرجات النهائية فى الكمبيوتر واللغة.
وقال إن زميله حرر محضرا فى الأمن الوطنى، ما جعل الإخوانى يدخله فى آخر قائمة الناجحين وكان المفروض يعين فى السويس، فنقله معه إلى الإدارة المالية ببورسعيد ليكون تحت عينه ويراقبه.
وأوضح “خالد.أ” أن أعضاء اللجنة التى اختارها الإخوانى فكرها إخوانى أيضا، ما جعلنى أتقين برسبوبى لأن فكرى رافض لفكر الإخوان.
وأضاف أن الفريق مميش رفض من قبل ترقية الإخوانى لمدير الإدارة المالية بسبب فكره الإخوانى، وجاءت فرصته للإشراف على اللجنة ليدخل ما يشاء من أنصاره.
ودلل على صدق كلامه أن من يراجع درجات الراسبين ويقارنهم بالناجحين يجد أن بعضهم حصلوا على درجات نهائية فى المحاسبة والكمبيوتر واللغة، بينما أنصار الإخوان حصلوا فيها على أقل الدرجات.
ولفتت فاطمة محمود إلى أنها تقدمت للمسابقة كابنة أحد العاملين الذى خدم فى الهيئة 40 عاما، وأنها تقدمت بعدة التماسات للفريق مهاب مميش بتعيينها، بعد وفاة ولدها فى عهد الفريق فاضل الرئيس السابق للهيئة، مضيفة أنه تم استبعادها أيضا بسبب محاسيب هذا القيادى الإخوانى.