“لورانس العرب” النجم العالمى عمر الشريف، الذى عاصر الملك فاروق، ولم يحب عبد الناصر، وتودد منه السادات، وسطح علاقته بمبارك، ولم يقتنع بمرسى، كانت تطارده السياسة فى الكثير من مراحل حياته، سواء بطريق مباشر او غير مباشر، وكانت بداية مشاكله مع الحياة السياسية فيلم (فتاة هازلة) مع الممثلة اليهودية “بربارة سترايساند”، والذي تدور أحداثه في حي يهودي ببروكلين حول علاقة شاب يهودي بفتاة يهودية، الامر الذى اثار ضجة كبيرة بمصر والوطن العربى حيث أن قبوله للفيلم جاء في فترة عصيبة من الصراع العربي الإسرائيلي أبان الحرب وأثناء التصوير وقعت حرب عام 1967.
طفولته وحياته:
اسمه الحقيقي هو ميشيل ديمتري جورج شلهوب، وولد في 10 أبريل عام 1932 في مدينة الاسكندرية، وكان جده لأمه يهوديا بينما الأب من المسيحيين الكاثوليك المتدينين.
التحق بالمدرسة الفرنسية ولكنه تركها في سن العاشرة بسبب زيادة وزنه وقد أدخلته والدته بعدها المدرسة الإنجليزية وهي تعرف أن طعامها سيئ لكي لا يأكل المزيد.
عندما الـ15 عاما التحق بأشهر مدرسة إنجليزية في مصر أسسها الاحتلال لأبناء الصفوة وهي مدرسة “فيكتوريا كوليدج” وهناك تعرف على الممثلة العالمية صوفيا، والملك الحسين ملك الاردن، والمخرج العالمى يوسف شاهين.
بسبب تشدد والده للمسيحية الكاثولوكية رفض زواج عمر من فتاة تدعى “يان” لأنها كانت مسيحية بروتستانتية.
اكتشفه يوسف شاهين وقدمه بفيلم “صراع فى الوادى” الذى شهد بزوغ قصة الحب لسيدة الشاشة العربية، الذى كانت فى ذلك الوقت متزوجة من صلاح ذو الفقار.
وفور إعلان فاتن حمامة خبر طلاقها، أعلن عمر الشريف إسلامه، وتزوجها فى فبراير 1955.
أفلام ذات طابع سياسى:
عُرف عمر دائما انه يقوم بما يمليه عليه ضميره، وما يجعله سعيدا، ولا يستطيع شخصا ايا كان قوة نفوذه من إجباره على فعل شىء لم يرض عنه، يقول دائما فى كل لقاءاته وأحاديثه ان ولائه وحبه للشعب المصرى البسيط، لذلك برغم من قلة افلامه السياسية إلا انه كان دائما يختار القضايا التى تمس الشعب ومصلحته.
ويذكر من هذه الأفلام فيلم “فى بيتنا رجل” الذى يجسد فيه شخصية مناضل مصرى فى فترة ما قبل ثورة 1952، ويقرر الانتقام من رئيس الوزراء الخائن الذى كان مواليا للانجليز.
“المواطن مصرى” عام 1991، الذى رُصد ظلم من يتقلدون المناصب العليا متجسدا فى العمدة عبد الرازق الشرشابي حين يُطلب ابنه الأصغر توفيق للتجنيد ترفض زوجته، ويقترح عليه أحد الأشخاص بإرسال من ينتحل صفة ابنه للتجنيد بدلًا منه.
وكذلك فيلم “حسن ومرقص” مع النجم عادل أمام الذى حمل طابع سياسى فى تناول الفتنة الطائفية بين عنصرى الأمة.
وحتى بعض الأفلام التى بدت للجمهور رومانسية مثل “نهر الحب” كان يضع بها بعد اللمسات السياسية الذى يكرها ويرفض ان تكون فى المجتمع المصرى متجليا فى شخصية طاهر بك، الذى كان قريبا من الملك وحاشيته وكان يرغب فقط فى النفوذ.
فى بيتنا..المللك فاروق :
ويقول الشريف بإحدى لقاءاته التلفزيونية إن والداته فكانت تعقد حلقات سمر في منزل العائلة لنجوم المجتمع والباشوات، وكان الملك فاروق يتردد على منزلنهم بل ويلاعب والداته “البوكر” ويروى أنه ذات مرة أراد الملك فاروق أن يراهن بآلف جنيه، فقالت والدة الشريف “لا مااقدرش العب بالمبلغ ده كله” فرد عليها الملك “هتلعبى انا عارف حسابك فى البنك كويس”، وهذا يوضح قوة العلاقة بين الملك فاروق وأسرة الشريف.
عمر الشريف وعبد الناصر:
برغم من عدم ولائه للملكية، وفرحته فى البداية بثورة الـ1952، إلا أن الشريف تراجع عن حبه لعبد الناصر بسبب تأشيرة الخروج والدخول للممثلين و الحصول على تأشيرة حسن سير وسلوك قبل السفر.
وعن عبد الناصر يقول عمر الشريف “جمال عبد الناصر كان يعتقد أنه باستطاعته هزيمة اليهود بكذبة حرب الستة أيام، والغلابة الفقراء والفلاحين المصريين صدقوه”.
وما زاد كره عمر الشريف لعبد الناصر رجل مخابراته “صلاح نصر” الذى زار عمر الشريف وفاتن حمامة فى منزلهما وطلب من عمر الشريف أن يطلعه أولاً بأول عن أخبار النجوم في مصر، وأن يقيم علاقة عاطفيه مع الفنانه السوريه نضال الاشقر، وذلك من اجل دخول منزلها والتجسس على والدها ودس السم له، ولكنه رفض لأنه لا يريد ان يحمل ذنب شخص برىء على عاتقه.
عمر الشريف والسادات:
يصف الكثيرون عمر الشريف بأنه “عراب” اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل، حيث طلب السادات من عمر عندما كان بالسفارة المصرية “بباريس” أن يتوسط له عند الإسرائيليين، لكي يفتح صفحة جديدة معهم، فهاتف عمر الشريف الرئس الأسرائيلى بمناحم بيجين وابلغه رسالة الرئيس السادات، ورد بيجين وقتها “إذا جاء السادات فسأستقبله كالمسيح”، وحدثت الزيارة بعد أسبوع من المكالمة.
وعن علاقته الشخصية بالرئيس السادات قال “إنها علاقة وطيدةودعانى لحضور حفل زفاف نجله جمال فى مصر وبالفعل حضرته لانه كان رئيساً محترماً، وكانت تربطني به علاقة طيبة”.
عمر الشريف ومبارك:
رفض عمر الشريف عدم استجابة مبارك لمطالب “ثورة 25يناير” بالتنحى قائلا “مبارك فشل في تحسين مستوى معيشة المواطن العادي ويكفيه فترة الحكم التي قضاها..وكنت أشاهد الثورة من شرفة الفندق الذى أقيم به وعندما رأنى بعض الصحفيين صعدوا إلى غرفتى وٍالونى ايه رائيك قولتلهم أنا مع الشعب”.
وعن فكرة توريث مبارك الحكم لنجله جمال قال الشريف “اتعجب كيف فكر مبارك فى هذا رغم انه لم يحقق لشعبه شيئا وزادهم فقرا”.
وأضاف أن علاقته بالرئيس الأسبق مبارك كانت سطحيه، وأكد أيضا إن “سوزان مبارك” كانت تطلب منه مرافقتها في الحفلات خلال تواجدهما بالعاصمة الفرنسية باريس.
رأيه فى حكم الأخوان والمعزول:
قال عمر الشريف انه عندنا فاز الأخوان بالحكم تملكه الخوف على مصر لأنه يرى أنهم جماعة انتهازية، أستغلت الثورة لتقسيم السلطة بمصر كأنها “تورته”، ولكنه فرج بشدة عندما قام الشعب المصرى بتصحيح المسار وقام بثورة جديدة وأختار الرئيس عبد الفتاح السيسى ليحكم مصر.
وعن علاقته بالرئيس السيسى قال “لا أعرف السيسى لكنه رجل وطنى ويحب البلد والشعب كله يعلق آمالاً عليه.. والحقيقة أنه استطاع أن يعيد الهدوء إلى مصر التى يحاول الإرهاب تشويه جمالها وزعزعة استقرارها.. مصر تمشى فى الطريق السليم لكن يجب على الناس العمل بجهد والصبر لأن البناء يحتاج وقتاً طويلاً.